في محكم التنزيل في كتاب الله الكريم الكثير من الآيات التي تحض على العفو والمغفرة والصفح منها: قول الحق جل وعلا في سورة البقرة: «ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو»، وأيضا: «وأن تعفوا أقرب للتقوى»، «ولا تنسوا الفضل بينكم». كما يقول عز من قائل في سورة الشورى: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، وفي سورة آل عمران: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين». كما صح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ينادي مناد يقوم القيامة: «ألا من كان أجره على الله فليقم! فلا يقوم إلا من عفا». وفي حديث أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: «ينادي مناد يوم القيامة فيقول: من كانت له يد عند الله فليقم. فلا يقوم إلا من عفا». وفيما روى أبو داود وابن ماجة والترمذي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء». وفي مشهد من المشاهد الفاتنة التي تبهر الأبصار بجمالها وتثري الأرواح بدلالتها يرسم الرسول (صلى الله عليه وسلم) المشهد بقوله كما يقول الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد (رحمه الله) : إذا جمع الله الخلائق نادى مناد: أين أهل الفضل؟ فيقوم ناس وهم يسير، فينطلقون سراعا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: «إنا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الفضل! فيقولون: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا حلمنا فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين». لهذه الغايات النبيلة تجهد لجنة إصلاح ذات البين التي يرعاها بدعمه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في القيام بأنشطة علاجية ووقائية، منها: • حث أهل العلم والدين والاختصاص في علم الاجتماع والنفس لإعداد البحوث المتخصصة لدراسة ومعالجة بعض المشكلات التي ترى اللجنة تفاقمها في المجتمع ومحاولة إيجاد الحلول لها ونشرها في إهداء خاص باللجنة. • الحث والدعوة إلى العفو وإصلاح ذات البين، وبيان مفهومها وفضلها وثمارها وآثارها والعمل على الوقاية والحماية من حدوث وانتشار بعض المشكلات الأسرية تحديدا من خلال الندوات والمحاضرات والكلمات الوعظية في المسجد والجامعات والكليات ومدارس البنين والبنات وغيرها. • إقامة دورات للرجال والنساء تتناول قضايا تتعلق بشؤون الأسرة مثل: - أهمية الأسرة. - حقوق الزوج والزوجة. - تربية الأولاد. - مهارات في تحقيق السعادة الزوجية. - الخلافات الزوجية وأثرها على نشأة الأبناء. وأختتم بالآية الكريمة التي يقول الحق (سبحانه وتعالى) فيها في سورة النور: «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم». كما أذكر بالحديث الذي رواه أبو هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم): «ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا». مذكرا في الوقت نفسه أعزائي القراء بما صح عن النبي (صلى الله عليه وسلم): «تفتح أبواب الجنة يومي الاثنين والخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة، اتركوا هذين حتى يصطلحا». فهل تقبلون أعزائي خسارة المغفرة؟ أما اللجنة والقائمون عليها فإنني في الوقت الذي أشكر لهم جهودهم أبشرهم بما وعدهم به رسول الله من الأجر، إذ صح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «من أصلح بين الناس أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة يتكلم بها عتق رقبة ورجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه»، فهنيئا لهم وكفى. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة