يعيش عدد من المراكز الصحية في المدينةالمنورة وضعا مأساويا مقلقا نظرا لتهالك مبانيها وتدني مستوى نظافتها خاصة في وسط المدينة التي تشهد كثافة سكانية عالية وتحديدا في المناطق الواقعة قرب المسجد النبوي الشريف، والتي تخدم بجانب سكان الأحياء التابعة لها، الزوار والمعتمرين في موسمي الحج والعمرة، كما أن 80 في المائة من تلك المراكز مستأجرة في مبان قديمة ومتهالكة البعض منها قد تجاوزت عمرها الافتراضي.. «عكاظ» طافت في جولة لها على تلك المراكز والتقت عددا من المراجعين والعاملين فيها. مركز صحي الأنصار الذي لا يبعد عن المسجد النبوي الشريف سوى نصف كيلومتر تقريبا، كان بداية لجولتنا، حيث يقبع المركز في مبنى مكون من ثلاثة طوابق متهالكة وقد أصابته الشيخوخة وأوشك على السقوط، وكان قد تم استئجاره قبل أكثر من 30 عاما، فيما يشهد في اليوم الواحد مراجعة ما يربو على 180 مراجعا في اليوم الواحد. وفي داخل المركز التقينا أحد العاملين والذي تحفظ في ذكر اسمه، مبينا أن المركز تم استئجاره منذ العام 1401ه تقريبا، وأنه ومنذ ذلك الوقت تتم صيانته بين الحين والآخر، مشيرا الى أنه يحتوي على كافة العيادات المهمة، كالأسنان وأمراض النساء والتوليد. كثافة المراجعين وقال إن المركز يشهد كثافة عالية من المراجعين خاصة في فترتي الحج ورمضان، كونه يتوسط الدور السكنية للحجاج والمعتمرين، حيث يتم علاج الزوار والمعتمرين فيه، أما ما يخص انعدام وسائل السلامة في المبنى، فأكد أنه وبعد حادثة الحريق الذي وقع في إحدى مدارس البنات بجدة العام الماضي، جاءت لجنة من الشؤون الصحية وأحد المهندسين لتركيب سلم للطوارئ خارج المبنى، وتم تحديد موقعه ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يتم تركيب السلم. أكبر منه عمرا وأكد المواطن محمد الحربي، أنه وأسرته ظلوا يرتادون ذلك المركز الصحي منذ سنوات بحكم قربه من منزلهم، مبينا أن المركز أكبر منه عمرا، «حيث إنني ومنذ وعيت على الدنيا وجدت المركز على حالته الراهنة، لم يحدث فيه أي تغيير يذكر، إلا من ترميم يغشاه كل عدد من السنوات». وقال الحربي إن المبنى متهالك ولم يعد باستطاعة الترميمات إصلاح ما أفسدته السنوات. يفتقد النظافة وكانت محطتنا التالية مركز صحي الندوة، والداخل إليه لن يحتاج إلى كبير عناء ليلاحظ أنه تجاوز عمره الافتراضي وأصابته الشيخوخة، فقد تجاوز عمره ال30 عاما، متهالك ويفتقد لأبسط مقومات النظافة، كما أنه يتوسط عددا من المباني المهجورة القديمة التي شرب عليها الدهر وأكل، في تجوالنا داخل المركز التقطنا بعض الصور لبعض المرافق داخل المركز، فوثقنا بالكاميرا دورات مياه متسخة وأدواتها مكسورة، إلى جانب تمديدات كهربائية وزعت في المبنى بعشوائية. البحث عن بديل وفي المركز، التقينا أحد الموظفين الذي تحفظ كذلك في ذكر اسمه، موضحا أن المبنى تم استئجاره منذ أكثر من 30 عاما. وأضاف «يحتوي المركز على عيادات السكر والضغط والأسنان والنساء، وغيرها من العيادات الضرورية، وعدد المراجعين يصل في اليوم إلى أكثر من 150 مراجعا، خاصة بعد توجيه أهالي حي شوران الى المراجعة في