رأى الخبير والباحث البيئي الدكتور عبدالرحمن حمزة كماس أن جدة تعد من المناطق الحيوية المزدحمة بالحركة في الاتجاهات الجغرافية الأربعة. وأكد ل«عكاظ» أن جنوبجدة يعتبر من أصخب الأحياء من ناحية الضجيج والحركة المرورية، يليه شرق جدة الذي شهد خلال ال 5 سنوات الأخيرة حركة عمرانية كثيفة وزيادة في المحلات التجارية، بينما يعد شمال جدة من الأحياء الممتدة عمرانيا وسكانيا، ويعتبر قلب جدة لاحتضانه مطار الملك عبدالعزيز ولتوسع العمران إلى مناطق مفتوحة، أما غرب جدة فيعتبر من الأحياء الهادئة لوجود البحر والعمران المتواصل والأنشطة الترفيهية. وأضاف: «المشاريع القائمة حاليا في بناء الجسور ستسهم خلال السنوات المقبلة في معالجة الكثير من السلبيات وانسيابية الحركة في ظل تزايد الحركة المرورية وضيق الشوارع وارتفاع الكثافة السكانية». وألمح إلى أن طريق المدينة يعتبر شريان جدة باعتباره يربط الاتجاهات الجغرافية الأربعة، وبالتالي فإن ضيق مساحته يجعله يشهد في كثير من الأوقات ازدحاما، الإ أن وجود المشروع الجديد قبل المطار سيخفف العبء على الكثافة المرورية. ورأى د. كماس أن وصول العمران إلى منطقة أبحر الشمالية يجسد الزحف السكاني وأن وجود الخدمات العامة مثل الماء والكهرباء في تلك المنطقة يعبر عن جاهزية الموقع إلى استيعاب المزيد من السكان، موضحا أن الإسراع في المشاريع القائمة (المستشفيات والمدارس) سيرفع الطلب على العمران في هذه المنطقة خلال الفترة المقبلة، كما أن قرب البحر من مواقع العمران في أبحر الشمالية أدى إلى اتساع الحركة العمرانية في تلك المنطقة. وشدد د. كماس على ضرورة ربط البيئة بالمشاريع التنموية والاستفادة من التوجه العالمي في استخدام البدائل التي لا تلوث البيئة ولا تضر بالموارد الطبيعية، مشيرا إلى أن العالم يركز الآن على الطاقة الخضراء باعتبارها الطاقة التي تتولد من مصادر طبيعية وبصفة مستديمة، كما أن معظم مصادرها من الطبيعة كالإشعاع الشمسي والرياح والمياه ودوران الأرض وحرارة جوفها، حيث أخذت العديد من دول العالم في اعتماد الطاقة الخضراء وتخصيص البدائل التي تناسب بيئتها وكمية استهلاكها للطاقة وبناءها لمدن خضراء خالية من الملوثات ذات أبنية خاصة وفق أفضل المعايير العالمية الصديقة للبيئة والتي تتواءم مع الواقع، بالإضافة إلى دعم المشاريع الزراعية والصناعية التي تعتمد على الطاقة الخضراء وتأمين حاجياتها من المستلزمات التقنية التي تكفل تأمين احتياجاتها من تلك الطاقة النظيفة. د. كماس خلص إلى القول بأن جدة تعد من أشهر المدن العالمية التي تشهد حراكا كبيرا باعتبارها البوابة الأولى لضيوف الرحمن والمعتمرين، بجانب النهضة التنموية التي تشهدها.