أوضح الدكتور طارق بن علي الخليفة المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بأن عدد المراصد الزلزالية التابعة للمدينة تبلغ (38) مرصداً يقع أغلبها في المنطقة الغربية بسبب أنها الأكثر تعرضاً للأحداث الزلزالية في المملكة لقربها من فالق البحر الأحمر وفالق خليج العقبة مشيراً إلى ان الشمال الغربي والجنوب الغربي من المملكة هي أكثر المناطق تعرضاً للزلازل على مستوى المملكة وقال د. الخليفة بأن سحب المياه الجوفية يسبب أحياناً ما يسمى بالاهتزازات الاصطناعية وهي لا تسبب زلزالاً رئيسياً ولكن تسبب انهيارات أرضية في بعض المناطق وحسب التراكيب الجيولوجية وأشار د. الخليفة إلى ان معهد بحوث الفلك مسؤول عن البحوث الخاصة بالزلازل والتي تؤدي العديد من الفوائد منها تخفيف الخطر الزلزالي وكذلك دراسة حركة صفائح الأرض ومكوناتها وبين ان المملكة قامت بإجراءات لتجنب مخاطر الزلازل ومنها إعداد كود سعودي موحد من قبل اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي والذي يتضمن أخذ الاحتياطات وعوامل السلامة في المباني للحد من مخاطر الزلازل.. والمدينة عضو في هذه اللجنة وساهمت بالعديد من المختصين للمشاركة في اللجان الفنية الخاصة بإعداد الكود، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال سنة من الآن، وقال إن المدينة قامت أيضاً في هذا المجال بعمل دراسات بحثية في مجال مكونات الأرض خاصة الطبقات تحت المملكة وكذلك دراسة الحركة التكتونية لشبه الجزيرة العربية وأيضاً الدراسات الخاصة بالانهيارات الأرضية وحول تعرض المملكة لخطر الزلازل قال د. الخليفة إن المملكة معرضة للخطر الزلزالي ولكن بنسب أقل مقارنة ببعض الدول المجاورة مثل إيران وتركيا وفيما يتعلق بزلزال شرق آسيا وإمكانية حدوث الموجات الناتجة عن الزلازل قال المشرف على معهد بحوث الفلك بأنه ليس له أي تبعات على المملكة نهائياً لبعد موقع الكارثة، كما ان إمكانية حدوث الموجات قليل جداً لأن سواحل المملكة ليست معرضة مباشرة من الناحية الجغرافية بالكتل المائية الضخمة مثل المحيطات التي تحتوي على بعض الفوالق الضخمة والمعروفة بإصدار زلازل قوية مثل التي في المحيط الهادي أو المحيط الهندي وقال إن زلزال شرق آسيا تم رصده بواسطة محطات المدينة قبل ضرب الموجات المائية لسواحل سريلانكا مثلاً بأكثر من ساعة. وحول تطور الرصد الزلزالي بالمملكة قال د. الخليفة قامت جامعة الملك سعود بالبدء في تنفيذ مشروع إنشاء مرصد الزلازل وتم تشكيل لجنة لإدارة المرصد مكونة من أعضاء من المركز الوطني وجامعة الملك سعود. وخلال أقل من عامين بدأ المرصد بإنشاء أولى محطاته وهي محطة الرياض وتجهيز المركز الرئيسي بالرياض وتوالت المحطات حتى وصلت إلى 20 محطة بعد خمس سنوات من تاريخ الإنشاء. وبصفة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هي الجهة العلمية التقنية والبحثية المعتمدة في المملكة وبإمكاناتها الكبيرة في هذا ولأهمية تحديد جهة مسؤولة عن موضوع الرصد الزلزالي في المملكة صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بأن تكون مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الجهة الحكومية المسؤولة عن موضوع الرصد الزلزالي في المملكة وربطها بشبكات الرصد الزلزالي في المملكة وتحدد مهامها في هذا المجال بما يلي: - إنشاء شبكة الرصد الزلزالي في المملكة وربطها بشبكات الرصد الزلزالي في الوطن العربي وفي العالم. - إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالظواهر الزلزالية بالتعاون والتنسيق مع الأفراد والأجهزة الحكومية ذات العلاقة بما في ذلك الجامعات. - متابعة حالات الرصد الزلزالي التي تحدث بالمملكة. ومنذ هذا التاريخ زاد مستوى التنسيق مع مرصد الزلازل بجامعة الملك سعود وكذلك تم البدء في تنفيذ مشروع الشبكة الوطنية الرقمية باختيار مواقع المحطات وعمل دراسات المسح الضوضائي وكذلك تخصيص الأراضي لمصلحة محطات المشروع وتم إنشاء 36 محطة رصد في مختلف مناطق المملكة لتشكل الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي. كما قامت المدينة بدعم عدد كبير من المشاريع البحثية ذات العلاقة بموضوع الرصد الزلزالي والمخاطر الزلزالية. كما تحدث الدكتور خالد بن سليمان الدامغ أستاذ بحث مساعد في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء فقال إنه يتم رصد أكثر من زلزالين يومياً يقعان في المملكة عن طريق محطات الرصد مشيراً إلى ان أقوى الهزات التي وقعت قبل عدة أشهر كانت في تبوك وبقوة (5,1) درجات على مقياس ريختر وأضاف بأن معظم البلدان في العالم معرضة لخطر الزلازل ولكن تقل في بعض المناطق وتكثر في أخرى بحسب البعد أو القرب عن مناطق الأحزمة الزلزالية.. وتعتبر منطقة البحر الأحمر وخليج العقبة وخليج عدن من المناطق النشطة زلزالياً نتيجة لحركة الصفيحة العربية وقال بأن المملكة معرضة للزلازل في بعض المناطق، كالمناطق المتاخمة لخليج العقبة والجنوب الغربي للجزيرة وحول التعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز والجهات ذات العلاقة في مجال الزلازل قال د. الدامغ هناك تعاون بين المدينة وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز، كما ان هناك تعاوناً مستمراً مع الدفاع المدني في مجال تبادل المعلومات حيث نقوم بابلاغهم عن وقوع أي هزات محسوسة في أي منطقة من مناطق المملكة.