بتنوع الأشكال الرياضية التي تمارسها النساء وجدت رياضة المشي لتكون الرياضة الأولى على مستوى المزاولة المستمرة من قبل العديد من السيدات، وذلك لمميزاتها المتعددة من الناحية المادية والمعنوية، فهي من الجهتين قد تكون رياضة مسلية بسيطة وسهلة وغير مكلفة ماديًا للجميع وبخاصة حينما تكون في الهواء الطلق. عند الخامسة مساء بدأت جولة «المدينة» في مشروع الأمير فواز بالقرب من دوار البلدية، وكانت نقطة الانطلاق من أحد الشوارع الفرعية في المنطقة يشهد بصفة يومية إقبالًا نسائيًا كبيرًا، وذلك لما يتوفر فيه من امتيازات مختلفة للجميع. شاهدنا تخطي بعض السيدات للسور الذي وضعته البلدية بجانب الشارع حيث أقمن تجمعات نسوية للاستمتاع بوقتهن بعيدًا عن ضيق المنازل. وإلى جانب هذا المشهد كان الحضور الأقوى والأبرز لمجموعة من الأكشاك النسائية بلغت الأربعين تقريبا، تقوم من خلالها كل سيدة بعرض منتجاتها من صنع يديها أو عن طريق ممول من إحدى الجهات، ومن هنا كان لنا أن نمضي بجولتنا لاستطلاع آراء السيدات حول موضوع المشي في هذا الشارع تحديدًا. حل أمثل لمرضى السكر في البداية التقينا بأم محمد وهي سيدة في العقد الثالث حيث قالت: أمارس رياضة المشي منذ السنة تقريبا وبالذات في هذا المكان لكونه الأقرب لمنزلي والآمن كذلك لتواجد الكثير من السيدات. وعن عدم تسجيلها في أحد الأندية الرياضية أرجعت السبب إلى مرضها بالسكر واهتمامها بحرقة كل يوم، وهو الحل الأفضل عوضًا عن التسجيل في النادي وتكبد خسائر مادية. فرصة للتخلص من الملل ووافقتها الرأي أم عبدالله مضيفة: من بعد زواج أبنائي ومغادرتهم مدينة جدة لظروف عملهم لم يتبق لي سوى ابنتي الصغيرة، وحتى لا أشعر بالملل في المنزل نصحني الكثير من الأقارب بمزاولة رياضة المشي والاستمتاع به بمشاركة العديد من النسوة في المجمع، والحمد لله استطعت من خلاله تكوين العديد من العلاقات مع الكثير من النساء في المنطقة. المحافظة على الرشاقة وتتابع ذات الحديث أم سلطان قائلة: أمارس المشي في هذا الشارع منذ سنتين تقريبًا بهدف المحافظة على رشاقتي وخوفًا من السمنة. وعن الاختلافات التي شاهدتها على المنطقة قالت: سابقًا لم يكن هناك متنزه قريب من كل المجمعات السكنية، فكان خروج النساء قليلًا، فضلًا عن عدم وجود وسائل ترفيهية قريبة، ولكن مع نزول الكثير من السيدات للمشي حدث نوع من التقارب بين الكثير منهن. البلدية والنظافة وعن سلبيات الشارع تقول: تقريبًا كل ما حولنا إيجابي، ولكن منظر النفايات بالقرب من البائعات في المحلات النسائية مزعج جدا. وتساءلت عن دور البلدية في النظافة حيث ان الاهتمام ينصب على الشارع فقط، ولكن بالنظر لمكان البيع فهو غالبًا ما يكون في أبشع صوره. وعما تحتاجه المنطقة والشارع الآن قالت: بعد وجود المحلات النسائية وكثافة الزوار في بعض الفترات أتمنى أن تقوم البلدية بدورها الإيجابي ووضع دورات مياه جانبية للنساء، فالكثير منهن يحضرن بصحبة أطفالهن، وهذا ما يزيد من رغبتنا جميعًا في وضعها. الأكشاك النسائية من جهة أخرى التقت «المدينة» بمجموعة من