عبيد وأمين مدني.. في سطور ** السيد عبيد عبدالله مدني ( 1324-1396ه ) : وهو أحد أعيان المدينة ، ومؤرخيها وأدبائها ، ومدير الأوقاف فيها سابقًا ، كان له مجلس أدبي في المدينةالمنورة ، انتقل إلى مكةالمكرمة حين انتقل إليها ، ولما عاد إلى المدينةالمنورة عام 1373ه عاد المجلس وكان موعد انعقاده من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد العشاء من كل يوم ، وكان من رواده مجموعة كبيرة من أدباء وعلماء ومؤرخي المدينةالمنورة ، وأعيانها ورؤساء الدوائر الحكومية فيها ، وكانوا يتناقشون في قضايا التاريخ والأدب والشؤون الاجتماعية المعاصرة ، وظل المجلس قائمًا حتى وفاة صاحبه عام 1396ه . ** السيد أمين عبدالله مدني ( 1329-1404ه ) : وهو أحد أعيان المدينةالمنورة ، ومن كبار مؤرخيها وأدبائها وعلمائها ، وأحد رؤساء بلديتها السابقين ، وكان له مجلس يعقده في منزله الكائن في باب الشامي ويؤمه مجموعة كبيرة من أدباء المدينةالمنورة ومثقفيها وضيوفها والمهتمين بالتاريخ والأدب ، ويناقشون فيه القضايا الأدبية والعلمية والتاريخية ، ومن أشهر رواده : عبد القدوس الأنصاري ، محمد حسين زيدان ، جعفر فقيه ، محمد الحافظ ، عباس قمقمجي ، علي حافظ ، عثمان حافظ ، محمد هاشم رشيد ، محمد العيد الخطراوي ، نايف هاشم الدعيس ، وغيرهم . وظل المجلس قائمًا حتى وفاة صاحبه عام 1404ه . ويقول في موضع آخر عن والدته السيدة صفية البرزنجي: “والدتي هي أول موجه لي في الحياة، فقد طبعت في نفسي حب المجد والشغف بمعالي الأمور والتمسك بالمعنويات الفاضلة بما كانت تحدثني به دائما عن والدي وسيره وسيرته ومركزه وجاهه ومكارم أخلاقه، وكيف التف حوله الناس حتى جعلته في نظري مثلًا يكاد يكون فوق كل مثل، وحتى جعلتني أتمنى أن أحذو حذوه وأتمثل وأقتدي به، كما كانت تحدثني عن أبيها وعلمه وتهافت الطلبة عليه، وكيف كان يقصده العلماء ليهديهم إلى حل المشكلات العلمية، وكيف كان زوار المدينة من أعيان المسلمين وأفاضلهم يؤمون داره، يقتبسون من علمه الغزير وإرشاداته الحكيمة، هكذا كانت نشأتي الأولى متطلعًا إلى هذه المستويات الرفيعة”. ويصف السيد عبيد المدينة أيام سفر برلك حيث كان من الذين مكثوا في المدينة فيقول: “وبقينا في البيت إلى أن خلت المدينة أو كادت من سكانها، وعند ذلك دعانا العمان السيد عبدالجليل والسيد عبدالعزيز إلى الانتقال إلى دارهما في الشونة -البيت الكبير- وبقينا هناك، وكنا جميعا نطلع إلى المغنية نقضي الصيف هناك، إلى أن دخل الأشراف المدينة، وجلا عنها الجيش العثماني، عدنا إلى دارنا التي في السوق، ولاقينا متاعب مالية عنيفة استمرت حتى بعد عودة الوصي علينا من دمشق وهو كما سبق السيد زين العابدين، وأعتقد أن في الإشارة إلى عنف ما كنا نقاسيه من متاعب غني عن تفصيلها، ولا سيما في هذا المكان، وبالرغم من كل ذلك كانت الوالدة حريصة على الاحتفاظ بمظاهرنا الخارجية، وإحاطتها بضروب من الوجاهة وحسن البروز على نقيض الواقع الذي كنا نحياه. كان بيتنا مفتوحًا للزوار ومجالسنا حافلة بكل ما تطلبه مجالس الأثرياء الموسرين، ولا نتأخر عن المآدب (العزائم) عند كل مناسبة ندعو إليها، ولذلك ظن الكثيرون أننا نغترف من معين لا ينضب...”. اوضاع الدراسة ويتحدث عن دراسته النظامية فيقول: “فدخلت المدرسة الفيصلية وكان مديرها السيد حسن طه، ومعاونه الشيخ محمد سالم، وكنت قبل ذلك قد ألممت بمبادئ القراءة والكتابة، كما أخذت دروسًا في الخط على الخطاط القدير شكري أفندي التركي، وكان يجيد أنواعًا شتى من الخطوط، ومنذ ذلك العهد كنت مولعًا بالقراءة في نطاق ما أفهم أو فوق ما أفهم بقليل. وفي تلك الأثناء أيضا قرأت على الشيخ عمر حمدان منظومة كفاية الغلام في الفقه الحنفي مع أن الشيخ عمر حمدان كان مالكي المذهب، ولم تتجاوز المدة التي قرأت فيها عليه أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر. وفي 15 المحرم سنة 1339ه حصلت على شهادة المدرسة الفيصلية، وكانت نتيجة الامتحان طيبة ونلت -الرتبة الممتازة- حسب الشهادة المحفوظة لدي الى الآن مصدقة من وكيل مدير المعارف في المدينةالمنورة الشيخ عبدالقادر توفيق شلبي بتاريخ 20 المحرم 1339ه، ومما أحتفظ به من ذكريات المدرسة الفيصلية بعض ما كان يعطى للطلبة إذا برهنوا عن اجتهادهم وكانوا يسمون تلك الشهادات التقديرية (تحسين) و (امتياز). وممن أذكر من زملائي في تلك المدرسة:السيد كاظم الرفاعي، الشيخ عبدالحق النقشبندي، السيد حسن طه أخو المدير، الشيخ ابراهيم بخاري. ثم فتحت مدرسة باسم المدرسة الراقية ولكن كان عمرها قصيرًا لم تستمر أكثر من أشهر وأظنها شهرين أو ثلاثة. ولما لم يكن في المدينة مدرسة أو معهد غير المسجد النبوي الشريف وغير ما كان بعض العلماء يلقونه من دروس في دورهم أو في دور بعض الطلبة- عكفت على الدراسة في المسجد الشريف”. ثم يستأنف ويقول: “في ليلة الأحد 5 ربيع الآخر 1339ه بدأت بقراءة الأجرومية في النحو ومتن البناء في الصرف على فضيلة الشيخ عبدالحق رفاقة علي العثماني في المسجد الشريف بعد المغرب. وفي يوم الأحد من التاريخ نفسه بدأت بقراءة كتاب نور الايضاح في الفقه الحنفي على الشيخ عبدالحق في داره الواقعة في زقاق الحبس الساعة السابعة نهارًا. وبعد تمام دراسة الأجرومية سافر الشيخ عبدالحق الى مكة المشرفة. في يوم الأحد 28 ربيع الآخر سنة 1339ه بدأنا بقراءة متن الكنز في الفقه الحنفي على فضيلة الشيخ ابراهيم بري. وفي يوم الاربعاء غرة جمادى الأولى بدأنا قراءة متن القطر في النحو على الشيخ ابراهيم بري أيضا وكلا الدرسين...((كلمتين لم استطع قراءتهما))، تلقينا لهما في دار اعمامي في الشونة نهارا وقد تعطل الرسان في فترات متقطعة لأسباب كانت تعرض للشيخ أو لمجموعة من الطلبة الزملاء وأخيرًا ختمنا القطر ((أي كتاب قطر الندى)) في يوم الخميس 10 رجب سنة 1340ه. ثم شاء الله أن ألتقي في تلك الحقبة بفضيلة الشيخ محمد الطيب الأنصاري التونبكتي وعلى يديه استفدت ما أمكنني استفادته من العربية وقد بدأت الدراسة عليه في المسجد الشريف يوم السبت الموافق 19رجب سنة 1340ه بقراءة شذور الذهب في معرفة كلام العرب والذي أذكرهم من زملائي في هذا الدرس: الشيخ عبدالقدوس الأنصاري، الشيخ محمد عباس المدني، السيد جعفر برزنجي، الشيخ عبدالعزيز بري، الشيخ ابو بكر، الشيخ محمد الشنقيطي. وذلك بعد صلاة الظهر. ولما حل رمضان جعلنا الدرس بعد طلوع الشمس في المسجد الشريف كذلك. وفي يوم الجمعة غرة رمضان