نعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى، تتطلب الشكر له تعالى. وأحد مظاهر شكر النعمة، تقديم المساعدة والعون لكل من يحتاج، والترفع عن كل ما يسهم في التعدي على حقوق الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام، أو استغلال المكانة الاجتماعية والمالية للحصول على مكاسب غير مستحقة. وتقدم مؤسسات الضمان الاجتماعي في المملكة، وكذلك الجمعيات الخيرية، وبعض رجال الأعمال مساعدات مالية وعينية متنوعة لشريحة كبيرة من المحتاجين على مدار العام، هذا إلى جانب ما يتم تحصيله من أموال الزكاة التي توقع خبراء اقتصاديون ارتفاع إيراداتها إلى ما يقارب 15 مليار ريال خلال العام الحالي، وكل هذه الأموال تطلب قدرا كبيرا من النزاهة والقناعة لتصل إلى مستحقيها دون نقص، أو تأخير. ولعل من الأمانة القول لكل من امتدت يده إلى أموال الورثة من اليتامى والأرامل بغير حق: كفوا أيديكم. ونقول لمن يستولي على مخصصات الضمان الاجتماعي بتزويره لأسماء مستحقين وهمية: كفوا أيديكم. ولمن أباحوا لأنفسهم الاقتطاع من مساعدات الجمعيات الخيرية وصدقاتها بحجة أنهم من القائمين عليها نقول: كفوا أيديكم. ونقول لمن يزاحمون الضعفاء والمساكين للحصول على المساعدات التي تقدمها الدولة، والجمعيات الخيرية، وأهل الخير، وهم غير مستحقين لها: كفوا أيديكم. ونقول لكل من يقدمون الرشاوى لتحقيق مكاسب شخصية على حساب من لا يرضون لأنفسهم تقديمها رغم أنهم مستحقون: كفوا أيديكم. ونقول لكل من يتاجرون في البشر عن طريق التأشيرات، واستغلال حاجة المساكين للعمل بإجبارهم على دفع مبالغ شهرية لكفلائهم بدلا من مساعدتهم: كفوا أيديكم. ونقول لكل من يتعمد زيادة معدلات البطالة والفقر بين المواطنين بتفضيله للعمالة الأجنبية، وتعيينهم في وظائف مرموقة ذات رواتب مرتفعة، والمن على أبناء البلد بفتات الوظائف والرواتب المتدنية: كفوا أيديكم. لكل هؤلاء نقول: اتقوا الله وكفوا أيديكم، فإن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. كلمة أخيرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به»، مسند الإمام أحمد. [email protected] Dralharbi1@twitter