بات شبح الإهمال يخيّم على مركز صحي الندوة بالمدينةالمنورة خلف قصر الأمير سلطان، وظهر جليًا تردي مستوى الخدمات بكل أركان المركز، وتفشي العشوائية بكل أشكالها، وكأنه في الرمق الأخير، ويحتاج لإعادة تأهيل قبل أن “يحتضر” بما فيه. ورصدت عدسة “المدينة” كراتين الأدوية ملقاة تحت الدرج بمدخل المركز الصحي وبداخلها أدوية العلاج، وغياب النظافة، ومخلفات البلاط ملقاة بجوار باب المركز الصحي في منظر غير لائق، وكشفت خلال جولتها عن عدم وجود عمال نظافة منذ أكثر من 6 أشهر، وبالسؤال عن مدير المركز فلم نجده في مكتبه، كما شاهدنا بعض العيادات خالية من الأطباء. “المدينة” ألتقت ببعض مراجعي المركز، وفي البداية قال غانم مناور الصاعدي: لم نشاهد عمال النظافة في هذا المركز منذ وقت طويل، وهذا نتج عنه سوء النظافة في الممرات، كما تشاهد المناديل وأكياس العلاج ملقاة على الأرض، والأتربة تغطي كراسي الانتظار، والمشكلة ليست في النظافة، وإنما في المبنى نفسه، فهو مستأجر وقديم وقابع في زقاق ضيق، ووسط حي شعبي، ونحتاج لمبنى خاص على أراض مملوكة لوزارة الصحة. وأضاف عايض دليش الصاعدي من سكان حي الندوة ومجاور للمركز الحقيقة أن المركز الصحي يعاني من حاجات كثيرة منها عدم النظافة، وقلة عدد الأطباء العاملين به، وعدم تواجدهم في بعض الأحيان وقسم الأسنان لا يوجد به طبيب بإستمرار، وهناك نقص في بعض الأدوية العلاجية ونشتريها من الصيدلة التجارية، ونطالب بنقل المركز من هذا المبنى المتهالك لمبنى أفضل وأوسع، وفي موقع يستوعب سيارات المراجعين، هذا إذا لم يكن هناك إمكانية لبناء مركز صحي لحي الندوة يكون ملكا للشؤون الصحية بالمدينةالمنورة مثله مثل مركز صحي العزيزية، ومركز صحي الفيصلية. وألتقينا بنائب مدير المركز الصحي الذي أكد لنا أن الشركة المكلفة بنظافة المركز عمالها يتقلصون بين فترة وأخرى وكان في المركز 3 عمال، وقبل 6 أشهر تقلص العدد إلى 2 ثم إلى عامل واحد، والآن 3 أشهر بدون عمال نظافة، ومدير المركز رفع عدة خطابات بهذا الخصوص، مشيرا أن موظفي المركز هم من قاموا بإنزال كراتين الأدوية ووضعوها تحت الدرج لعدم وجود عمال بالمركز الصحي . د. سمير: جار ترسية مشروع صيانة ونظافة لأكثر من مائة مركز أكد الدكتور سمير سمان مساعد مدير عام الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية بمنطقة المدينةالمنورة أنه تم التعميد بدراسة وضع مركز صحي الندوة، والرفع إلينا بتقرير مفصل عن الوضع الحالي. وأضاف: وبخصوص عمال النظافة فإنه يرجع لإنتهاء عقد الشركة المشغلة، وهناك خطوة إيجابية سوف تتخذها الشؤون الصحية وهي أن يتم ترسية صيانة ونظافة أكثر من 100 مركز صحي بالمدينةالمنورة، يكون عملها فقط في المراكز الصحية بخلاف الشركة المشغلة للمستشفيات الكبرى، وجار ترسية المشروع حسب المناقصة المطروحة.