هناك من يحسن زرع البهجة واستلاب الإحباط في النفوس، لتنمو بذرة الأمل والتفاؤل صورا جميلة بعضها آني تلمح تهلله على سحنات الوجوه، والأخرى تكبر مع الأيام حبا يعمقه صدق الوفاء والإخلاص لمن مد يدا جالت في حنو لتمسح خيبات السنين ومرارة الانتظار لصبح يحمل بشرى الخروج من دائرة العجز وفقدان المعين. وهكذا كانت المرأة النجرانية تدور في تلك الأفلاك وتلمح كم طالت السنوات بأخواتها في مناطق المملكة الأخرى وهن يمارسن ثقافة العمل الاجتماعي والخيري، وهي عاجزة حتى عن رسم طريق يقصر حتى يصل إلى باب أختها أو جارتها التي أنهكتها نوائب الزمن. واليوم أو لنقل في ذلك المساء السابق بأيام تجاوزت بفرحها جميع الخطوط وقفزت أمانيها مساحات إلى الأمام وحرم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله سمو الأميرة نوف بنت بندر آل سعود تعتلي المنبر في حضور يعكس فكرها ووعيها وتعلن على الجمع المترقب لخطواتها عن قيام جمعية خيرية نسائية تخدم المرأة في جوانب عدة. وإن كانت الخطوة ليست بغريبة على سموها وهي تمضي على نهج أمير المنطقة الذي كسا وجهة نجران بهجة وحبا غير أنها إشارة إلى تلك الرؤية الواثقة من أنها ستجد المناخ المناسب لتنفيذ مشاريعها الاجتماعية والثقافية. فالأرض بكر والفكر نقي وفي القلوب تكمن المحبة لكل الصادقين في خطواتهم لإنعاش المنطقة وأهلها من ركود دام سنوات دون أي مبادرات جادة في وضع لبنة أولى تصلح أن تكون الانطلاقة الحقيقية لصنع واقع مختلف يرعى الإنسان أولا ليحظى في النهاية بمخرج متميز يضيف شيئا لوطنه ومجتمعه. في مناسبة إعلان الأميرة نوف عن قيام الجمعية وهي احتفاء نجران باليوم الوطني كان من بين الحاضرات كوكبة رائعة من مثقفات الوطن أتين بدعوة كريمة من أمير المنطقة لمشاركتنا الفرحة، وكانت أولى ردات فعلهن على المبادرة هو المباركة على وجود شخصية بحجم الأميرة نوف وحماستها ستتولى قيادة مشاريع المرأة النجرانية والمراهنة على أنها ستنجح. ليمتد النقاش والتفاؤل بهن ونحن نترافق في جولة سياحية داخل نجران وبرغم ذهولهن من عراقة المكان وصفاء الإنسان إلا أن الرؤية أكدت بمستقبل مشرق جدا لنجران. لأن من سعى لزرع الابتسامة وتعميق حب الانتماء للأرض بتمجيد يوم ذكرها ومزج فكر الجميع من داخل المنطقة وخارجها ليتوحد في عمل وطني يتشارك فيه الجميع رجلا وامرأة لن يعجز عن إحداث الفارق وإخراج المعدن النفيس لتغدو نجران في عهده درة ثمينة.. غادرونا عائداتٍ إلى مناطقهن بكل حب لتبقى ذكرى اليوم الوطن الثاني والثمانين حاضرة في أذهان النجرانيات زمنا طويلا.