لن تتهافت رؤوس الأموال للاستثمار في المواقع السياحية الجبلية بمنطقة جازان إلا باكتمال شبكة طرق آمنة توصل المتنزه لتلك المواقع التي تختزن إمكانيات جذب سياحي هائلة تسلب الألباب. وأكدت مصادر اقتصادية ل«عكاظ» أن هذه هي (الحقيقة) التي يستعصي فهمها على المسوقين لهذه المواقع الجبلية رغم وضوحها الجلي. وأضافوا أنه منذ عشرات السنين والمسوقون يعملون على تسويق هذه المواقع بشتى الطرق والوسائل بغرض جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال إليها، متجاهلين أبسط مقومات الاستثمار السياحي التي تفتقر إليها مثل الطرقات الآمنة المؤدية إليها، والتي يتسبب غيابها في عزوف رؤوس الأموال والاستثمارات السياحية، خصوصا أن تشهد بين الحين والآخر حوادث سقوط قاتلة. ورغم اشتراك الهيئة العليا للسياحة في الحملة الترويجية للمواقع السياحية الجبلية في المنطقة إلا أنها لم تغفل الإشارة إلى أنها تواجه بعض المعوقات التي تعرقل جهود التنمية السياحية فيها، مشيرة إلى أن الطرقات وغياب البنية التحتية تقف عائقا أمام عملية التنمية السياحية في هذه المواقع. وقال رجل الأعمال الدكتور عبدالرحمن باعشن: «إنه رغم كل المقومات السياحية التي تتمتع بها المنطقة، إلا أنها لا تزال تراوح في مكانها خصوصا المواقع السياحية في المناطق الجبلية وذلك لوعورة وسوء حالة الطرقات المؤدية إليها، والتي أشارات تقارير الهيئة العليا للسياحة بوضوح إلى أنها تعرقل جهود التنمية السياحية في جازان». وسأل، لماذا لا تقوم الوزارت والجهات المعنية بإعطاء استثناءات لهذه المواقع والتي من شأنها جذب رؤوس الأموال والاستثمارات والتي ستنعكس إيجابا على هذا الجزء الغالي من الوطن ؟، وشدد على أن الطرقات الآمنة من أهم العناصر التي تساعد على إنجاح مثل هذه الفرص السياحية، متسائلا، كيف ننهض بهذه السياحة في المنطقة إذا كانت البنية التحتية والممثلة في الطرقات وبعض الخدمات مفقودة فيها ؟. من جانبه، قال رجل الأعمال عبدالرحمن العقيلي: «الطرقات الجبلية معروفة بوعورتها وانحداراتها الشديدة التي تهدد حياة العابرين عليها، ولا شك أن غياب عناصر البنية التحتية لعب دورا أساسيا في إجهاض التنمية السياحية في المنطقة، وخصوصا في المواقع الجبلية، وهذا ليس سرا فتقارير الهيئة العليا للسياحة تشير إلى أن أغلب المواقع تفتقر للبنية التحتية المهمة وأهمها الطرقات وغيابها يعتبر حجرة عثرة أمام التطور والفرص الاستثمارية، ولذلك من الضروري أن يتم دعم البنية التحتية لهذه المواقع». ويوافقه الرأي بعض المواطنين من المناطق الجبلية، حيث قال سليمان أحمد المالكي: «بعد قيام البلدية بسفلتة الطريق اضطررنا لعمل الحواجز عند بعض المنعطفات لشدة خطورتها، ولكون الطريق يقع في منتصف الجبل فيتعرض للسيول الجارفة التي تشهدها المنطقة والتي بدورها تؤدي إلى انجراف الإسفلت وهذه نتيجة حتمية لأن الطرق أغلبها تم تشييدها بإمكانيات بسيطة وتغيب عنها الصيانة وقد شهدت حوادث سقوط مؤسفة راح ضحيتها الأبرياء بسبب عدم وجود مصدات واقية تمنع المركبات من السقوط». من جانبه، قال محمد الغزواني: «كما تلاحظون السيول تجرف الإسفلت والطريق بدأ يضيق نتيجة تساقط الصخور، ونحن نتساءل أين الصيانة وكيف يريدون المتنزهين يصلون إلى المواقع السياحية في قمم الجبال في ظل هذا الوضع الخطير الذي يهدد سلامتهم». أما جابر المالكي فأشار إلى أن غياب الصيانة دفع المواطنين إلى عمل صيانة الطريق على نفقتهم الخاصة. ويذكر أنه على ضوء أعمال المسح الميداني والدراسات التي قامت بها الفرق التابعة للهيئة العليا للسياحة وتقاريرها التي تؤكد فيها أن المنطقة يتوفر فيها الكثير الإمكانيات التي تشجع التنمية السياحية وهي تضم مواقع سياحية متنوعة من حيث التضاريس والمناخ مثل الجبال، الشواطئ، الجزر والمناخ المتنوع، إضافة إلى تنوع مواقع الجذب التراثي والثقافي في المنطقة مثل القلاع، القرى قديمة، المباني تقليدية، الحرف اليدوية والعادات والتقاليد، يضاف إليها ميزة سياحية أخرى وهي وجود عيون مياه حارة في المنطقة تستخدم للعلاج والاستشفاء. ويذكر أيضا أن الهيئة حددت 49 موقعا سياحيا في منطقة جازان قابلة للتطوير السياحي، منها ما يقع في المناطق الجبلية ومنها في الجزر والأودية والسهول.