إنه الاختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب وإنه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شيء قد حدث في الماضي.. كثيرون هم أولئك الذين يحتاجون لأن نغرس بذرة الصفح في قلوبهم ونفوسهم كقيم وخصال جميلة بل إنه من الإنفاق في سبيل الله أن تعامل الناس بتسامح، يقول عز وجل: «يسألونك ماذا ينفقون قل العفو». وكثيرون هم من يحتاجون إلى الصفح والعفو.. فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون». يتبادر إلى أذهان بعض الناس أنه بصفحِه عمن أساء إليه أنه تنازل عن حقه.. نعم هو تنازل عن حقه لكن «ما عند الله خير وأبقى» ، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء» . يقول عز وجل «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين». وكما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ينادي منادٍ يوم القيامة: ألا من كان أجره على الله فليقم ! فلا يقوم إلا من عفا» . إنها دعوة لفتح قلوبنا ولتطهيرها من الحقد والكره والذكريات البائسة التي لاتزال عالقة في أذهاننا. إنها دعوة لنسيان الماضي. إنها دعوة للعيش بحب وألفة وسلام. فلنتسامح مع من أساء إلينا ولتكون مقولتنا لكل من اعتدى علينا: «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك إني أخاف الله رب العالمين». منصور مرزوق الحبشي