يتذمر كثير من المسؤولين في بعض الأحيان من الصحافة المحلية.. وتحديدا من كتاب الأعمدة.. وانتقاداتهم.. بسبب تركيزهم المبالغ فيه من وجهة نظرهم على السلبيات.. وتجاهل الإيجابيات على كثرتها.. ويتلقى رؤساء التحرير بين وقت وآخر، بعض اللوم.. أو العتب بل وتتهم صحفهم بغياب الموضوعية في التعامل مع المشهد العام بإنصاف، وبتناول الكتاب في الاتجاه الناقد فقط مع إغفال الإيجابيات. وعندما يسأل الكتاب عن وجهة نظرهم.. وردهم على هذه الشكوى المتكررة فإنهم يقولون.. إن الكتابة عمل إصلاحي.. وبالتالي فإنها تركز في العادة على ما يحقق الإصلاح.. والتغيير.. والمعالجة لما هو غير سوي.. أما بالنسبة للإيجابيات فإنها من وجهة نظرهم مشاهدة وملموسة ولا تحتاج إلى من يدلل عليها.. أو يشيد بها.. لأنه ليس من وظائف الكتابة ومهامها أن تحمل راية الإشادة على جهد أو عمل هو جزء من وظيفة هذا المسؤول أو ذلك المرفق وقد أداه وفقا لما هو مطلوب منه.. ويعود المسؤول ليتساءل: أليس من العدل أن يتناول الكتاب ما هو إيجابي.. بنفس القدر.. ونفس الاهتمام الذي يركزون فيه على السلبيات، لاسيما إذا كان حجم الإنجازات كبيرا.. وكان العطاء ضخما.. وكانت الجهود المبذولة كبيرة.. وكان العاملون على تحقيقه وهم من أبناء الوطن أحق بكلمة الشكر والثناء لرفع الروح المعنوية والتحفيز إلى ما هو أفضل.. ونحن في مراكز القيادة الصحفية نشعر بأن كلا الطرفين على حق.. لأنه ما دام أن هناك عملا.. فإن هناك أخطاء.. كما أن هناك ما يستحق الإشادة والتقدير من الجميع.. وبما أن الصحافة هي عين المجتمع.. وأنها ترى بكلتا العينين وليس بعين واحدة.. وبما أنها في الأصل ميزان عدل.. فإن الموضوعية والمصداقية تحتمان أن نعرض هذا وذاك حتى لا نبدو متجافين عن الحقيقة.. وإن كان بعض المسؤولين لا يريدون الكتابة أصلا عن السلبيات.. وذلك ما لا يخدم العمل ولا يعود على الوطن بفائدة.. ولا يتجاوب مع ما يبحث عنه القارئ في نفس الوقت.. وإذا كان هناك ما نعاتب عليه بعض كتابنا في أحيان قليلة فهو مبالغتهم في تضخيم المشكلة.. أو عدم النظر إليها من عدة زوايا.. أو التفكير فيما يريده القارئ منهم في اليوم التالي أكثر من التفكير فيما تفرضه المصلحة وتقتضيه الأمانة الصحفية وتفرض معه طرحا متوازنا.. لا يجانب الحقيقة ولا يتجاهلها.. ولا يهولها أويعطيها أكثر مما تستحق أيضا. هذا الحوار الدائم بين الكاتب والمسؤول والصحيفة.. بقدر ما يعكس معاناة يومية.. فإنه يجسد طبيعة الحراك اليومي الجميل في العملية الإعلامية.. والفائز في النهاية من وجهة نظري هو القارئ.. وإلا فإن الجميع يسعون إلى خدمة مصلحة واحدة.. وبلد يستحق منا جميعا كل الحرص عليه.. والسعي إلى النهوض به.. والارتقاء إلى مستوى الوعي باستحقاقاته قبل أي شيء آخر.. غضب هذا.. أو رضي ذاك.. *** ضمير مستتر: عندما ترتفع مصلحة الوطن فوق الجميع.. فإنه لا يصبح هناك كاسب أو خاسر.. وإنما يكون هناك مجتهد.. ومقصر.. وصاحب ضمير.. أو منتفع فقط. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]