المركز، ليشهد بذلك كثافة عالية من المراجعين»، مشيرا الى أنه سبق أن جاءت لجنة من الشؤون الصحية في المدينةالمنورة بغرض استبدال المبنى بمبنى آخر، مبينا أن هناك موافقة رسمية بالبحث عن مبنى بديل، فيما أعلن عن الرغبة في الاستئجار وذلك قبل عام تقريبا، إلا أنه لم يتقدم أحد حتى اليوم. رداءة المباني وأشار الموظف، إلى أن الحال في المراكز الصحية في المحافظات والقرى والهجر، لا يقل سوءا عن المراكز في المدينةالمنورة، خصوصا المستأجرة التي ترتفع وسطها نسبة الرداءة، وأضاف «المشكلة أنها تقع في محافظات تشكل النسبة العالية من المراكز، ففي محافظات ينبع، العلا، المهد، الحناكية، خيبر، بدر، وادي الفرع، العيص، والمراكز والقرى التابعة لها حيث تحتضن مباني مستأجرة منذ عشرات السنين، وتفتقد للكثير من الخدمات والأجهزة الطبية الضرورية». خطة للإحلال من جهته، أوضح مساعد مدير العام للرعاية الصحية الأولية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد بن ضيف الله الحربي، أن عدد المراكز الصحية 144، إضافة الى مركزين لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، إلى جانب 5 مراكز أخرى مراقبة صحية في المطارات والموانئ. وأشار الدكتور الحربي، إلى أن عدد المراكز المستأجرة في المنطقة يبلغ 97 مركزا. وكشف عن خطة للوزارة لإحلال المراكز الصحية جار تنفيذها، وتأتي في إطار مكرمة خادم الحرمين الشريفين، حيث تم إدراج المراكز في المراحل الأربع الأولى وسيتم إكمال البقية في المراحل القادمة، وذلك ضمن الخطة الممنهجة للمباني المستأجرة التي لم تعد مناسبة، موضحا أنه تم الرفع بخصوصها لمقام الوزارة لاعتماد مبالغ إضافية حسب الإيجارات الحالية لاستئجار مبان اكثر ملاءمة لتقديم الخدمة الصحية. تكييف الكلى من جهة ثانية، أكد مدير عام الشؤون الصحية في المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي، وجود عدد من الإشكاليات المتعلقة بقسم الكلى في المدينةالمنورة، مشيرا إلى أنها تشمل سوء التكييف في قسم النساء للكلى. وقال إن «الشؤون الصحية طلبت إنشاء مبنى جديد يستوعب 300 كرسي ويلبى احتياجات المرضى». وبين الدكتور الطائفي، انه تم اعتماد خطة تطويرية لمركز الكلى، مؤكدا احتياجهم لضعف عدد الأسرة، محددا الاحتياج بأكثر من 160 سريرا، والمتوفر 80 كرسيا في المبنى القديم و60 كرسيا في المبنى الجديد. وأشار الطائفي إلى أن المبنى القديم لا يتحمل أجهزة التكييف الضخمة فوق البناء وتم عمل مبنى ومشروع جديد يكلف 1.8 مليون ريال وتم رفعه للوزارة لاعتماده. وحول عدم رضا المرضى عن المبنى القديم أجاب «تم طلب انشاء مبنى جديد لمركز غسل وجراحة الكلى، يستوعب 300 كرسي يكون كفيلا بمتطلبات مرضى غسل الكلى في المدينةالمنورة وهو الحل الأمثل لحل مشكلة المرضى، والمبنى الحالي متواضع وتم بناؤه منذ عشرات السنين»، مؤكدا سعيهم لمعالجة موضوع التكييف، حيث سبق الرفع للوزارة بشراء أجهزة تكييف وتم اعتماد المبلغ وقدره 200 ألف ريال «لكن يجب ترميم المبنى قبل وضع الأجهزة»، مرجعا سبب ذلك إلى أن أسطح المبنى لا تتحمل أجهزة التكييف الضخمة.