تحول تجمعهن البسيط إلى ما يسمى ب(سوق الحريم) في حي الأمير عبدالمجيد النموذجي جنوبي جدة، إلى مكان للتجمعات النسائية بدأت قبل أربعة أعوام لتبادل (السواليف) وأخذ الأخبار، كثرت التجمعات وكبرت وتنوعت، فتواجدت (البسطات) الصغيرة يبيعون فيها المأكولات والمشروبات للنساء والأطفال، خاصة أن المنازل تكون بعيدة نسبيا عن أماكن التجمعات. ونظرا إلى الثقافات المتعددة، ووفقا لتعددية القبائل واختلاف العادات، ظهر سوق يوفر جميع متطلبات نساء الحي؛ سواء أكانت أكلات شعبية يتم إعدادها منزليا، أو بيع مستلزمات تغني ربات المنازل عن انتظار الابن أو الزوج حتى يأتي بها مساء. اختارت النساء الشارع الخلفي لحي الأمير عبدالمجيد النموذجي سوقا، بعد أن حولنه ممشى عرف بأنه ل(النساء فقط)، يجتمعن فيه كل مساء، مسببن دون قصد تكاثر أعداد البسطات لكثرة زائري الممشى. ثم تطور سوق البسطات النسائية إلى مجموعة من (الأكشاك) وأصبح معروفا في المنطقة باسم سوق الحريم، والعاملات فيه نساء سعوديات يضفن إلى منتجات السوق مجموعة من الأكلات الشعبية، بالإضافة إلى مجموعة من الإكسسوارات والشنط والماكياج وكل ما تحتاجه المرأة، و80 في المائة من تلك البضائع هي من صناعة النساء اللاتي يبعن في ذلك السوق، كما أنه يعد متنزها لنساء الحي كونه مرتبطا بالممشى المخصص لهن. من جهتها، تشير أم سعود إلى إحدى البائعات قائلة إن بداية السوق كانت بسيطة جدا، عبارة عن عدد من النساء، يبعن في بضع بسطات مأكولات شعبية، وتضيف «أصبح السوق مزدهرا ويوفر الكثير من احتياجات المرأة وليس السبب ماديا، ولكن بسب التجمع النسائي في هذا إما لممارسة رياضة الممشى أو التنزه، وأحضرت النساء بعض المأكولات الشعبية بحجة الضيافة ثم تطورت إلى البيع و الشراء». فيما تؤكد أم خالد (بائعة البخور) على أن حالة السوق جيدة من ناحية البيع والشراء «السوق يمكن النساء بالإفادة من أوقاتهن ومهاراتهن، خصوصا أن السعوديات يبرعن في الطبخ وصناعة البخور والخياطة وغيرها، وهذا السوق يجني لهن بعض المال مما يعرضنه للبيع»، وتضيف: لا يزال السوق صغيرا وهو بحاجة إلى دعم من الجهات المختصة ليكبر ويساعد النساء على الاستفادة من أوقاتهن وأن يكن منتجات في مجتمعهن.