حذر البروفيسور عبدالله محمد العمري رئيس مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض من خطورة عدم وجود مواصفات خاصة للمباني لمقاومة الزلزل والهزات الأرضية في كل من جدةومكةالمكرمة والتي يجب أن تحمل كود البناء المقاوم للهزات الأرضية. وقال العمري إن مدينة جدة ذات نشاط زلزالي متوسط مشيرا إلى أنها تعرضت في العام 1993م لهزة أرضية بلغت 6.5 ست درجات ونصف الدرجة على مقياس ريختر مشيرا إلى أن البحر الأحمر يوجد به صدوع وفوالق شمال شرقي مدينة جدة متوافقة مع حركة انفصال الصفيحتين العربية والأفريقية ومن ضمنها صدع الدان الممتد بين الطائفومكة إضافة إلى العديد من الصدوع والفوالق التي يصل عددها إلى سبعة صدوع في منطقة ثول وفي منطقة الشميسي بين مكةوجدة. وبين أن هذه الصدوع الأخيرة تمتد من مدينة أملج وحتى مركز الدرب في منطقة جازان وتوجد بها بؤر محفزة لتكوين البراكين، لافتا إلى أن المنطقة الشرقية أيضا منطقة نشطة زلزاليا لقربها من مراكز الزلازل الإيرانية مؤكدا أنه بصدد إجراء دراسات علمية حديثة منذ سنوات لتقويم مستوى الخطر الزلزالي، ومشددا في نفس الوقت على ضرورة تنفيذ كود البناء في جميع المباني والمنشآت في المناطق النشطة زلزاليا في المملكة. وقال العمري«تقع مدينتا مكةالمكرمةوجدة داخل البيئة التكتونية النشطة للبحر الأحمر، وبالتالى فهي تتأثر بالعمليات (الجيوتكتونية) المستمرة والمصاحبة لاتساع قاع البحر الأحمر. وقد نتج عن تلك الحركات العنيفة مجموعتان من الفوالق النشطة، إحداهما تأخد اتجاه شمال غرب موازية البحر الأحمر، وأخرى متقاطعة معها باتجاه شمال شرق والتي تمتد داخل أراضى المملكة بمسافة 150 كم». ويؤكد العمري أن هذه الحركات التى تحدث على هذه الفوالق ربما ينتج عنها هزات أرضية بمنطقة ينبع وما حولها والتي قد تتسبب فى تدمير المنشآت الحيوية والاستراتيجية الهامة بالمنطقة. وقد تعرضت منطقة ينبع لعدد من الزلازل التاريخية العنيفة، وتتعرض حاليا منطقة العيص لعدد من الزلازل والتى تبعد حوالى 150 كم فقط من مدينة ينبع. ويختتم البروفيسور العمري حديثه بقوله «أثبتت الدراسات التطبيقية أن الدمار المصاحب للزلازل يتغير من موقع لآخر حتى على المسافات الصغيرة، وأن هذا التغير يرجع لمجموعة من الظروف والعوامل الخاصة بكل موقع على حدة. لذلك فإن تعيين تأثير استجابة الموقع للحركات الأرضية يعتبر من الدراسات الهامة جدا فى مجال تقليل المخاطر الزالزالية بالمناطق الهامة أو الحد منها، وبالتالى فإن حساب تأثير استجابة الموقع بمدينتي جدةومكة أصبح أمرا ضروريا وحتميا فى الوقت الحالي.