أعدت استاذة جامعية وهي د / عبير محمد القريني من جامعة ام القرى في مكةالمكرمة دراسة على عينة من 400 امرأة سعودية من مهن مختلفة " طبيبة، معلمة، ممرضة، ادارية في اي مجال " وكانت نتيجتها ان % 400 من الزوجات يتلقين الدعم والمساندة الزوجية أي بمعدل % 10 فقط من الزوجات العاملات وهذه المساندة الضعيفة والعلاقة الزوجية المضطربة تدفع % 55 من الزوجات العاملات والازواج الى اتخاذ قرار الطلاق بسبب الضغوطات التي يواجهنها في المنزل من ازواجهن السعوديين . في هذه المساحة طرحنا اسئلتنا على العاملات السعوديات حول المشكلات التي تؤدي الى الطلاق . وهل العمل يؤثر في وقوع الطلاق او التوتر الوظيفي في العلاقة الزوجية بسبب ذلك والأهم من ذلك لماذا ارتفعت نسبة الطلاق بين النساء السعوديات في المملكة في الوقت الذي بدأن يأخذن وضعهن الطبيعي في مجال العمل في كل مكان . في البداية تقول الاستاذة انتصار فلمبان مديرة الاعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم للبنات : هناك مشكلات استجدت بسبب وتيرة الحياة الكثيرة والمتسارعة وفتح مجالات وأبواب واسعة امام المرأة السعودية مما ولد لديها طموح غير تقليدي وهذه الأمور ربما تزعج الرجل ورؤيته للأسرة والزواج . فالزوج ربما لا يرغب في ان تعمل زوجته في مجال معين نظرا لوجود العادات والتقاليد والتي ما زالت موجودة في مجتمعنا الذي لم يتقبل المستجدات كلها فالمرأة العاملة اذا لم توفق بين واجباتها الزوجية والمنزلية من جهة وبين عملها من جهة اخرى يحدث الكثير من المشكلات التي قد تؤدي او تقود للطلاق اضافة الى مشاركة المرأة الزوجة ماديا مع الزوج ومطالبته بإنفاق رصيد راتبها بأكمله وبعض الأحيان يستدين الزوج من البنوك وتتحمل الزوجة عبء ديونه وقيمة اقساط السيارة الخاصة بزوجها ومع كل ذلك فهي في نظر زوجها متهمة بالتقصير عند اول باب او منعطف ضعف تعاني المرأة العاملة منه بسبب ما تواجهه من مشكلات والإسهام في اعباء المنزل وكثير من الرجال يستغلونها عاطفيا وبشكل سيء . العمل حق للجميع أما الاستاذة سامية مناع مديرة القسم النسائي بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بجدة فترى ان العمل هو حق للجميع كانوا اناثا او ذكورا - كبارا أو صغارا إلا انه على الرغم من ذلك تجد المرأة انتقادات في عملها وطريقة ادائه خاصة اذا كان العمل خيري حيث انه لا مردود من ورائه وبالإمكان ان تقوم به الفتيات الانسات بدلا من المتزوجات وتضيف المناع عن الاسباب الأخرى للطلاق والذي تلوم به المرأة لأنها السبب في ذلك رغم علمها بذلك بأنه حدث رغما عنها : هناك مشكلات مختلفة تواجه المرأة العاملة في علاقتها بزوجها فهي تجلب مشكلات العمل معها الى البيت وتأتي بمزاج يؤثر فيها وسواء كان الرجل ام المرأة يجب عليهما الفصل بين مشكلات العمل والبيت كي لا تحدث توترات وقد تعايشت مع مشكلات زميلاتي مع ازواجهن بسبب العمل فالمرأة تركز على المشكلة وتترك البيت وتصبح هناك فجوة كبيرة بينها وبين افراد اسرتها . الرجل الشرقي يستغل كلمة الطلاق ! الاستاذة منيرة العتيبي من مستشفى الحرس الوطني بجدة تشن هجوما على الرجل الشرقي باعتباره الزوج الوحيد الذي يستخدم كلمة طالق من دون اي مبرر لمجرد ان وجد تقصيرا صغيرا من زوجته العاملة وتضيف : ان الرجل عندما يدفع لها مهرها لا يعني هذا الأمر من انه اشتراها وحينما يهددها بالطلاق بسبب او بدون سبب اذا لم تترك عملها الذي بسببه قصرت في حقه فهذا دليل على ضعف شخصية الرجل وحجته انها قصرت في طلباته بسبب اهمالها لأعمال البيت وانشغالها بوظيفتها . وتشير منيرة العتيبي الى ان الرجل يستغل سلاح الطلاق والضغط على المرأة لمساومتها في عملها مستغلا بذلك انها لم تشترط في عقد النكاح تركها في عملها وعدم اجبارها على حرمانها من وظيفتها التي هي عليها قبل الارتباط والزواج منه . غيرة الرجل من عمل زوجته تضحك منى الغامدي من مكتب العلاقات العامة في قسم الاشرف النسائي بجدة من تصرفات الازواج الذين يغارون من عمل زوجاتهن فتقول : هناك عدد من الازواج