ضرورة وجود خادمة أو خادمتين في كل منزل يضع سؤالا محددا، لماذا هذه الضرورة؟ وخلف علامة الاستفهام تقبع عشرات الأسباب التي من خلالها يمكن قراءة حالة هذا المجتمع؟ فنحن نعيش وضعا اجتماعيا غريبا، تحولت فيه الأشياء إلى ضروريات ملحة، ونكاد نكون البلد الوحيد الذي (يخزن) العمالة المنزلية ويكدسها من غير الوقوف على الأسباب الرئيسية لوجود هذه العمالة أو البحث عن بدائل لهذا الوضع. فالسائق انتجت ضرورته عادة اجتماعية أخذت صبغة التحريم بينما لو نهضت الآراء بجواز (سواقة) المرأة لحدث اختراق لهذا التصلب ولأصبح وجود السائق ترفا وليس ضرورة. ويقال إن البلد يستقدم مائة وخمسين عاملة وعاملا يوميا، وهذا العدد (يقلب الرأس المنعدل) ولأننا لا نرغب في اعتدال رؤوسنا تجد المجتمع يتحرك ويطالب بزيادة استقدام العمالة المنزلية لأن الواحد منا أصبح يعيش داخل فندق وليس داخل بيته، فلو أراد أحدنا تناول جرعة ماء، ما عليه سوى أن ينادي على الخادمة التي تبعد عشرات الأمتار من أجل جلب كأس الماء الذي لا يبعد عنا سوى متر أو مترين. كثيرة هي السلوكيات التي أصبحت من مصكوكاتنا الخاصة؛ بسبب اللجوء للغير من أجل خدمتنا، فالعمالة المنزلية أصبحت رئتنا التي نتنفس بها. ومن أجل هذا الوضع، تحولنا إلى زبائن دائمين للدول الموردة للأيدي العاملة، حتى إذا ذقنا الويلات صحنا مستغيثين ومنددين ومطالبين بالبحث عن منجم جديد لتوريد هذه العمالة. ونحن نرفض أي نوع من أنواع الاكتفاء الذاتي، فمن العيب ونحن الأثرياء أن نستعين ببعضنا، فالكل يريد أن يخدم وليس بيننا خادم، حتى (المنتفون) اقتصاديا لا بد عندهم من وجود خادمة وسائق. ألفنا هذا، ويبدو أن وجود الخادمة داخل المنزل أوجد كثيرا من المشاكل الأسرية إلا أن العاملة المنزلية لم تثر حفيظة وغيرة المرأة لدينا، كون هذه العاملة لا تتمتع بالجمال القادر على سلب البيت رب أسرته، ولهذا نجد أن بعض الدول محرم استقدام العمالة المنزلية منها؛ بسبب الخوف من سرقة قلب رب البيت، ومع تواضع جمال العاملة المنزلية استمر الحال على ما هو عليه. والدليل على الخشية من العاملات الجميلات ما اعتزمت عليه اللجنة الوطنية للاستقدام في مجلس الغرف السعودية، حيث تبدأ خلال الأشهر المقبلة استقدام العمالة المنزلية الطاجيكية المزدوجة فقط.. أي أن الخادمة ستأتي هي وزوجها. ولن أفتح فمي هنا، وأترك لكل واحد أن يتخيل ما الذي سيحدث، وأهم ما في الموضوع أننا سنتحول إلى شقق مفروشة للخادمة وبعلها، وربما يطيب لهما المقام فيقومان باستقدام أطفالهما وأبويهما وأولاد العمومة من الأقرباء.. يعني تكديس أفراد وتنبلة أفراد وضياع مال. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة