حمل الراصد الببليوجرافي القاص خالد اليوسف وسائل الإعلام تجاهل وفاة الروائية والكاتبة الصحفية السعودية صفية عبدالحميد عنبر التي انتقلت إلى رحمة الله في أواخر شهر رمضان المبارك ولم يذكر عنها شيء في وسائل الإعلام، وقال اليوسف معاتبا الإعلاميين: «مع الأسف كأنها نكرة في ساحتنا الثقافية»، وسجل اليوسف عتابه على صفحته على موقع (فيس بوك) وتفاعل معه الكثير من المتسائلين عن الراحلة والمتعجبين من تجاهل وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية للراحلة صفية عبدالحميد، وأوضح اليوسف ل«عكاظ» أن الراحلة تعد من الرائدات في ساحتنا الثقافية ولها 8 روايات وكتب أخرى، من بينها (عفوا آدم) (وهج من بين رماد السنين) وأربعة أجزاء من (أوراق مبعثرة من زوبعة العمر) وهي زوجة عبدالعزيز التركي أول مدير تعليم في المنطقة الشرقية وشقيقتها حياة كتابة معروفة ووالدها عبدالحميد رائد من أدباء المدينة في مجال الشعر والترجمة، وقال اليوسف: «عبدالحميد عنبر هو أول من أدخل الترجمة إلى الصحافة السعودية وأول من أسس ناديا أدبيا في المدينةالمنورة، سمي حينها ب (نادي المحاضرات) مع ضياء الدين رجب وعبدالحق النقشبندي وغيرهم»، وأضاف: «لا أدري لماذا نتجاهل روادنا في المجال الثقافي سواء في مجال الإعلام أو على نطاق المؤسسات الثقافية ؟». وفي حوار صحفي أجري مع الراحلة خلال محاضرتها التي ألقتها في مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة في أبو ظبي عام 1424ه، قالت عن تجربتها : «ليس هناك إنسان لم يستفد من أي ظروف مر بها، أما أنا فقد علمتني الحياة الصبر وقوة الإيمان، علمتني الإرادة، وأن ليس هناك ما يسمى مستحيلا، فالإنسان بصموده وقوة عزيمته وإصراره، قادر على تجاوز كل الضغوط والأزمات التي قد يتعرض لها في هذه الحياة، وفي النهاية هذه هي سنة الحياة، فلا حياة دون ضغوط ومشاكل»، وأضافت عن رؤيتها للسعادة: «السعادة التي أعرفها هي أن نشعر بالرضا وأن نرى الحياة جميلة وأقصر من أن نقضيها في منغصات، فهي حلم يراود كل منا .. يشعر بها ويعيشها، هي راحة ضمير وطمأنينة القلب»، أما عن أقرب مؤلفاتها لقلبه فقال: «كل واحد منها له مكانة خاصة في النفس، لكن إلى يومنا هذا لا تزال (عفوا يا آدم) هي الأقرب إلى نفسي، فهي أول ما كتبت، وكنت حينها على سجيتي تماما، هذا بالإضافة إلى (وهج من بين رماد السنين).. وأتمنى أن أرى أحدهما في عمل تلفزيوني أو مسرحي قريبا إن شاء الله».