السعوديين يعاني الأمرين من عقدة الشعور بالنقص والدونية لأن الزوجة تتفوق عليه علميا وأدبيا واجتماعيا . وتستشهد بقصة صديقتها التي تعاني من غيرة زوجها من عملها - حث انه كان يضيق عليها الخناق ويحاول قهرها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة كما أنه يشهر سلاح الطلاق في وجهها ويطالبها بعدم الخروج من بيته الا بإذنه لأنهامتعلمة اكثر منه ولديها الكثير من الشهادات العليا اضافة الى مركزها المرموق ومكانتها الاجتماعية التي يشار اليها بالبنان . وعلى الرغم من احترام الجميع لها خارج اسوار المنزل ترى عكس ذلك داخله وتحديدا من الزوج رغم احترامها له وذلك بسبب النقص او الشعور بالنقص والذي يكون السبب في كل الخلافات التي تقع بينهما مما يجعل من مهمة اقناعه بضرورة تركها ان تعمل دون مشكلات باتت مستحيلة . المرأة غير العاملة تخاف أكثر من الطلاق وتضيف ع الغامدي سيدة اعمال ان الرجل الشرقي عموما يحب التسلط ويسيء بطبعه على معنى القوامة التي اصبحت عصا تستخدم للأمر والنهي وفرض الرأي بالقوة، وإن لم تنفذ الزوجة ما يأمرها به فأقل عقاب ينتظرها هو اجبارها على ترك العمل والوظيفة والجلوس بالبيت في محاولة خفية منه لكسر مجاديف عطائها ونجاحها بسبب غيرته مستغلا بكلمة الطلاق التي تجعلها بطاقة صفراء تهددها بالخروج من الملعب قبل الأوان، او حمراء تلقي بها على قارعة الطريق . وتضيف ولأن المرأة بطبيعتها تخاف من الطلاق بصفة عامة والزوجة ربة المنزل كون ان ليست لها دخل تصرف بها على نفسها تخاف اكثر من الزوجة الموظفة من موضوع الطلاق مما يضطرها الى الخنوع والذل لمطالب زوجها الاناني - وهذا ما يسبب كراهيتها له والشعور بخلق تراكمات داخلية - قد تدفعها الى التصرف بصورة سلبية تلقي بظلالها على حياتها العامة والخاصة وقد تصل بها الحال لتقول له طلقني اليوم وليس غدا . وتختتم الغامدي مشيرة بأن الطلاق المعلق للمرأة عموما وخاصة الموظفة يذلها ويضعف من شخصيتها وقد تثأر في يوم ما لكرامتها وتقول له افعل ما تشاء لقد سئمت منك من تهديداتك او حتى انها تذهب بنفسها الى الجهات المختصة لطلب الطلاق متناسية بيتها وأولادها - وكل شيء في هذه اللحظة الهائجة بسبب نفاذ صبرها من الزوج الأناني والسبب انها موظفة تتمتع بمزايا قد تفوقه في كل شيء !! المرأة العاملة صحية ما هو الرأي النفسي في تعدد ادوار المرأة العاملة في المجتمع السعودي؟ تشير استاذة علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز للبنات بجدة الى ان المرأة العاملة ضحية ادوار عدة لمتطلبات المجتمع والزوج والأولاد والعمل وعليها ان تتقن هذه الادوار لها دون وجود خطأ واحد فيها وإلا غضب منها الجميع فهي امرأة قوية بلا شك ولو كلف الرجل بعبء تربية الأولاد واعداد الطعام الى جانب عمله المرهق لانهارت الاسرة وقوامة الرجل ليست ادارة او سلطة بينما هي تكليف واختلاف في الدور . وتضيف موضحة ومحللة نفسية المرأة العاملة ان المرأة هي المرأة فالعمل لا يغير كثيرا من شخصيتها بل انه يفجر الامكانات الكامنة في داخلها وتتفتح لها جميع الافاق في التفاهم مع الرجل وفهم طلباته ونفسيته كما ان العمل ينظم الوقت الذي يعطي لكل ذي حق حقه ويوفر لها الاستقلال المادي والاجتماعي فهي ليست من مسببات الطلاق بل ان اسباب الطلاق تكون نفسية قبل ان تكون مادية وزيادة حالات الطلاق بين العاملات الموظفات سببه عدد العاملات في ازدياد والمرأة لم تعد ربة منزل فحسب وهناك مشكلات تواجه الزوجين بشكل عام سواء كانت الزوجة تعمل ام لا؟ وربما يكون عمل المرأة نقطة تحول وانطلاق لهدم عش الزوجية ومبثابة القشة التي قصمت ظهر البعير . فالمرأة معطاءة وتتحمل الاعباء وتظل في حاجة للشعور بأنوثتها كاملا .ولن يأتي ذلك الا من خلال علاقة زوجية فالزوج يعطي الزوجة مشروعية الوجود ولن يحصل على مشروعية رجولته الا من خلال زوجته وهذا لن يأتي الا من خلال العلاقة المحترمة والنظيفة لاداب التعامل الزوجي الخالي من التهديدات والمشاكل التي يفتعلها الرجال الازواج بسبب عمل زوجاتهن !