الحمد لله على قضائه وقدره، خلق الخلائق وقدر الأقدار سبحانه، نسأله اللطف فيما جرت به المقادير، والصبر على فقد الأحبة. لقد فقدت منطقة الباحة علما من أعلامها، بل فقد الوطن رجلا من رجالاته، له العديد من الإسهامات، وإليك بعض من ثمرات علي بن صالح السلوك. له رحمه الله العديد من الكتابات الجغرافية والتاريخية في عدد من الصحف والمجلات السعودية، كما له العديد من الكتب المطبوعة، والتي بين يدي: كتاب المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران (مجلد واحد)، وله موسوعة الموروثات الشعبية (خمسة مجلدات)، وقد أثنى على كتبه عدد من أعلامنا، قال عنه علامة الجزيرة حمد الجاسر: أحد أبنائنا المثقفين من الشباب الواعي، أمدنا بالجم الواسع من المعلومات القيمة التي جمعها، وقال أحمد عبد الغفور عطار عن كتبه: حالفه فيها التوفيق ومنهجه في التأليف منهج علمي. استفاد من كتبه ومعلوماته بعض طلبة الماجستير والدكتوراة الذين كتبوا عن التاريخ والجغرافيا لبلادنا العزيزة. أما العمل الخيري فهو من أوائل المؤسسين والمهتمين به في منطقة الباحة، تولى رئاسة مجلس إدارة جمعيتي قرن ظبي التعاونية والخيرية، كما شارك في عضوية العديد من الجمعيات، منها جمعية أصدقاء المرضى، والجمعية السعودية للأطفال المعاقين وغيرها. لقد رحل السلوك وخلف وراءه تركة ضخمة من العلم والمعرفة والمواقف الإنسانية النبيلة التي ستظل في قلوب محبيه، رحل وفي يديه وثيقة شاهدة على أنه رجل البحث الذي لم يتوقف طيلة السنوات الماضية عن التأليف والجمع، ليترك لنا مكتبة عامرة بمختلف العلوم والمجالات التي تسهم في زيادة الوعي الثقافي والتاريخي لكل من يريد التوسع والمعرفة، وهكذا هم النبلاء حين يترجلون يتركون في النفس حزنا كبيرا على فقدهم فهم كالنجوم التي تزين سماء الحياة. أقول: رحمك الله يا علي لقد فقدك العمل الإداري والعمل الخيري والبحث والتأليف، لقد كنت قمرا ساطعا في كثير من المواقع، وكان منزلك مجمعا لكل أطياف المجتمع العلمية والاجتماعية، ونحن نودعك ندعو الله أن يرفع درجاتك ويحسن عزاءنا فيك، كما نسأله أن يجمعنا بك في جنات النعيم فهو حسبنا ونعم الوكيل. (*) رئيس كتابة العدل سابقا بمكة المكرمة ورئيس مجلس إدراة جمعية مساعدة الشباب على الزواج بمكة