أثار سؤال طرحته الكاتبة والناقدة منى المالكي في ثنايا محاضرتها عن دور المرأة السعودية في الوحدة الوطنية سجالا حادا في الأوساط النسائية النجرانية. وكانت المالكي قد تساءلت في محاضرتها في نجران أخيرا، عن دور المرأة النجرانية في المناشط الثقافية، متسائلة عن أسباب غيابها وهل هو غياب أم تغييب. سؤال المالكي نزل كالحجر ليجد نفسه محاصرا بدوائر عديدة حيث أوضحت بعض المثقفات النجرانيات أن التنسيق غائب أو مغيب، بدليل أن بعض الأسماء في الوسط الثقافي النجراني لم توجه لهن الدعوة للحضور أو المشاركة واقتصر الأمر على واحدة فقط لم تستطع القيام بالأعباء والمهام التي أوكلت إليها، واعتبرن أن هذا أمر طبيعي جداً، وذهبن أيضا إلى أن الرجل النجراني يحتاج إلى وقت كاف ليؤمن بدور المرأة ويسمح لها بالمشاركة في الإعداد والتنظيم للمناسبات النسائية التي تتطلب تواجدها، وطالب بعض المثقفات في نجران بضرورة التنسيق المسبق للبرامج والندوات والمؤتمرات التي تتطلب مشاركة المرأة ليكون لها حضورها الفعال وليس الشرفي. وقالت منى المالكي في محاضرتها «الملفت للنظر تراجع دور المرأة النجرانية عن جداتها سابقا، نتيجة الرهاب الاجتماعي الذي أصابها في مقتل، عندما وقف العيب حاجزا قويا، ومنعها من الحضور في احتفالية يوم الوطن»، وتساءلت «من المسؤول عن لعبة الغياب المرأة أم المجتمع ؟ أم أن كليهما ساهم في هذا الغياب». وأفسحت المالكي للمرأة النجرانية المجال للإجابة على السؤال، باعتبارها جزءا أصيلا من المجتمع السعودي. وأشارت المالكي إلى أن المرأة السعودية تحتفل دائما بعصرها الذهبي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نظرا لما حققته من إنجازات وخطوات رائدة في مسيرتها، التي دائماً ما كانت تسير بخطوة لتفاجأ بأنها عادت للوراء خطوتين، وقالت بأن وتيرة هذا المد والجزر خفتت، بعد أن قطعت المرأة في عهد الملك عبد الله وبمباركته خطوات رائدة أضافت لرصيدها داخلياً وخارجياً الشيء الكثير ، حتى أصبح الحديث حول المرأة السعودية حديث الساعة، وأضافت في سياق المحاضرة، بأن رموزا نسائية تعتبر مثالا وأنموذجا لما قدمته المرأة السعودية في ملحمة بناء وطن، مستشهدة بدور كبرى شقيقات المؤسس الأميرة نورة بنت عبد الرحمن آل سعود. وزادت المالكي، بأن العلاقة المميزة بين الدولة الحديثة والمرأة السعودية تتوثق عندما يضطلع بها رجال أقوياء يقدرون هذه العلاقة لمعرفتهم بأبعادها الإيجابية على المجتمع، فكرسوا لذلك العرفان جامعة كبيرة تحمل اسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وهذا ما يعبر عنه عهد خادم الحرمين الشريفين من احترام وتقدير للمرأة. وقالت منى المالكي، بأن تراجع دور المرأة في الثلاثين سنة الماضية ساهمت فيه عوامل كثيرة، لكنها عادت لتؤكد هذه المكانة للمرأة السعودية عندما أثبتت للجميع بأنها قادرة على المشاركة في معركة التنمية، كما شاركت وبقوة في معركة التوحيد. وخلصت المالكي في محاضرتها للقول: «ونحن على أرض نجران الكرم، الأرض التي روى فيها التاريخ أعظم القصص لحضارة عاشها ومازال أبناؤها يروونها إلى اليوم، الأرض التي برزت فيها المرأة وبقوة، ناسجة قصصها على الحب والولاء لهذا الكيان الكبير، ما هي إلا مثال لكل امرأة سعودية عاشت معركة التوحيد صامدة، حتى عندما بدأ البناء وجدناها تزرع وترعى وتربي وتعلم أبناءها، أن لا شيء أغلى من الوطن».