هبت الأوساط الثقافية والفكرية والدينية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية لتسجل موقفا تاريخيا ووطنيا لتجفيف منابع العبث والفوضى من غوغائيين تسيرهم شعارات مزيفة خادعة، إذ أجمعوا أنهم يقفون صفا واحدا ضد هؤلاء المارقين ومثيري الفتن، ومؤكدين في ذات الوقت أهمية دور كل منهم في إعادتهم إلى جادة الصواب. «عكاظ» من قلب القطيف استنطقت الصوت الهادئ المملوء بالحكمة والبصيرة الثاقبة والنظرة الواسعة المستوعبة للأحداث من مفكري القطيف، والذين أكدوا أن الصمت ليس من الحكمة وأن التغافل عن كل من يريد زعزعة أمن الوطن واستقراره أمر مرفوض، مؤكدين في نفس الوقت تمسكهم بالولاء لقادة الوطن وإغلاق كل منافذ الثغرات الهدامة من قبل مثيري الفتن. فوضى وتخريب وفي هذا السياق أوضح الدكتور محمد سعود المسعود، أن ما يفعله المارقون من فوضى وتخريب لا يتسم بروح المسؤولية وهو خارج عن القانون، وأن الوطن وأمنه واستقراره حري بأن يتضافر الجميع لحمايته من كيد الحاقدين. واستطرد المسعود بقوله «جدير باليقين أن الأجمل لا زال يسكن مستقبل منجزاتنا والمستقبل لا يزال ينتظر سواعدنا وقلوبنا ووحدتنا وتفويت الفرصة على كل من يريد العبث بالأمن والاستقرار». لا للصمت وأضاف المسعود، أن «الظرف لا يليق به الصمت، لذلك فأنا على يقين أن الأكثرية يتعين عليها اليوم أن تبادر بحكمتها وعقلها وتجربتها الناضجة في قراءة الواقع وحسن الحكم عليه، بل يتعين عليها أن تقبض بيدها على الراية الخضراء وتتقدم نحو توعية المفلوتين وإيجاد آلية قادرة على رؤية المستقبل المضيء». وأكد المسعود، أن «من الحكمة اليوم أن لا يصمت الجميع على مصادرة القلة لهم، وأن لا يغيب صوتهم وأن لا يقف الجميع متفرجين، ومترقبين، فثمة كلمة حق يجب أن تقال، حيث الظرف الآن لا يحتمل الصمت». تلاحم وطني وتابع المسعود، أنه «لا بد من التلاحم الوطني لإغلاق الأبواب أمام مثيري الفتنة، لأننا دم واحد ومن نبع واحد.. والمملكة تمثل نبل الأصول، وشهامة النفوس، وطهر القلوب، وكل ذلك يجعلنا حكاما ومحكومين نراهن على هذا الوطن ومستقبله، فلا يعمر وطن لا يراهن أهله عليه». قلة لا تمثلنا من جهته أوضح قاضي محكمة المواريث الشيخ محمد الجيراني، أن «أعظم مراهنة هي تلك التي تحفظ الوطن وتحميه وتصد عنه كل قوى خارجية تريد أن تعبث بفكر ومنهجية هذا المجتمع القائم على المحبة والإخلاص، وما حدث في محافظة القطيف مؤخرا من أحداث أمر مرفوض من أهالي المحافظة، ومن قام به هم فئة قليلة جدا ولا تمثل أهالي القطيف الشرفاء، وأن منفذي الأعمال قصر وغير راشدين ولا أحد من العقلاء والحكماء يوافقهم على أعمالهم»، مشيرا إلى أن على الجميع الأخذ على أيدي الفئة التي تحاول المساس بأمن هذه البلاد المقدسة. نداء لأهلي وعشيرتي من ناحيته قال نظمي النصر، «من هنا من المنطقة الشرقية التي ولدت وترعرعت فيها، وفي القطيف تحديدا، من هذا المكان الذي أفتخر به أوجه نداء لجميع المواطنين ولأهلي وعشيرتي بأن الوطن أولا وأن هذا هو الشعور الحقيقي، ليس لي بل للأغلبية وصمتها هنا ليس رضاء بما يحدث، بقدر ما أراه تعبيرا عن الولاء للوطن وقيادته بالبعد والترفع عن الخوض في مثل هذه الصراعات والرغبة في العيش بسلام وأمان». بناء النسيج الاجتماعي وأضاف «حان الوقت للعمل يدا بيد وكتفا بكتف وقبل ذلك قلبا بقلب وروحا بروح لبناء نسيج اجتماعي يستطيع الجميع العيش فيه بسلام وطمأنينة وأمان، بشكل يعيدنا إلى ذلك الزمن الجميل، فليس هناك أجمل من وطن يعيش فيه الجميع بانسجام ووئام، وطن نبنيه بحق وحب وتسامح ويكون فخرا للأجيال المقبلة، وأن نعمد إلى سد ثقوب الذرائع أمام المنظمات الدولية والدول التي تحسد بلادنا على ما تعيشه من أمن واستقرار، فيما أهدافها أصبحت مكشوفة ويعرفها الجميع، لذا يجب علينا أن نسارع إلى إغلاق هذا الباب ودحض أحقاد المارقين». أرباب الفتن وأضاف النصر، أن «أملنا يبقى في الله ثم في قيادتنا الحكيمة أن تكون هذه الدعوة التي انطلقت من أقدس بقاع الأرض نحو تأسيس مركز للحوار بين المذاهب، بداية لعالم ينبذ الخلاف وتسوده قيم المحبة والتسامح والتعاون، وذلك لن يتحقق إلا بأن يكون مبدأ الوطن قبل أي شيء وقبل كل شيء، لأن الناس في حقيقتهم وفي فطرتهم يريدون أن يتعايشوا ويتلاقوا على الخير والحب والتسامح لا أن يتقاتلوا ويتفارقوا ويتباغضوا كما يريد أرباب الفتن هنا وهناك». شعارات خادعة وفي نفس السياق دعا الشيخ وجيه الأوجامي أهل العلم إلى العمل على توعية الشباب بما يحاك ضد وطنهم تحت شعارات خادعة، وإن بدت على غير ذلك، وطالب المجتمع بالابتعاد عن وسائل الإعلام التي تحاول إحداث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.