ينطلق اليوم في الرياض المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط. وأوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد أحمد ميمش أن برامج المؤتمر ستساهم في تفعيل تطبيقات الإعلان السياسي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال إصدار «التزام الرياض»، الذي يؤكد على رغبة المشاركين وكافة الشركاء الذين يمثلونهم، في تقديم أكبر إسهام ممكن لتطبيق هذا الإعلان السياسي في هذه المنطقة. وبين ميمش أن المؤتمر يهيئ فرصة فريدة للحكومات والشركاء المعنيين لتجديد التزامهم لتحقيق المرامي والأهداف لتشكيل قيادة مستمرة تكون مهمتها وضع الأهداف والمؤشرات الوطنية لتعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وزيادة فرص الحصول على رعاية ومعالجة الأمراض غير السارية في كافة البلدان، وإعطاء الأمراض غير السارية ما تستحقه من أهمية باعتبارها قضية محورية لتحقيق التنمية، وإدراج مكافحتها ضمن جهود تعزيز النمو الاقتصادي، وتقوية التعاون الإقليمي للوصول إلى بيئة داعمة تيسر الاختيارات المتعلقة بأنماط الحياة الصحية. وأضاف أن أوراق العمل في المؤتمر تتضمن آليات التصدي لتفشي الأمراض غير السارية والتدخلات عالية المردود التي بمقدور البلدان تبنيها في مجالات الترصد والوقاية وتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمصابين بهذه الأمراض، موضحا أن المؤتمر سيركز على طرق الوقاية من حدوث الأمراض غير السارية والوفيات المبكرة الناجمة عنها، إذ يخصص إحدى جلساته لمناقشة أفضل التدخلات المسندة بالبينات. من جهته أوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين علوان، أن المسار الذي تطور فيه مأمول العمر في إقليم الشرق الأوسط في العقود الماضية كشف تداعيات الأمراض غير السارية على المكتسبات الصحية التي تحققت، موضحا أن مأمول العمر ارتفع من 51 عاما في السبعينات من القرن الماضي إلى نحو 70 عاما في الوقت الراهن. وتابع أن هذا الارتفاع يشكل أكبر مكتسب صحي حققه إقليم في العالم، إلا أنه بالتوازي مع هذه النقلة الديموغرافية شهد الإقليم نقلة في الجوانب الوبائية تمثلت في الارتفاع الحاد في الإصابات والوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، ويقدر أن حوالى 2.2 مليون شخص ماتوا عام 2008 تأثرا بالإصابة بهذه الأمراض في الإقليم، ولاسيما أمراض القلب والأوعية الدموية، وأنواع السرطان المختلفة، والأمراض التنفسية المزمنة والسكري. ويمثل هذا الرقم 53 في المائة من مجمل الوفيات التي وقعت في ذلك العام، إلا أنه يشكل في بعض البلدان 80 في المائة من الوفيات التي وقعت ويقع أكثر من 95 في المائة من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في الإقليم، حيث يتوفى واحد من كل ثلاثة أشخاص قبل بلوغه الستين. وأفاد علوان أن أغلب هذه الوفيات يمكن تجنبها، موضحا أن العالم العربي وكذلك إقليم الشرق الأوسط قد يشهدان 2.6 مليون حالة وفاة عام 2015م، وترتفع لتصل إلى 3.8 مليون وفاة عام 2030م، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جادة للنهوض بمجهودات الحد من الإصابات وتحسين جودة الرعاية المقدمة للمصابين بالأمراض غير السارية. وقال «ثمة خصائص إقليمية تسهم في زيادة حجم مشكلة الأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط تتمثل في الأخطار الناتجة عن مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية». يشار إلى أن معدلات فرط الوزن بين البالغين في إقليم شرق المتوسط تصل إلى 30.4 في المائة ومعدلات السمنة 12 في المائة، كما أن معدلات فرط الوزن 66 في المائة ومعدلات السمنة 31.5 في المائة في بلدان مجلس التعاون الخليجي.