سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد الفيصل: المليك أمر بإعادة سوق عكاظ بحلة وأسلوب جديدين يمثلان آمال كل مواطن ومسلم
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة افتتح سوق عكاظ
نشر في الندوة يوم 12 - 09 - 2012

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ مساء أمس حفل افتتاح فعاليات سوق عكاظ الثقافي في نسخته السادسة تحت شعار «سوق عكاظ .. ملتقى الحياة»
وكان في استقبال سموه بموقع السوق في العرفاء بمحافظة الطائف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ ومعالي وزير الثقافة والإعلام عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر ومعالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي وأمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج وعدد من المسؤولين .
ثم قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومرافقوه بجولة في «جادة عكاظ « التي تجاوز طولها الكيلومتر، حيث اطلع سموه على المواقع على جانبي الجادة من محلات ومعارض وأركان للحرف اليدوية التقليدية واستمع إلى شرح عن الأعمال والبرامج والفعاليات التي تنفذ في الجادة من أعمال مسرحية « درامية « تاريخية متنوعة ( مسرح الشارع ) تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكاظ قديما وتؤدى باللغة العربية الفصحى ، إضافة إلى إلقاء الشعر العربي الفصيح وبخاصة المعلقات، وإلقاء الخطب، التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ ويؤديها ممثلون محترفون وهواة على طول الجادة من بينهم عدد من أبناء الدول العربية .
كما اطلع سمو أمير منطقة مكة المكرمة خلال جولته في « جادة عكاظ « على موقع يمثل أحد الأحياء التي كانت تقام في عكاظ يحتوي على عناصر مختلفة من الحياة في عكاظ مثل بيوت الشَعَر المصنوعة من مواد خاصة بعكاظ ومجهزة من الداخل على الطراز العربي.
وشاهد سموه في الجادة عروض لنماذج من الحياة اليومية المعروفة في عكاظ قديما مثل مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم لقصائدهم وأدبهم في السوق باللغة العربية الفصحى وعروضا للألعاب الشعبية والرياضات التراثية ومحلات للحرف والصناعات اليدوية يعمل بها حرفيين وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية على تصنيع وبيع منتجاتهم بشكل حي ومباشر بما في ذلك الحرفيين المرشحين لجائزة عكاظ للحرف اليدوية المقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار.
بعدها زار الأمير خالد الفيصل محلات الأسر المنتجة للمأكولات الشعبية ومحلات بيع المأكولات والمقاهي وباعة المنتجات الزراعية والفواكه المنتجة في محافظة الطائف والمدن القريبة منها إضافة إلى محلات عرض وبيع المقتنيات والقطع الأثرية وبيع الهدايا التذكارية التاريخية اليدوية (مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد وغيرها والصخور المنحوت عليها أبيات شعر من قصائد المعلقات ) إضافة إلى عروض الفنون الشعبية من الفرق المشاركة في جائزة عكاظ .
عقب ذلك توجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز ومرافقوه إلى موقع الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة ، حيث عزف السلام الملكي.
بعدها بدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، ثم ألقى نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة بن لادن المهندس يحيى بن لادن كلمة عبر فيها عن شكره صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على اهتمامه بإحياء هذا الكيان العربي المتمثل في سوق عكاظ الذي يشهد التطورات المتلاحقة في كل عام مما يجسد دور المملكة بالاهتمام بكل ما من شأنه يتعلق بالحضارة والأدب والثقافة .
ونوه بما يقدمه السوق من إبراز لثقافة العرب وتأصيل حضارتهم عبر التاريخ، مشيراً إلى أن سمو الأمير خالد الفيصل لعب دوراً كبيراً في إحياء الماضي من خلال سوق عكاظ الذي يحتضن البرامج العلمية والثقافية المختلفة، مبرزاً مكانة المملكة في الحقل الجامعي والبحثي الذي أوصلها إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً.
