يعيش أهالي حي الزهور في العاصمة المقدسة في قلق دائم، بعد أن أصبحوا يعيشون في ظلام دامس منذ أكثر من 10 أعوام، ما حدا ببعض الأهالي إلى هجر منازلهم بشكل تدريجي ولجوئهم إلى أحياء أكثر تطورا ومزودة بالخدمات الأساسية، إضافة إلى أنه متاخم للعديد من المخططات النموذجية في مكةالمكرمة، كمخطط الشوقية والكعكية والخالدية، حيث يقع تحديدا على الطريق الدائري الثالث، فيما طالب أهالي الحي تدخل الجهات المختصة بالنظر إلى حيهم وتزويده بالخدمات التنموية الأساسية. أوضح عماد أبو الحق، من أهالي الحي، أنهم يعانون من نقص حاد في الخدمات الرئيسية مثل الكهرباء والمياه وخطوط الهاتف وصيانة الطرق ورصف الشوراع، بالإضافة إلى عدم وجود ملامح تبين مدخل ومخرج الحي، وأضاف سكان الحي يشتكون من التهميش وتجاهل الجهات المختصة للحي، وتساءل عن الأسباب التي تجعل الحي يعيش وضعا مزريا على الرغم من أنه في قلب العاصمة المقدسة وعلى مدخلها الغربي. وأكد أبو الحق أنه بالرغم من أن الحي يتمركز في مكان حساس إلا أنه لا يحظى بوجود مدرسة واحدة الأمر الذي يعمق معاناة الأهالي في الذهاب إلى مدارس الأحياء المجاورة وتسجيل أبنائهم في مدارسها وتوصيلهم إليها يوميا، مؤكدا أن أكبر مشكلات الحي والتي لا يمكنهم إيجاد بديل لها هو فقدانهم للإنارة حتى أن هذه المشكلة فاقمت معاناتهم. أوضاع متردية وأشار سراج محمود إلى تكدس النفايات في الحي بكثافة، مشيرا إلى أنها باتت تهدد الأهالي بالأوبئة، مطالبا بالاهتمام بالإصحاح البيئي في الحي ليكون مناسبا لاستمرار الحياة فيه. فيما عبر سليمان نور الحق أن الحي أصبح يقذف سكانه خارجه، بسبب تردي الأوضاع داخله وسوء الخدمات التي تعم أرجاء الحي، مبينا أن غياب الجهات المعنية في تطوير الخدمات داخل الحي كان سببا رئيسيا لتدهور أوضاعه وإدراجه ضمن الأحياء المهملة في العاصمة المقدسة، موضحا أن الحي يعاني من انتشار مستنقعات الصرف الصحي التي تصدر الحشرات والأمراض للسكان. ووصف نور الحق، حالة الحي بأنها متردية إلى أبعد الحدود، حتى أن الأهالي لا يستطيعون فعل أي شيء يخرجهم من الحالة التي يعيشونها، مطالبا تدخل الجهات المعنية في حل شكواهم ومساعدتهم في تطور الحي، وإدراجه ضمن الأحياء المتطورة في مكةالمكرمة والمجاورة له. مصنف عشوائيا من جهتها أوضحت أمانة العاصمة المقدسة أن الحي مصنف من المناطق العشوائية التي ستشملها الإزالة خلال ثلاث سنوات تمهيدا لتطويره، وأضاف منسق العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة سامي زيتوني، بأن الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة هي الجهة المسؤولة عن المخططات والأحياء والتطوير بشكل عام في العاصمة المقدسة.