أطلق أحد البنوك مؤخرا حملته السنوية للتبرع بالدم تزامنا مع اليوم العالمي للتبرع بالدم والموافق ليوم 14يونيو من كل عام أقيمت في مبنى الإدارة العامة للبنك بالرياض ولمدة ثلاثة أيام، وقد أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في البنك أن تنظيم تلك الحملة سنويا يأتى نتيجة إيمانه بالأهداف النبيلة التي تحققها حملات التبرع بالدم لمساندة بنوك الدم في المستشفيات لمواجهة ما تعانيه من نقص في هذه المادة وما ذلك إلا كدور إنسانى اجتماعي يهدف إلى تنمية روح العمل الاجتماعي والتطوعي لدى منسوبي البنك وترسيخا لمفهوم المساهمة في المبادرات العالمية لدى المجتمع السعودى.. كما تكفل بدعم الأيتام لتأدية العمرة للسنة الرابعة.. إلخ.. وحقيقة إن مواصلة البنك دعمه السنوي الرمضانى لمساعدة الأيتام على أداء العمرة خلال رمضان المبارك يأتي ضمن مشروع برامجه في خدمة المجتمع وهذا يدفعنا إلى إسداء الشكر.. والحقيقة الأخرى أن حملات التبرع بالدم أصبحت من واجبات الإنسان مهما كان وفي أي مكان والتبرع بالدم ضرب من التضحية من أجل إنقاذ أي إنسان قد يكون أشرف على الموت.. وفي الحديث: ( في كل كبد رطبة أجر )، فكم من قطرة دم أنقذت حياة إنسان وما أغلاها من نقطة تعادل ملايين الريالات في حالة الحاجة إليها. ولا شك أن قيام البنك بتلك الحملة في كل عام تزامنا مع اليوم العالمي للتبرع بالدم ذات مغزى إنساني هادف تحمل في طياتها كل معاني الإنسانية، وليس هذا فحسب إذ إن التبرع بالدم يعود على المتبرع بفوائد عظيمة أقلها أنه يساعد على تجديد خلايا الدم كل عشرين يوما أسرع بستة أضعاف تجدد الدم عند الإنسان طبيعيا، ولا شك أن للتجديد أهمية كبرى في نشاط الجسم وحيويته بل إن المتبرع يطمئن على حالته الصحية الحالية ولربما يتضح أن لديه نوعا من الأمراض لا علم له به فيكون التبرع نعمة عليه يكتشف من خلاله أن لديه مرضا ما لاسمح الله ويتم علاجه مبكرا قبل استفحاله هذا من جانب، ومن آخر فإنى أجزم أن تلك الحملة ستقود منسوبي البنوك الأخرى إلى قيامهم بحملات مماثلة مما سيكون له أثر عظيم في توفير الدم لدى بنوك الدم التي هي بحاجة دائمة لتوفر الدم فيها. ولذا نزجي جزيل الشكر على القيام بتلك الحملة، ولكن وفي نظري أن هذا لا يكفي إذ لابد من القيام بحملات تبرع مالية أيضا والمال عصب الحياة ولو بنسبة بسيطة لا تتجاوز ال 2% من الأرباح السنوية يقدمها كخدمة لأبناء الوطن على هيئة مشاريع تضاف إلى البنى التحتية تتمثل بإقامة مراكز صحية أو حديقة للحي تحتوي على أجهزة ومعدات لترفيه الأطفال. جازما أن مثل هذا ليس بكثير على أبناء الوطن الذين هم السبب الحقيقي في تطور الأرباح المالية التي تبلغ المليارات، واعتبار أن ما سيقدمه كجزء من الأرباح التي يحصل عليها من تدوير ودائع العملاء. ولذا فنسبة 2 % من الأرباح لن تهز الأرباح أو تشعر بها بإذن الله وستعود بالفوائد العظيمة على الوطن والمواطن، أما لو فعلت ذلك كل البنوك في هذا الوطن الغالي ومن واجبها أن تفعل لساعدت الدولة على تطور وتجدد البنى التحتية في بلادنا، وليس ذلك بكثير على وطن نحبه جميعا والوطن الذي لانحبه لانستحق أن نفترش أرضه ونستظل سماءه ونشم عبير هوائه ونشرب من زلال مائه .. فعش يا وطني بحبنا لك وأنفسنا وأموالنا فداء لك.