ورفع باسمه ونيابة عن رعاة سوق عكاظ أسمى آيات الوفاء والحب للقيادة الحكيمة على ما تشهده المملكة من تقدم ورقي في جميع المجالات، داعياً للوطن بكل التوفيق والنجاح .
إثر ذلك تفضل سمو أمير منطقة مكة المكرمة بتدشين خيمة سوق عكاظ التي تتسع لأكثر من 3000 شخص وتكفلت بإنشائها مجموعة بن لادن بتكلفة تبلغ 40 مليون ريال .
بعدها شاهد سموه والحضور فلماً تعريفياً عن الفائزين بجوائز سوق عكاظ لهذا العام .
بعدها قدم سمو أمير منطقة مكة المكرمة بردة شاعر عكاظ للفائزة بجائزة شاعر عكاظ الشاعرة روضة الحاج من جمهورية السودان .
ثم قد سموه بردة عكاظ للفائز بجائزة شاعر شباب عكاظ من المملكة العربية السعودية الشاعر إياد أبو شملة حكمي .
بعدها ألقت الشاعرة روضة الحاج قصيدتها الفائزة استهلتها بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية على إتاحتها فرصة المشاركة ضمن الأدباء والمفكرين في هذا السوق خاصة بالشكر خادم الحرمين الشريفين على رعايته للمرأة العربية بشكل عام .
إثر ذلك ألقى الشاعر إياد أبو شملة حكمي قصيدته الفائزة ولاقت استحسان الحضور.
بعدها جرى تقديم عرض مسرحي مبتكر في قصة عمل للدكتور صالح آل محمود وموسيقى خالد العليان والرؤية الدرامية للمخرج فطيس بقنة .
وفي ختام المسرحية تسلم سمو أمير منطقة مكة المكرمة راية سوق عكاظ .
تلى ذلك تقديم “العكاظيون الجدد “ وهو رؤية مغايرة عن المسرح أو الأوبريت، وكتبه الدكتور صالح المحمود وسيناريو مسفر الموسى والموسيقى لخالد العليان، وهو مغاير عن ما قبل، إذ لم يكن أوبريتا وإنما أوبراليا وهو عبارة عن عمل درامي غنائي استعراضي فنتازي قدم صورة فنية تجمع الماضي والحاضر عبر شخصيات تجسّد شعراء السوق كالأعشى والنابغة الذبياني وغيرهما في حوار يجمعهما مع الراحل الشاعر غازي القصيبي الذي جسّد شخصيته الممثل رياض الصالحاني وقد جرت العادة بسوق عكاظ على الاحتفال بالشعراء في تلك الفترة ولكن في “العكاظيون الجدد” يظهر هذا العمل الفني والمسرحي البسيط الرجوع للماضي كأن الشاعر القصيبي يحتكم أمام النابغة في سوق عكاظ وبعد سماع النابغة له يتسلم راية شاعر عكاظ، حيث أن السوق ولَّد لأجيال عكاظيين جدد ومنهم غازي القصيبي.
وكانت قد انطلقت أمس بجامعة الطائف فعاليات سوق عكاظ في نسخته السادسة بعقد ندوة مخصصة للشباب ضمن البرنامج الثقافي للسوق بعنوان (ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد منه؟) في بادرة تعد الأولى من نوعها منذ انطلاقة السوق , بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ووزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وونائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي وعدد من كبار المسؤولين والأدباء والمثقفين والشعراء والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها وبمشاركة أكثر من 700 شاب وشابة .
واستهلت الندوة بآيات من القرآن الكريم , ثم ألقى مدير جامعة الطائف رئيس اللجنة الثقافية لسوق عكاظ الدكتور عبدالإله بن عبدالعزيز باناجه كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة مكة المكرمة والحضور معرباً عن شكره وامتنانه لسموه على دعمه المتواصل ومجهوداته الحثيثة لأن يصبح سوق عكاظ منبراً عريقاً للحوار والتشاور وإبراز الحضارة والثقافة العربية , منوهاً بما حمله السوق طيلة سنواته الماضية من تطور وتغيير .
