من قال هذه الجملة مجموعة فتيات، بعضهن مطلقات والبعض عازفات عن الزواج، جمعني بهن لقاء على هامش أحد البرامج، ينبض منهن الطموح والتطلع للمستقبل ورغبة التخطيط له، المطلقة طرحت فكرة عدم قدرة الرجال ممن يعيشون تجربة الطلاق إدراك احتياجات المرأة، وقالت «أصبح الرجال أقل بمراحل من تطلعاتنا»، الأخريات وافقن بالإجماع ثم انهالت تأكيدات أن واقع الرجل، وآفاق تفكيره ونظرته للمرأة، باتت وسيلة تبرر نفيه من عالمهن. حاولت سبر أغوار إحساس أنثى في عز الشباب بانعدام رجولة الرجال من حولها أو جاذبيتهم، طرحت سؤالا حول مسؤولية المجتمع والمرأة عن ذلك، مثلا معدلات الطلاق والإثبات بالدراسات أن أسرة الزوج «والدة الزوج خاصة» قد تكون شريكا أساسيا وأحيانا متورطا رئيسيا ومن يحدث صدوع لا مبرر لها في مؤسسة الزواج.. لا شيء يبرر تمزق أسرة، إلى جانب عامل آخر«ترك الفتيات لأمنياتهن وأحلام اليقظة ثم تحملهن قوة الارتطام مع فظاعة الواقع بعد دخول عالم الأزواج.. المكتظ بالمسؤوليات الجسام.. ليواجهن المصير المجهول». عادت الفتيات للإجماع بأن الرجل القوي يستطيع إرضاء والدته وزوجته وتحمل مسؤولياته بدون خسائر فادحة.. وأن مجتمعنا قاس، لا يتعاطى بالكرم الذي أمر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أو الرقة واللين والصبر المطلوب من رجل يتحلى بفهم رشيد لمنطق القوامة.. تتعرض الأنثى حتى في منزل أسرتها للنفي والنبذ والبعض ضحايا للعنف الأسرى والحرمان والعضل و(لا أعمم). وما تواجهه من غلظة وبطش يتكدس في وجدانها، ويغتال حقها في حماية غريزة الانتماء إلى كيان من إنجازها من خلال تكوين أسرتها الصغيرة، تهشيم المجتمع لهذا الحلم جريمة لا تغتفر، والبريق الخافت الذي لمحته في تلك العيون عندما يتحدثن عن أطفالهن، وكيف أصبحت الأمومة كوكبا للأمهات العازبات يشير إلى حجم الإحساس بأن المجتمع خذل تطلعاتهن لواقع إنساني أجمل. الزواج مسؤولية مشتركة تحتاج من الجميع اكتساب مهارات التعامل مع الآخر، وترسيخ ثقافة الغفران وتحمل المسؤولية بدون أن تتحطم من تخوض هذه التجربة وكأنها تعاقب، والمقبلون على الزواج يستحقون تثقيفهم ببرامج دعم وإرشاد وتطوير للأداء مكثفة وميسرة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة [email protected]