تزاحم قادة دول العالم طوال الأيام الأربعة الماضية على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة (ذات الخلفية الخضراء) وأطلق الزعماء والقادة خطاباتهم ذات الألوان المتنوعة، وطغت على هذه الخطابات حالة العالم المهزوزة، خصوصا المتعلق منها بقضايا الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة السورية، وبين هذه الخطابات ذات التوجهات المختلفة والصريحة برزت كلمة سمو نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بلغة سياسية متوازنة وشاملة، عبرت بشكل (حليم) وعقلاني وشفاف ومتوازن عن موقف المملكة حيال كل ما يجري في هذا العالم سياسيا واقتصاديا وإسلاميا وأمنيا، إذ ألم خطاب الأمير عبدالعزيز بجميع الجوانب بدءا من الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، والنووي الإيراني، مرورا بالانتقال السلمي للسطة في اليمن إلى التمسك بنشر قيم وثقافة التسامح. ورغم التغيير في الخريطة السياسية العربية والعالمية، إلا أن خطاب الأمير عبدالعزيز قد عبر عن أصالة موقف المملكة من القضية الفلسطينية، معتبرا أنها ما زالت القضية المحورية وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وأنها تشكل أكبر التحديات المستمرة التي تواجه الأممالمتحدة. لقد طغت اللغة السياسية العقلانية والواضحة على كلمة المملكة في المحفل الأممي والذي جعل المراقبين ينظرون باحترام وتقدير للخطاب السعودي الأممي المستنير ذي الرؤية الثاقبة والذي لامس بشكل دقيق أزمات المنطقة وقضايا الأمة والعالم، وجدد التأكيد على الثوابت التي تقوم عليها سياسة المملكة الخارجية منذ تأسيسها وحتى الآن. واللافت في الكلمة هو حرص المملكة دائما وأبدا على إثبات أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمة عبر إيجاد حل عادل لها تكون بداية الطريق لحل كل القضايا العالقة في العالم. ولم يغفل الأمير عبدالعزيز في كلمته تمسك المملكة بدور فاعل للأمم المتحدة وللمنظمات الدولية في حل الأزمات وبخاصة في دفع مجلس الأمن لخلع ثوب التقاعس الذي يمارسه حيال الأزمة السورية. لقد حددت المملكة في كلمتها الأممية خارطة طريق للعالم وأرسلت رسالة واضحة لكل من يريد أن يسلك طريق السلام لترسيخ الاستقرار والسلم العالميين.