وأبرز مجهودات اللجنة الثقافية هذا العام التي أعدّت برنامجًا ثقافيًا قويًا يشتمل على أعمال منبرية هي الشعر والأدب إلى جانب إشرافها ووضع شروط جوائز عكاظ والتي أعلن عن الفائزين بها من قبل وهناك العديد من المشاركات التي خضعت للتقييم وأرسلت للتحكيم ومن بعد أقرّها أمير منطقة مكة المكرمة وأعلن الفائزون بتلك الجوائز .
وقال (نحن في هذا العام لدينا الجديد وهي ندوة الشباب بعنوان (ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد منه؟) وهي ندوة فريدة من نوعها تضم عددًا كبيرًا من المسؤولين , وأمام هؤلاء المسؤولين عدد مماثل من الشباب في محاورة ومداخلات للجمهور).
ونوه بمجهودات جامعة الطائف فيما يتعلق بلغة الحوار ودوره وكيفيته من خلال عدد من الحوارات مع الشباب وإيضاح طريقة الحوار , مبينا أن هناك مشاركات من الطالبات في الندوة مؤملاً أن يكون أثرها متميزًا .
وتحدث الدكتور باناجه عن مشروع خيمة سوق عكاظ التي يشهدها السوق هذا العام كمنجز جميل شيده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الذي يتابع ويرعى لتظهر الخيمة معلمًا حضاريًا ثقافيًا تراثيًا برؤية المستقبل وبلغة الحاضر , مشيداً بمشاركات الجامعات السعودية في هذه التظاهرة مما يعطي دلالة واضحة على أن السوق يأخذ وضعه ويتطور كل سنة .
إثر ذلك ألقى سمو أمير منطقة مكة المكرمة كلمة خلال ندوة (ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد منه؟) أجزل فيها الثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله صاحب الإنجازات والريادة في إعادة تاريخ سوق عكاظ .
وقال (إن الفضل في إعادة الوهج لسوق عكاظ يعود بعد الله لولي أمر المسلمين في هذا البلد الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز الذي أمر بإعادة هذا السوق بحلة وبأسلوب جديدين يمثلان آمال كل مسلم وكل مواطن على وجه الخصوص).
وأضاف سموه (إن هذا السوق كان في العصور الأولى للإسلام وما قبله لاجتماع أصحاب الرأي والإبداع والتجارة وكانت تطرح فيه الأفكار والنقاش فيه أمور الناس) , مشيراً الى أن السوق كان موقعا لتسويق الفكر والاقتصاد وتبادل المصالح ، ومؤكدا أن إعادة نشاطه برؤية حديثة وعصرية ومعرض للتراث يجعل منه نافذة على المستقبل ومنبر حوار لما فيه فائدة الإنسان العصري والسعودي على وجه الخصوص.
وزاد الأمير خالد الفيصل قائلاً (يعد سوق عكاظ مركزا لحوار الشباب , ذلك المبدأ الذي بدأه وتبناه قائد التنمية والفكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي أطلق الحوار الوطني ثم الحوار بين اتباع الأديان وأخير الحوار المقترح لأتباع المذاهب ).
ومضى سموه يقول (نتحدث اليوم إلى شبابنا نريد منهم المشاركة في سوق عكاظ ، بالتواجد والفكر والأنشطة على شكل مشاركين ومنتسبين لهذا السوق , نحتاج أفكاراً شبابية لنهضة شاملة للمملكة وأن يكون لهم أنشطة تقدم جهداً يسهم في نهضة الوطن).
