تحتفظ مخيلة الطالب بأول يوم دراسي في مسيرته التعليمية، ولا يمكن أن ينسى ذلك الحدث بسهولة مهما تعاقب الزمن، خصوصا أن الطلاب يعيشون فيه شعورا متباينا منهم من يبدأه بفرح التجربة الجديدة، في حين ينخرط آخرون في نوبات من البكاء لمفارقة الأهل والمنزل، والجلوس مع أشخاص ربما يراهم لأول مرة، فضلا عن التزامه بواجبات لمعلمه لم تكن مفروضه عليه من قبل، ومهما تباينت مشاعر الطلاب، يظل ليوم المدرسة الأول نكهة ترسخ في الأذهان ولا تزول بسهولة. وأوضح سالم الأحمد موظف في أحد البنوك أنه لا ينسى أول يوم ذهب فيه إلى المدرسة مع والده، مشيرا إلى انه دخل في شعور متباين يمزج بين الرهبة ورغبة استطلاع ما تخبئه الأيام المقبلة في المدرسة. وأشار إلى أنه تغلب على ذلك الشعور بمرور الأيام وباتت الأمور في المدرسة بطريقة عادية، لافتا إلى أنه لا يمكن أن ينسى ذلك اليوم مهما تعاقب الزمن. أما المعلم سعيد إبراهيم فبين أنه دخل في نوبة بكاء حين ذهب به والده إلى المدرسة، مشيرا إلى أن ذلك كان قبل نحو ثلاثين عاما، لافتا إلى أنه كان لا يفضل أن يذهب إلى مجتمع جديد عليه. وذكر أنهم استقبلوهم آنذاك بالحلوى لتحبيهم في الدراسة، وسمحوا له بالعودة مع والده إلى المنزل في وقت مبكر، ملمحا إلى أن ذلك الدلال لم يستمر طويلا، فبعد ثلاثة أيام دخلوا في مرحلة الجد، والدراسة وأداء الواجبات على أكمل وجه. وأفاد إبراهيم أن الموقف الذي عاشه صغيرا، يجعله يراعي مشاعر الطلاب حاليا ويتعامل معه برفق مضاعف خلال الأسبوع الاول من الدراسة، ملمحا إلى أن المعلمين في السابق كانوا أشد قسوة على الطلاب مقارنة بالوضع حاليا. إلى ذلك، تحدث الموظف علي أحمد عن أول يوم دراسي بحب وحنين للماضي الجميل على حد قوله، ملمحا إلى أنه ذهب أول يوم إلى المدرسة في حال من الفرح بدخول حياة جديدة عليه، يلتقي فيها بزملاء جدد، يجتمعون يوميا من أجل العلم. وقال أحمد : «يبدو أني ذهبت للمدرسة فرحا لأني افتقد لزملاء في الحي، فضلا عن أنه آنذاك لم يكن لدي أخوه، فوجدت بدلاء لهم في المدرسة»، مؤكدا أن أول يوم دراسي لا يزول من مخيلة الطلاب بسهولة.