قبل أكثر من عشرة أيام نشرت في هذه الزاوية السطر التالي «وزارة التربية والتعليم تؤكد هذه المرة أنها أنهت عمليات صيانة وترميم المدارس خلال الإجازة الدراسية.. كلها خمسة أيام ويبدأ العام الدراسي لتظهر على وزارة التربية أعراض غريبة بعد إصابتها بمتلازمة منفذ البطحاء»، وهذا ما حدث بالفعل حيث بدأت الوزارة تقترح حلولا مزعجة مثل الدراسة المسائية للطلاب الذين لم تنته أعمال الصيانة والترميم في مدارسهم وأطلق بعض مسؤوليها تهديدات هوائية للمقاولين المتأخرين بحسم جزء من مستحقاتهم . ولكي لا تقبض علي هيئة الأمر والمعروف بتهمة التنجيم والشعوذة فإنني مضطر لتفسير الكيفية التي عرفت من خلالها ما الذي سيحدث بعد أسبوع من الزمان، الموضوع بالنسبة لي ولكم أيضا بسيط جدا فقد تعودت في بداية ونهاية كل موسم دراسي أن أعود للمقالات التي كتبتها في العام الماضي لأن المشاكل لا تتغير أبدا، فوزارة التربية لا تستفيد من (الدروس) بل هي تتعامل مع الأمر كما يتعامل طلبتها مع الاختبارات حيث تركز في كيفية تجاوز امتحان هذا العام و(السنة الجاية يحلها ألف حلال) !. أحيانا أفكر في طباعة (براشيم) لوزارة التربية والتعليم تحتوي على مقالات الصحف وشكاوى أولياء الأمور في كل عام وتوزيعها على مكاتب المسؤولين في الوزارة كي يتجاوزوا أزماتهم الصغيرة ولو بالغش! فالوزارة تعرف قبل غيرها مواعيد انتهاء الموسم الدراسي ويفترض أنها تعرف المباني المدرسية التي تحتاج إلى صيانة وتستطيع تحديد المقاولين الذين يمكن أن يقوموا بهذه الأعمال قبل بداية الموسم الدراسي الجديد أي أنه لا يوجد أي مجال للمفآجات، لذلك عليها أن تحفظ أخطاءها السنوية عن ظهر قلب، أو يسترق مسؤولوها النظر للبراشيم كي يتخلصوا من هذه الأخطاء الصغيرة التي لا يقع فيها حتى طلبة المرحلة الابتدائية ! . وإذا لم تنفع (البراشيم) يمكن أن نصور أفلاما وثائقية لمعاناة أولياء الأمور الذين يكتشفون في اليوم الدراسي الأول أن مدرسة الأولاد مغلقة للصيانة وأن عليهم التوجه بأولادهم يوميا إلى مدرسة بديلة في حي بعيد وسط زحام السيارات الخانق، فقد تكشف هذه الأفلام لمسؤولي الوزارة حجم الضرر الذي يقع على أولياء الأمور بسبب أخطاء لا معنى لها يرتكبها رجال يقبعون في المكاتب المكيفة ويتجادلون في نتائج دوري كرة القدم. كما أتمنى من الزملاء في عكاظ أن يسمحوا بإعادة نشر المقالات القديمة كلما تعلق الأمر بوزارة التربية والتعليم ومسؤوليها ومعاناة طلابها ومعلميها وموظفيها، وحتى المتقدمين للتوظيف لديها (تخيلوا حتى الذين لم يتوظفوا بعد يعانون منها!)، لأنني اكتشفت أن الوزارة تعاقبنا على طريقة بعض المدرسين القساة الذين يقولون لتلامذتهم (اكتبوا هذه الجملة 40 مرة)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة