تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطلق جامعة الإمام بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية أصول الدين مؤتمر «الجماعة والإمامة، المملكة أنموذجا»، في ذي القعدة المقبل. ويركز المؤتمر على بيان حقيقة ومفهوم الجماعة والإمامة، وبيان أهمية الجماعة والإمامة في انتظام حياة المجتمع السعودي، وبيان حكم الجماعة والإمامة في الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وبيان الآثار المترتبة على الالتزام بهما في المملكة، وبيان الآثار المترتبة على الإخلال بهما أو بأحدهما على المجتمعات. وأكد مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن الموافقة السامية على عقد المؤتمر في رحاب الجامعة تعد تأكيدا على ثقة ولاة أمر البلاد بالجامعة وما تمتاز به من قدرات علمية وبشرية، كما تؤكد عنايتهم بما قامت عليه هذه البلاد المباركة والوطن الآمن من أسس وثوابت، وما تعيشه من نعم عظيمة وآلاء جسيمة تعزى إلى هذه الأصول التي قامت عليها. وأوضح أن مؤتمر الجماعة والإمامة يأتي مساهمة من الجامعة في ميدان الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، والتأكيد على أهمية لحمة المجتمع وترابطه تحت مظلة الشريعة المطهرة. مضيفا أن اهتمام الجامعة بمبدأ الجماعة والإمامة يأتي لأهميتهما ودورهما في التأكيد على وحدة المجتمع وطاعة ولاة الأمر، حيث إن الجماعة والإمامة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا قويتين عظيمتين متماسكتين مهابتا الجانب لا يمكن لأحد أن ينالهما بسوء أو يتعرضهما بأي أمر من الأمور مهما كانت الأسباب والدوافع والمبررات، ومن أراد ذلك أو نوى أن يؤثر على جماعة المسلمين وإمامهم كانت قوة الحق والإيمان تقف في وجهه بقوة تطبق عليه شرع الله عز وجل وحدوده. من جانبه أوضح مستشار مدير الجامعة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن أن اللجنة العلمية أكملت استعداداتها لإطلاق المؤتمر في موعده المحدد، واستقبلت عددا متميزا من الأبحاث العلمية الرصينة التي عالجت محاور المؤتمر، حيث قسم المؤتمر إلى ثمانية محاور رئيسة، هي مفهوم الجماعة في الكتاب والسنة، الثاني مفهوم الإمامة في الكتاب والسنة، المحور الثالث حكم لزوم الجماعة والآثار المترتبة عليها، المحور الرابع حكم لزوم الإمامة والآثار المترتبة عليها، المحور الخامس الآثار المترتبة على الإخلال بالجماعة، أما المحور السادس فهو عن الآثار المترتبة على الإخلال بالإمامة، المحور السابع واقع الجزيرة العربية قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، المحور الثامن آثار الجماعة والإمامة على المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى اليوم. وأوضح رئيس اللجنة العلمية أن هذه المحاور تظهر الشمولية والعمق والتوازن في معالجة هذه الأصول العظيمة تأصيلا وتقعيدا وتطبيقا، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في وقت بالغ الأهمية والحاجة ماسة لمثل هذه الأصول العظمى التي استهدفت بالتشويش والتغيير واتهام علماء المسلمين وتأريخهم بالقصور عن الوفاء ببيان هذه الأسس والمرتكزات التي يقوم عليها أي مجتمع من المجتمعات ودولة من الدول بما يحقق لها الأمن والاستقرار والحصانة من المهددات الفكرية التي تستهدف هذه الأصول العظيمة. وعما وصل للجنة العلمية من مشاركات قال «المؤتمر منذ صدور الموافقة السامية على عقده، وتشكيل اللجان العاملة فيه، استقبل ما يربو على مئة مشاركة من كافة جامعات المملكة، وحظي بمشاركة نخب متميزة من أعضاء هيئة كبار العلماء والقضاة وأئمة المسجد الحرام والأكاديميين من جامعات المملكة، حيث قضت الموافقة السامية على أن المؤتمر داخلي يستهدف الباحثين في المملكة واللجنة الآن بصدد طباعة السجل العلمي للمؤتمر، ومناقشة فعاليات مصاحبة تحقق للمؤتمر زخما إعلاميا وعلميا مناسبا».