ما أروع العفو.. وما اسوأ الانتقام.. وكم هو كبير من يتسامح ويعفو.. وكم هو صغير من لا يشفي غليله سوى الانتقام وفي اهمية العفو يقول الله عز وجل (خذ العفو وامر بالمعروف واعرض عن الجاهلين) سورة الأعراف ويقول الامام علي رضي الله عنه (اعقل الناس اعذرهم للناس) وتنبع عظمة العفو ممن له المقدرة على الانتقام والعقوبة لو اراد ولهذا فأولى الناس بالعفو اقدرهم على العقوبة وفي ذلك يقول المتنبي: وما قتل الاحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ السيد وفي ذلك يقول الشافعي رحمه الله: سامح صديقك إن زلت به قدم فليس يسلم إنسان من الزلل ويقول المثل الانجليزي في ذلك (اشرف الثأر العفو) ويقول الاسبان عن ذلك (لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة، اما الرضى الذي يوفره العفو فيدوم الى الابد). فهل نسمو فوق انفسنا ونترفع عن الانتقام ونلجأ الى الصفح والعفو والتنازل عن من اخطأ في حقنا.. ان العفو عن الانسان يعتبر كالانتقام الرقيق.. والانتقام هو عدالة الهمجيين. ولهذا علينا ان نطفىء جذوة غضبنا لأن في ذلك اجراً كبيراً فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء). فأي فضل بعد ذلك.. فهل بدأنا صفحة العفو والتسامح بيننا قبل ان نبدأ الابحار في خضم العاصفة.. وفي ذلك يقول عنترة بن شداد: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب آخر السطور: يقول (بترارك) (يرتكب المنتقم نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها).