استغل عدد من النساء العصاميات المكان الذي تمارس فيه الفتيات رياضة المشي في حي قويزة (شرق جدة) لتشييد أكشاك يبعن من خلالها لوازم «حواء» كالبخور والملابس والأكلات الشعبية والأواني المنزلية، ما حول الممشى إلى سوق رائج وملتقى تتجاذب فيه النساء أطراف الحديث والتعارف. وكرس منظر البسطات التي تقف خلفها البائعات مفهوم المثل العربي الذي يؤكد أن «الحاجة تفتق الحيلة»، بعد أن انعشت تلك الأكشاك المكان وحولته إلى منطقة حيوية، تخفف عناء ومشقة ممارسة المشي، إضافة إلى تعزيز التواصل الاجتماعي الذي ينتج منه تطوير حركة البيع وإيجاد دخل لأسر محتاجة، إذ يعتمد عدد من النساء على ما تجده من دخل البسطات في سد حاجتها، مثل أم عبدالله التي تعد من أوائل البائعات في المنطقة، إذ أوضحت أن الفكرة بدأت حين شعرت بالعطش أثناء سيرها مع إحدى الجارات، لافتة إلى أنها على الفور فكرت في إنشاء بسطة صغيرة تبيع من خلالها الماء للعطشى من الزائرات. وذكرت أن المشروع تطور ليشمل بيع البطاطا المقلية للأطفال الصغار والعصيرات والماء، مؤكدة أن المشروع يدر عليها دخلا جيدا يعينها في مساعدة زوجها المتقاعد لتدبير احتياجاتهم اليومية في ظل الغلاء الذي اجتاح مناحي الحياة كافة. إلى ذلك، أكدت أم خالد أنه لا توجد اكشاك متشابهة في الموقع، موضحة أن كل بسطة تبيع سلعة تختلف عما يوجد في البسطة المجاورة. وأشارت أم خالد إلى أن جميع النساء العاملات يأتين من الأحياء المجاورة ويقدمن المساعدة لبعضهن في ود ومحبة وروح أخوية، لافتة إلى أن المشاريع الصغيرة تساعدهن على كسب المال والترفيه والاستفادة من الوقت. من جهتها، ذكرت أم إبراهيم أنها اعتادت على العمل والاعتماد على نفسها، موضحة أنه كانت لها تجربة سيئة مع المستثمرين الذين لم تجد منهم سوى الطلبات التعجيزية -على حد قولها. وبينت أنها توجهت للبيع في الأماكن التي تتواجد فيها النساء بكثرة، مشيرة إلى أنها وجدت في الممشى في حي قويزة مكانا مناسبا للبيع وبتكلفة أقل، مبينة أنها تجني أرباحا جيدة.