انطلقت امس بجامعة الطائف فعاليات سوق عكاظ في نسخته السادسة بعقد ندوة مخصصة للشباب ضمن البرنامج الثقافي للسوق بعنوان: « ماذا يريد منا الشباب؟ وماذا نريد منه؟ « في بادرة تعد الأولى من نوعها منذ انطلاقة السوق , بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبد الله السبتي وعدد من كبار المسؤولين والأدباء والمثقفين والشعراء والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها وبمشاركة أكثر من 700 شاب وشابة. استهلت الندوة بآيات من القرآن الكريم , ثم ألقى معالي مدير جامعة الطائف رئيس اللجنة الثقافية لسوق عكاظ الدكتور عبد الإله بن عبد العزيز باناجة كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة مكةالمكرمة والحضور معرباً عن شكره وامتنانه لسموه على دعمه المتواصل ومجهوداته الحثيثة لأن يصبح سوق عكاظ منبراً عريقاً للحوار والتشاور وإبراز الحضارة والثقافة العربية , منوهاً بما حمله السوق طيلة سنواته الماضية من تطور وتغيير . وأبرز مجهودات اللجنة الثقافية هذا العام التي أعدّت برنامجًا ثقافيًا قويًا يشتمل على أعمال منبرية هي: الشعر والأدب إلى جانب إشرافها ووضع شروط جوائز عكاظ والتي أعلن عن الفائزين بها . تسويق الفكر إثر ذلك ألقى سمو أمير منطقة مكةالمكرمة كلمة أجزل فيها الثناء على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله صاحب الإنجازات والريادة في إعادة تاريخ سوق عكاظ . وقال : إن الفضل في إعادة الوهج لسوق عكاظ يعود بعد الله لولي أمر المسلمين في هذا البلد الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز الذي أمر بإعادة هذا السوق بحلة وبأسلوب جديدين يمثلان آمال كل مسلم وكل مواطن على وجه الخصوص، وأضاف سموه أن هذا السوق كان في العصور الأولى للإسلام وما قبله لاجتماع أصحاب الرأي والإبداع والتجارة وكانت تطرح فيه الأفكار والنقاش فيه أمور الناس، مشيراً الى أن السوق كان موقعا لتسويق الفكر والاقتصاد وتبادل المصالح ، مؤكدا أن إعادة نشاطه برؤية حديثة وعصرية ومعرض للتراث يجعل منه نافذة على المستقبل ومنبر حوار لما فيه فائدة الإنسان العصري والسعودي على وجه الخصوص. وزاد الأمير خالد الفيصل قائلاً : «يعد سوق عكاظ مركزا لحوار الشباب , ذلك المبدأ الذي بدأه وتبناه قائد التنمية والفكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي أطلق الحوار الوطني ثم الحوار بين أتباع الأديان وأخيرا الحوار المقترح لأتباع المذاهب» ، ومضى سموه يقول : نتحدث اليوم إلى شبابنا نريد منهم المشاركة في سوق عكاظ ، بالتواجد والفكر والأنشطة على شكل مشاركين ومنتسبين لهذا السوق , نحتاج أفكاراً شبابية لنهضة شاملة للمملكة وأن يكون لهم أنشطة تقدم جهداً يسهم في نهضة الوطن». وأكد الأمير خالد الفيصل أن خيمة عكاظ وجه للحضارة ونافذة على المستقبل ومسرح للفكر والإبداع وسر للإبداع الانساني ولجميع أنواع النهضة, وتابع أمير منطقة مكةالمكرمة قائلا: « أولئك الرجال أسهموا في تحويل المجتمع من بسيط وقبلي وأمي إلى مجتمع متحضر ومثقف بنسبة 95بالمائة , واليوم نعلن دخول هذا البلد إلى العالم المتحضر من خلال جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تخرجت منها أول دفعة العام الماضي»، واستطرد أمير منطقة مكةالمكرمة يقول : « نحن اليوم في وطن يزخر بأكبر مدن صناعية في الشرق الأوسط وشبكات للكهرباء وأخرى للمياه من البحر إلى الخليج وجبال السروات ، وشبكة طرق يُضرب بها المثل «، ووجه الأمير خالد الفيصل حديثه إلى الشباب قائلا : « إن ما يدور في هذه المنطقة والحملة الشرسة التي تتعرض لها المملكة كونها تمسكت بكتاب الله وسنة رسوله ولم تتأخر عن المكتسبات العصرية, فباسم الأجداد ، وباسم الآباء ، لا نريد شيئاً من الشباب ، بل نريد المستقبل ، نريد النهضة ، نريد القيادة للعالمية ، نحن نربأ بكم عن الانصياع للهجمة الشرسة من أعدائكم أعداء الاسلام ، أنتم قدوة العالم أجمع في التمسك بالقيم الخالدة قيم القرآن والسنة ، آباؤكم وأجدادكم يقدمون لكم دولة عصرية ، حضارية إنها بين أيديكم « . البعد الحضاري إثر ذلك شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في حلقة النقاش في الندوة من خلال محور «الشباب والبعد الحضاري للمملكة» مركزاً على الأبعاد الثلاثة الرئيسة للمملكة (الديني ، السياسي، الاقتصادي) و الحضاري، وقال سموه : نستمد هذا الاهتمام من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - من خلال مقترح مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة , ونسعى إلى إخراج التراث الثقافي والبعد الحضاري للمملكة من بطون الكتب ليصبح واقعاً معاشاً وحضارة ملموسة.. وهدفنا إخراج الشباب من مواقع التواصل الافتراضية إلى مواقع التواصل الوطني، التي خرج منها مشروعنا السياسي الوحدوي الوطني . وشدد سموه على أنه على الشباب الاطلاع على الإرث الحضاري والتاريخي لبلدهم وأن يكوّنوا ذكرياتهم في وطنهم، وينطلقوا من خلالها إلى مستقبلهم المشرق على أرضية صلبة والأثرية دفع الحركة الاقتصادية وإيجاد فرص عمل إضافية للشباب الذين يقبلون على الوظائف السياحية. وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان على تعزيز الهيئة البعد الحضاري للمملكة , منوهاً بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم , وعملت الهيئة في هذا الصدد مع الوزارة على تقديم نموذج توعوي للجيل الجديد عبر برامج عدة. خدمة الدين والوطن عقب ذلك تحدث صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في الندوة من خلال محور «الشباب والرياضة» قائلا : « أشعر بالمسؤولية المزدوجة كوني من الشباب وخادما لهم , فهذه الفئة يجب أن تضع نصب أعينها خدمة الدين ثم الوطن الذي يعد بمثابة البيت الكبير لكل مواطن، وأكد سموه أن المستقبل لفئة الشباب كونهم أصحاب رسالة والمسؤولية على عاتقهم كبيرة لنصرة دينهم والنهضة بوطنهم , وأنه يتوجب ألا يحصر الشباب في منشط واحد، بل يجب أن يكون لهم دور في المناشط الثقافية والاجتماعية والرياضية, وملامسة احتياجاتهم وتبادل الخبرات معهم التي تواكب العصر وتلبي التطلعات، وأعلن سموه خطة رعاية الشباب المقبلة التي سيكون للشباب فيها دور ولرأيه مكان. تنويع الثقافات من جهته قال معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري في مجمل حديثه وخلال محور « دور الشباب السعودي في مد جسور التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني مع شعوب العالم من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي : «إن تربية الشباب في مجتمعنا أمانة على كل مؤسسات المجتمع وفق المناهج الشرعية وفي ظل ذلك يأتي برنامج الابتعاث الخارجي الهادف لتنويع ثقافات التعليم لتتبوأ المملكة مراكز متقدمة بين دول العالم، مفيداً بأن التمسك بالعقيدة لا يعني الانغلاق على الذات، بل المشاركة وفق التعاليم السمحة التي تدعم السلوك المهذب للمبتعث السعودي. صناعة العصر إثر ذلك أبرز معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة خلال محور « الإعلام وقضايا الشباب « دور الشباب في صناعة العصر وثورة الاتصالات التي طالت الإنترنت وهواتف الجوال وباقي وسائل الاتصال المتطورة التي اختصرت المسافات وجعلت العالم قرية واحدة، وقال معاليه : «أصبحنا أمام واقع إعلامي مختلف حيث الاستقلالية في صياغة نظام اتصالي جديد يعتمد على الموهبة والإبداع , وأصبح مصدراً للصحافة التقليدية , فالإعلام الجديد لا قيود له ولا سدود ولا حدود , ولم تقف وزارة الثقافة والإعلام، بل وضعت آلية لهذا الإعلام وسهلت تراخيص مزاولته للشباب , وهناك إدارة الإعلام الإلكتروني وأعمال الفيديو والأعمال الفنية الأخرى»، ونوه معاليه بمسؤولية الشباب في المملكة من خلال إدارة دفة الإعلام الجديد , مشدداً على عدم انسياق الشباب وراء الشائعات التي يضخها هذا الإعلام. من جهته نوه معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي بما حققته الوزارة من قفزات في برامج المواهب والإبداع والتميز العالمي, مبرزاً ما أحرزته الوزارة من خلال الحوار من قيم وأسس عليا, مدللاً على ذلك بالمشروع الكشفي «رسل السلام» الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. مداخلات الشباب عقب ذلك استمع سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء إلى مداخلات الشباب والشابات واقتراحاتهم وتطلعاتهم التي تتعلق بمستقبلهم وحياتهم المقبلة. وفي ختام الندوة التي أدارها مستشار وزير التربية والتعليم الدكتور عبد العزيز السبيل أكد سمو الأمير خالد الفيصل أن الندوة ستكون عاملا رئيسا في ملتقى الحياة. كما أعلن البدء في تشكيل مجالس شبابية في مختلف محافظات المنطقة لتعمل بالتعاون مع المجالس البلدية في طرح الرؤى والأفكار.