وأكد الأمير خالد الفيصل أن خيمة عكاظ وجه للحضارة ونافذة على المستقبل ومسرح للفكر والإبداع وسر للإبداع الانساني ولجميع أنواع النهضة , وقال (لا بد أن يكون هناك مشاركات من قبل المؤسسات الاقتصادية والعلمية والتقنية وأن الإنسان العصري لم يعد في حاجة إلى دمعة الماضي بل إن الحاجة اليوم لابتسامة المستقبل ، فسوق عكاظ سعودي ، عربي، إسلامي وهذا ما يريده أجدادكم الذين انشأوا هذا الكيان، الذين أسهموا في أنجح وحدة عربية في العصر الحديث ).
وتابع أمير منطقة مكة المكرمة قائلا (أولئك الرجال أسهموا في تحويل المجتمع من بسيط وقبلي وأمي إلى مجتمع متحضر ومثقف بنسبة 95% , واليوم نعلن دخول هذا البلد إلى العالم المتحضر من خلال جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تخرجت منها أول دفعة العام الماضي).
واستطرد أمير منطقة مكة المكرمة يقول ( نحن اليوم في وطن يزخر بأكبر مدن صناعية في الشرق الأوسط وشبكات للكهرباء وأخرى للمياه من البحر إلى الخليج وجبال السروات ، وشبكة طرق يُضرب بها المثل).
ووجه الأمير خالد الفيصل حديثه إلى الشباب قائلا (إن ما يدور في هذه المنطقة والحملة الشرسة التي تتعرض لها المملكة كونها تمسكت بكتاب الله وسنة رسوله ولم تتأخر عن المكتسبات العصرية , فباسم الأجداد ، وباسم الآباء ، لا نريد شيئاً من الشباب ، بل نريد المستقبل ، نريد النهضة ، نريد القيادة للعالمية ، نحن نربأ بكم عن الانصياع للهجمة الشرسة من أعدائكم أعداء الاسلام ، أنتم قدوة العالم أجمع في التمسك بالقيم الخالدة قيم القرآن والسنة ، آباؤكم وأجدادكم يقدمون لكم دولة عصرية ، حضارية إنها بين أيديكم) .
إثر ذلك شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في حلقة النقاش في الندوة من خلال محور (الشباب والبعد الحضاري للمملكة) مركزاً على الأبعاد الثلاثة الرئيسة للمملكة (الديني ،السياسي،الاقتصادي) والبعد الآخر وهو البعد الحضاري .وقال سموه : نستمد هذا الاهتمام من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله - من خلال مقترح مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة , ونسعى إلى إخراج التراث الثقافي والبعد الحضاري للمملكة من بطون الكتب ليصبح واقعاً معاشاً وحضارة ملموسة تشكل الأمكنة التاريخية والمواقع الأثرية المؤهلة والمعالم المعمارية التراثية , وهدفنا إخراج الشباب من مواقع التواصل الافتراضية إلى مواقع التواصل الوطني، التي خرج منها مشروعنا السياسي الوحدوي الوطني .
وشدد سموه على أنه على الشباب الاطلاع على الإرث الحضاري والتاريخي لبلدهم وأن يكوّنوا ذكرياتهم في وطنهم، وينطلقوا من خلالها إلى مستقبلهم المشرق على أرضية صلبة , مشيراً إلى تعزيز الدول استثمارها في البعد الحضاري والثقافي كجزء من بناء الوحدة الوطنية والصورة التي تُرسخ مكانتها بين الأمم , مؤكدا أن الحاجة أكبر لاستشراف هذا البعد المهم لما يحيط بنا من تحديات سياسية وأمنية , ومن شأن الاهتمام بتعزيز البعد الحضاري وتنمية المواقع التراثية والأثرية دفع الحركة الاقتصادية وإيجاد فرص عمل إضافية للشباب الذين يقبلون على الوظائف السياحية.
ولفت سموه إلى أن ثلث سكان المملكة من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاماً , وأن الوظائف المباشرة بقطاع السياحة في عام 2011 بلغ حوالي 670 ألف وظيفة , مبينا أن 176.7 ألف سعودي يمثلون 26.4% من هذه الوظائف , كما أن العاملين في قطاع السياحة يشكلون (9.1%) من إجمالي العاملين في القطاع الخاص , متوقعاً سموه توفر (1.7) مليون وظيفة سياحية عام 2020م , منها 1.2 مليون وظيفة مباشرة و591 ألف وظيفة غير مباشرة.
وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان تعزيز الهيئة للبعد الحضاري للمملكة , منوهاً بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم , وعملت الهيئة في هذه الصدد مع الوزارة على تقديم نموذج توعوي للجيل الجديد عبر برامج عدة منها برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي يعزز الانتماء والولاء الوطني من خلال استشعار أهمية المكتسبات الوطنية ويعمق الثقافة السياحية لدى المجتمع من خلال التركيز على المجتمع التعليمي ويغرس ثقافة العمل السياحي لدى النشء بما يسهم في توطين ثقافة العمل في قطاع السياحة .
وقال سموه (تم اختيار المجتمع المدرسي لتميزه بالانضباطية والقدرة على التقييم ، كما يحقق التوزيع الجغرافي والتنوع الاجتماعي وتم تطبيق البرنامج خلال الخمس سنوات الماضية في 42 إدارة تربية وتعليم في المملكة وتدريب 362 ألف طالب وطالبة من جميع أنحاء المملكة , وقد حصل برنامج ( ابتسم) خلال العام 2008 على جائزة ( أوليسيس 2008) للإبداع السياحي التي تمنح من منظمة السياحة العالمية بمدريد بأسبانيا كنتيجة لتميز هذا البرنامج في مجال التوعية) .
ونوه سموه بالبعد الحضاري في المناهج الدراسية , وتم إدراج مفاهيم سياحية وأثرية في مقررات التربية الوطنية والاجتماعية ومشروع ( لون مع التراث) للمرحلة الابتدائية الذي يهدف إلى استثمار مهارات الرسم والتلوين لدى النشء في التوعية بالآثار والتراث العمراني إلى جانب طباعة 500 ألف نسخة من كتيب لون مع التراث، وزعت على (2225) مدرسة , متطرقاً سموه لمسار مشروع تنمية سياحة الشباب وإسهام الهيئة العامة للسياحة والآثار لهذا المشروع من خلال تطوير الفعاليات والمهرجانات الموجهة للشباب , حيث شمل 350 فعالية منذ عام 2005م , ومشاركة 500 متطوع ومتطوعة في هذا الفعاليات , وتدريب وتأهيل أكثر من 700 متدرب من الشباب لتنظيم الفعاليات , وتوفير 45000 فرصة عمل مؤقتة خلال الفعاليات منذ العام 2005م , واستفادة 12000 مستفيد من برنامج (لا تترك أثر) خلال العام الحالي, إضافة إلى تشكيل وتفعيل المجموعات التشاورية الشبابية ل181 شاباً وشابة , وربط الشباب بتاريخ وطنهم من خلال ربط الفعاليات والمهرجانات بالمواقع التاريخية.
عقب ذلك تحدث صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في الندوة من خلال محور (الشباب والرياضة) قائلا (أشعر بالمسؤولية المزدوجة كوني من الشباب وخادما لهم , فهذه الفئة يجب أن تضع نصب أعينها خدمة الدين ثم الوطن الذي يعد في مثابة البيت الكبير لكل مواطن).
وأكد سموه أن المستقبل لفئة الشباب كونهم أصحاب رسالة والمسؤولية على عاتقهم كبير لنصرة دينهم والنهضة بوطنهم , وأنه يتوجب أن لا يحصر الشباب في منشط واحد بل يجب أن يكون لهم دور في المناشط الثقافية ولاجتماعية والرياضية , وملامسة احتياجاتهم وتبادل الخبرات معهم التي تواكب العصر وتلبي التطلعات.
