أقبل عام دراسى جديد محملا بالآمال والطموحات وأحلام المستقبل بالنسبة للآباء والأبناء معا، ومع بداية الموسم الدراسى، بما فيه من زخم وفعاليات وتفاعلات، تدفقت على الذاكرة صور من الأيام الخوالي على شكل شريط سينمائى به العديد من المشاهد التى تعرض صورا من الطفولة وأيام الدراسة، وببراءة طفولية نقية، كنا نستقبل بداية العام الدراسى وكأنه العيد، من حيث الفرح والسعادة بالزى المدرسى الجديد والأدوات المدرسية الجديدة، دون النظر إذا ما كانت ذات ماركة أم لا.. غالية السعر أم لا.. وكانت مسؤوليتنا تخطو خطواتها الطفولية الأولى معنا، حيث كانت حدود هذه المسؤولية منحصرة فى حدود اللحظة التى نعيشها دون التفكير فيما هو كائن أو سيكون، وكان أقصى اتساع لحدود مسؤوليتنا الطفولية لا يتجاوز مقدار خطوة القدم الطفولية التى كنا نخطوها، حيث أوكلنا وفوضنا غيرنا بتحمل المسؤولية عنا. وبالتأكيد، في تلك الأيام لم تكن مداركنا تستوعب معنى أن يكون هناك شخص مسؤول عنك وعن أيامك القادمة، بل ويبذل قصارى جهده ليجعل أيامك مشرقة سعيدة، ويعمل على أن تتجنب كل ما يعكر صفوها. وفى هذه السن المبكرة، كنا نطلب.. فنجاب، نأمر.. فنطاع على قدر المستطاع، ولا نشعر بعبء ما طلبنا، فالوالدان يعملان على توفير ما نريد دون كلل أو ملل ليعلمونا على مدار مراحل عمرنا معنى تحمل المسؤولية التى سوف تلقى على كواهلنا فى يوم من الأيام. ومع كل هذه المسؤولية التى يتحملها الوالدان، وكل الإنجازات التى تتحقق بفضلهم، لم نقرأ لهم تصريحات براقة فى الصحف أو وعودا وهمية فى مؤتمرات إعلامية، فلو كل مسؤول وفر وقت التصريح، وعمل بجد، سيكون عمله هو الذى يعلن عنه، بالإضافة إلى أنه سيشعرنا بأنه مسؤول عنا وليس مسؤولا منا لنعفو عن أخطائه. فماذا تحب أن تكون؟ مسؤول من أو مسؤول عن...!