السيدات اللاتي يعملن في هذه الأكشاك الصغيرة. في البداية تقول أم عبدالله الشهري: وفرت لنا الأكشاك النسائية من قبل شركة عبداللطيف جميل بالتعاون مع البلدية، وبالتالي استطعنا مزاولة العمل بشكل أفضل من البسطات السابقة. وعن إيجار المحل قالت: الإيجار موحد على الجميع هنا وقدره 2000 ريال في السنة بإمكاننا تسديدها وقت توفر المال، ولله الحمد شركة عبداللطيف جميل لم تطالبنا بالالتزام بمواعيد السداد. وأضافت: أملك بضاعة متنوعة، فهناك البخور والتمور والجلابيات النسائية المنوعة. وعن الإقبال النسائي على محلها قالت: الحمد لله تسير الأمور وفق ما أردنا بالرغم من الركود في هذه الأيام نظرًا لحرارة الجو. وتكمل الحديث أم عبدالله الزهراني: «الحمد لله المنطقة آمنة نزاول فيها عملنا بعيدًا عن المضايقات، حيث توجد سيارة شرطة بصفة يومية لمراقبة الوضع، بالإضافة لوجود الهيئة في أوقات ازدحام المكان بالكثير من النساء. أمي صاحبة الفكرة وخلال تجولنا في الممشى وصولًا إلى الأكشاك المتنوعة لفت انتباهنا وجود فتاتين في مقتبل العمر وبسؤالهما عن بضاعتهما قالت عهود بدر: أنا طالبة في مرحلة الثانوية ومعي أختي الصغرى في المتوسطة نقوم ببيع مستلزمات الفتيات من إكسسوارات لزينة الجوالات والإكسسوار العادي. وأضافت: الحمد لله تجذب بضاعتنا العديد من الفتيات في عمرنا وهذا ما يدفعنا للعمل. وعن فكرة هذا العمل قالت: أمي هي صاحبة الفكرة ولانشغالها في بعض الوقت نبقى أنا وأختي في المحل لحين عودتها. مشكلتنا الكهرباء وأصرت أم متعب الزهراني على التحدث عن أبرز المشكلات التي تواجههن فقالت: نشكر الله على نعمة الأمان هنا لوجودنا كمجموعات نسائية بالقرب من بعضنا، ووجود الأمن بالقرب منا، ولكن ما يثير مخاوفنا جميعًا الكهرباء، فنحن إلى الآن نستميل أنوار محلاتنا من عامود الإنارة بالمنطقة، وذلك لوجود كيبل مشترك لهم، وخلال فترة عدم توفر الإنارة نضطر لإغلاق محلاتنا. وعن مكمن سر خوفها قالت: يوجد خلف آخر كشك نسائي كيبل يعاني من إهمال شركة الكهرباء أو المنظمين، فنحن نخشى لا سمح الله هطول الأمطار أو حدوث التماس قد يعرض بضاعتنا للتلف في أسرع وقت ممكن. وأثنت على كلامها إحدى السيدات كانت برفقة بناتها للمشي حيث قالت: أخشى على أولادي من الكهرباء ككل الأمهات، وما يقلقني ان طفلي شقي للغاية فأضطر لمراقبته كثيرًا، فهو لا يتوجه للسيارات لكونه يخشاها، ولكن عند تركه يمشي بالقرب من الأكشاك وصولًا للرمال وأخشى أن يدخل إلى مكان الكيبل، أو أن يمشي فوق الأسلاك المتناثرة. الدفع مقابل النظافة من جهتها أكدت أم بدري على أن نظافة المكان من أهم المتطلبات، وتضيف: «حين نشاهد عامل البلدية ونطالبه بالتنظيف لكل ما بقربنا من النفايات يعترض ويطالبنا بدفع مال له مقابل ذلك، مفسرًا بأن الشارع الرئيس محل اهتمامه فقط. وبمرور نصف الوقت التقت «المدينة» بمجموعة من البائعات في البسطات، وعن أسباب اختلافهن عن غيرهن قالت أم عبدالرحمن: انا مثل غيري تقدمت لداعم المشروع (شركة عبداللطيف جميل) وما زلت أنتظر أن يوفر لي الكشك كبقية النساء.