وأعلن سموه خطة رعاية الشباب القادمة التي سيكون للشباب فيها دور ولرأيه مكان , كما أنها ستكون موجهة من وإلى الشباب وسيكون منهم من يصمم ويخطط للمشاريع المستقبلية لتكون مواكبة لتطلعاتهم والتواصل معهم , محذرا سموه من المعلومة السريعة التي لا تحمل المصداقية والتي تؤثر على المجتمع.
كما أعلن سموه عن برامج لرعاية الشباب وللمميزين منهم بمتابعة من الرئاسة وجهد تكاملي من الجهات الحكومية كافة , مشيراً سموه إلى أن الرياضة بمفهومها الشامل لا تقتصر على أندية معينة وهذا الدور منوط بوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في القنوات الرياضية للتوعية بهذا الشأن في ظل حرص الرئاسة على خدمة الشباب وتقديم الخدمات اللائقة بهم.
من جهته قال وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري في مجمل حديثه في ندوة (ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد منه) ومن خلال محور (دور الشباب السعودي في مد جسور التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني مع شعوب العالم من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي) إن تربية الشباب في مجتمعنا أمانة على كل مؤسسات المجتمع وفق المناهج الشرعية وفي ظل ذلك يأتي برنامج الابتعاث الخارجي الهادف لتنويع ثقافات التعليم لتتبوأ المملكة مراكز متقدمة بين دول العالم .
وأضاف (في الوقت الذي أصبح العالم فيه قرية صغيرة أصبح الأمر أكثر إلحاحاً للنهضة والتطور دون التخلي عن تمسكنا بالشريعة الاسلامية الغراء) , مفيداً أن التمسك بالعقيدة لا يعني الانغلاق على الذات بل المشاركة وفق التعاليم السمحة التي تدعم السلوك المهذب للمبتعث السعودي , لأن الابتعاث الخارجي من أهم أسس التقدم والمعرفة ، وتم التنويع في هذا الجانب لتحقيق الفائدة الأشمل للشاب السعودي .
إثر ذلك أبرز وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة من خلال محور (الإعلام وقضايا الشباب) دور الشباب في صناعة العصر وثورة الاتصالات التي طالت الإنترنت وهواتف الجوال وباقي وسائل الاتصال المتطورة التي اختصرت المسافات وجعلت العالم قرية واحدة .
وقال (أصبحنا أمام واقع إعلامي مختلف حيث الاستقلالية في صياغة نظام اتصالي جديد يعتمد على الموهبة والإبداع , وأصبح مصدراً للصحافة التقليدية , فالإعلام الجديد لا قيود له ولا سدود ولا حدود , ولم تقف وزارة الثقافة والإعلام بل وضعت آلية لهذا الإعلام وسهلت تراخيص مزاولته للشباب , وهناك إدارة الإعلام الإلكتروني وأعمال الفيديو والأعمال الفنية الأخرى) .
ونوه بمسؤولية الشباب في المملكة من خلال إدارة دفة الإعلام الجديد , مشدداً على عدم انسياق الشباب للشائعات التي يضخها هذا الإعلام , قائلاً (المسؤولية كبيرة لأننا مجتمع إسلامي , والكلمة أمانة عليه) .
من جهته نوه نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي بما حققته الوزارة من قفزات في برامج المواهب والإبداع والتميز العالمي , مبرزاً ما أحرزته الوزارة من خلال الحوار من قيم وأسس عليا , مدللاً على ذلك بالمشروع الكشفي (رسل السلام) الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله .
عقب ذلك استمع سمو أمير منطقة مكة المكرمة وأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء إلى مداخلات الشباب والشابات واقتراحاتهم وتطلعاتهم التي تتعلق بمستقبلهم وحياتهم المقبلة .
وفي ختام الندوة التي أدارها مستشار وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز السبيل أكد سمو الأمير خالد الفيصل أن الندوة ستكون عاملا رئيسا في ملتقى الحياة , كما أعلن البدء في تشكيل مجالس شبابية في مختلف محافظات المنطقة لتعمل بالتعاون مع المجالس البلدية في طرح الرؤى والأفكار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.