هي – ماذا أصاب أطفال اليوم ؟ هل هم متخلفون؟" لماذا لا يقرأون أو يكتبون أو يعملون ؟ هو- يرمق امرأته بتأهب . يعرف أن مداخل الأسئلة ستعود عليهما بالنقاش الحامي . ولكنه يرد عليها في هدوء : " دعكِ منهم الآن ..اهدأي " هي – كيف ؟ إنهم لا يطيعون توصيات الكبار وكأنهم لا يفهمون . لماذا هذا التباعد وكأننا لا نعيش معهم في نفس العصر والمكان ..... هو – إنهم ليسوا بمتخلفين . هم صغار ومازالوا يكبرون، وكل الذي يبدو ضائعا من عقولهم الآن سوف يظهر في يوم ما ..انتظري وسترين " . هي بتأمل – هل تظن ذلك حقا ؟ أعني مثلما كنا نحن في طفولتنا , أم أن هذا الزمن مختلف . أشعر أن كلماتي لهم لا تصل أحيانا ". هو بثقة – حقا ؟ بل كل شيء يصل . إنهم يلتقطون ما نبثه في نفوسهم باستمرار ولكن في صمت . فنحن نزرع البذور الآن وعندما يكبر هؤلاء الصغار ستتّلون أفكارهم وعاداتهم بما عرفوه في طفولتهم . هي تلتفت إليه عاتبة - لماذا إذن لا تتذكر ذلك حينما تغضب أنت منهم ؟ يضحك هو وكأنه يتوقع السؤال – لأنني أنسى, ودورك أن تذكرينني . زوجته تسترجع موقفا ما، وتتلو تفاصيله ثم تواجهه – ولكنك لا تسمح بتدخلي , تظن أنني أؤدي دور الطرف الطيب معهم لتبدو أنت قاسياً ! هو ما زال هادئاً – هذا لأن معظم الأمهات يفعلن ذلك ... يحتد صوتها قليلا – ولماذا تحملني أنا ما تعتقده عن الأمهات الأخريات ؟ يبتسم – سؤال جميل وإجابته واضحة . لأنك منهن . هي على وشك أن تثور – هكذا إذن ! المشكلة ليست في أسلوب التربية , بل بي أنا ! هو – ربما " ثم يستدرك وهو يفكر بسرعة و يضيف في خبث طفولي " ولكن ليس دائما ". يعود لطرح رؤيته في عقلانية كررها من قبل، فأجواء السلام تهمه : عموما أظن أن الوضع القائم على تناوب الأدوار بيننا وبين اللين والشدة مناسب تماما، عليك أن تمسكي أنتِ طرف الشدة أحيانا، وتعفيني من دور الوحش الذي تهددينهم به كلما أغضبوك . هي في اعتراض –ولكنه دورك , كيف تهرب من مسؤوليتك عنهم ؟ هو ينزعج الآن بوضوح، ويعلو صوته غير مصدق: دوري أن أكون وحشا مع أطفالي ؟ تنخفض نبرات صوتها وهي تحاول إعادة النقاش إلى الحوار : بالطبع لا , ولكن ألا يمكن أن يكون هناك حل وسط بيننا ؟ هو عائداً إلى وتيرته – بالطبع هناك حلول وهذا ما أحاول أن أشرحه لك . هي تتمسك بحجة موقعها فتلوح – تذكر أنني الأم ولست في قائمة الصغار . هو محاولا أن يلطف الأجواء- " وماذا تقترح الأمومة الطيبة ؟ هي – أقترح أن يكون لكلينا الحق في التدخل، وأن نشعرهم أن لا يتحول أسلوب تربية الآخر منا إلى ردود أفعال غاضبة . إنه حقهم علينا . هو ينهي الحديث – حسنا .. ولكن أرجوك كوني حازمة بعض الوقت، واسمحي لي أن أبدو الطرف الطيب أحيانا لأنه حقي كأب . يسير نحو باب الغرفة، وقبل أن يختفي من المكان يصدر أمرا جديدا – لقد اتفقنا، والموضوع غير قابل للنقاش بعد الآن ."