هنا للتاريخ عنوان.. للأدب منبر.. وللنجومية مسقط رأس.. سوق عكاظ أمد من الزمن تجاوز الاثني عشر قرنا من الزمان.. هنا على تلك الصخرة التي تتصدر الخيمة الوليدة.. كانت القبائل تجتمع شهرا من كل عام.. يتلاقح الأدباء فيها الفكر.. ويحكم أباطرة الثقافة بين ألسن العرب.. فيسمو شأن المبدعين وترتفع أسهم النوابغ.. على تلك الصخرة.. من هذا المنبر أراد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن يصنع رابطا بين الأمس البعيد والغد القريب.. بين سادة المعلقات وجيل الشبكة العنكبوتية. «العكاظيون الجدد» امتداد للعكاظيين الأوائل المفاخرين باللغة والغائصين في بحور الشعر؛ بحثا عن اللؤلؤ وكل ما غلى ثمنه، حلقة وصل بين جيلين بون الزمن بينهما شاسع، لكن العلم والتقنية وقبل ذلك إرادة حاضرة.. وتسخير فورة التقنية في بث روح الإبداع والثقافة لدى الجيل الذي يعول عليه حمل لواء الوصول للعالم الأول فكريا واجتماعيا واقتصاديا. سوق عكاظ رحم الإبداع المخطوط بين دفات الكتب وصحائف الأدب، التعامل والمعرفة الراسخة في أذهان المثقفين والأدباء، وأباطرة الفن اللغوي المتجدد في وجدان الأجيال، الفن والمنقوش في جذور الذاكرة، وكلما مر عام تعتق الجمال ليرتدي الأدب بردة الألق، وليسجل التاريخ أسماء أباطرة الأدب بمداد من ذهب. سوق عكاظ الذي بدأ مضمارا الفروسية ومبارزة السيوف والفكر، بل كان سوقا تجاريا واسعا تقصده قوافل التجار القادمين من الشام وفارس والروم واليمن، ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل وغير ذلك، ومنبرا خطابيا ترتجل على أرضه الخطب، فكان مجلسا تحفظ فيه الحكم وتسير بها الركبان ويتمثل بها الناس، أصبح اليوم وفق رؤية مهندس الفكر خالد الفيصل نقطة انطلاق للجيل الجديد، فكانت البداية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن الإعلان عن ندوة للحوار مع الشباب سنويا تأصيل لامتداد برامج السوق الضاربة في عمق التاريخ. السوق الجديد / القديم ترجمان للحراك الثقافي وأرض خصبة للإبداع والمنافسة، بل مركز لحوار الشباب، كونه سوقا سعودية وعربية وإسلامية، ومرتعا لأفكار الشباب والأجيال الواعدة، فأصبحت مشاركة العكاظيين الجدد نافذة للمستقبل وشمسا يملؤها التفاؤل في غدٍ يتوشح التفاؤل، فالمكان المتجدد بروح الشباب مسرح للفكر والحضارة والإبداع، وبيئة ناضجة للمشاركة الشبابية وطموحاتهم في مجالات التقنية والإبداع والفنون. إن تبني موقع أمجاد أدباء العرب ومسقط رأس فنون الشباب، بكل صروفها، تأسيس لمنبر حواري جديد يتبنى جيل الحاضر والغد، ويأخذ بأيديهم إلى ذاكرة التاريخ والتخليد، ويكرس للنظرة المستقبلية لأدوار الشباب في التنمية، ويعتبر تحريك دفة الحوار تتويجا للدعم الذي يلقاه الشباب من القيادة، وتأكيدا على أن القيادة لم تغفل الشباب وآمالهم وتطلعاتهم، بل إنها تهتم باحتضان التظاهرات الشبابية والتجمعات الحوارية الفاعلة. ويأتي سوق عكاظ ببردته الجديدة خطوة فاعلة لتأسيس منهج شفاف جديد، وفق متطلبات العصر، بين المسؤول والمواطن، وهذا ما أكد عليه الأمير خالد الفيصل، حين خاطب الشباب عبر منبر سوق عكاظ قائلا «نريد كل شيء لكم أنتم أيها الشباب، نريد المستقبل وأنتم المستقبل، نريد التطور وأنتم التطور، ونريد النهضة والقيادة للعالمية وأنتم من سيفعل ذلك». رائد الفكر الثقافي والشبابي في الوقت نفسه راهن على أن الشباب هم زهرة الأمل وركيزة البناء ونظرة المستقبل، ومشاركتهم في السوق وحضورهم دليل جلي على أن العكاظيين الجدد قادمون لرفعة شأن الوطن.