سنة 1340ه بدأنا قراءة شرح العقائد النسفية بعد العصر في المسجد الشريف على فضيلة الشيخ ابراهيم بري وقد تم في يوم الجمعة 29 رمضان سنة 1340ه”. المجالس الخاصة ويتحدث السيد عبيد عن المجالس الخاصة مع شيخه محمد الطيب الانصاري فيقول: “وقد كنا أنا والشيخ عمر بري والشيخ عبدالقدوس الانصاري والشيخ إسماعيل حفظي والشيخ محمد عبدالله المدني، والشيخ محمد الطيب الانصاري نجتمع برئاسة فضيلة الشيخ محمد الطيب الانصاري في كل ليلة ثلاثاء وليلة جمعة في دارنا التي بالسوق، أو في دار الشيخ عمر بري في الساحة أو في دار الشيخ اسماعيل حفظي في زقاق سيدي عبدالقادر في الساحة بعد صلاة العشاء الى ساعة متأخرة من الليل، يقرأ أحدنا في كتاب الحماسة اختيار أبي تمام، او في المعلقات ونتبادل النقاش والبحث في كل بيت في لغته وفي اسلوبه وفي معناه وفي إعرابه، وما قد تكون فيه من نكات عربية، ثم يتولى فضيلة الاستاذ القول بما يشفي الغليل، وربما وجه بعض الاسئلة الى بعضنا فإذا أجاب سأل الآخرين او خص منهم من أراد هل كان الجواب صحيحًا أم لا؟ وهكذا كنا نقضي فترة من الوقت حافلة بالمتعة وجزيل الفائدة”. الشيخ محمد العمري ويتحدث السيد عن شيخه محمد العمري فيقول: “ولما تقدمت به السن قليلا صرت أجلس إليه في الحرم النبوي الشريف، وكان يعطف علي ويحدثني عن والدي ويتمنى لي الاقتداء به وكنت ألتقي به أحيانا في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمة، فإذا فرغ من القراءة رأيته منهمكًا في القراءة اكتفيت بالسلام عليه، وانتحيت جانبًا لأقرأ فيما جئت لقراءته، فإذا فرغ من القراءة ذهبت إليه أو كان يدعوني للدنو منه، ويسألني عما كنت أقرأ؟ وماذا فهمت؟ فأخبره فيزيدني ويصحح لي ما اخطأت فهمه، ويرشدني إلى ما ينبغي علي مراجعته من الكتب النادرة التي تزخر بها المكتبة، وأذكر أن أول كتاب دلني عليه كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري... ثم رجوته أن يتفضل بزيارتي فأجابني وكان يزورني بعد الظهر، ويجلس عندي إلى أذان العصر فينصرف الى أداء الصلاة في المسجد الشريف وكانت جلسات ممتعة أخرج منها بكثير من الفوائد وكان يملي الي الشعر الحديث ويقرأ ما يجد عندي منه أو يأمرني بقراءته ويعلق عليه”. ويقول أيضا: “استعرضت حياتي من فجرها وأمعنت البحث عن أخطائي الماضية، وللإنسان في حياته أخطاء شتى العميق منها والسطحي، فتجلى إلي أنني عملت امورًا كان من المصلحة لو لم اعملها، ولم أعمل أشياء كان الأفضل عملها، ولكن الأخطاء البارزة في حياتي والتي يطالعني الأسف عليها كلما جددت ذكراها المناسبات وهي تتلخص فيما يأتي: 1- تسرعي في ترك طلب العلم والدرس فبل استكمال ما كان يتحتم علي استكماله، ولو واصلت الدرس عامًا واحدًا لكان أفضل. 2- عدم اهتمامي بتعلم اللغة الأجنبية- ولو لغة واحدة منها على الأقل- ولو تم لي ذلك لساعدني كثيرا على ما أزاوله من بحوث ومراجعات”. ويقول عند الحديث عن علاقته مع الشيخ عمر بري: “ثم رأيت أن أبدأ بعرض شيء مما أنظمه على الشيخ عمر بري وكان شاعرًا قديمًا وأعلمنا بنقد الشعر ومعرفة أصوله ونفذت الفكرة فعلا فأطنب في تقريظ بعض أبيات القطعة وهزأ كثيرًا بالبعض الآخر، وكان معروفًا بصراحته، وعدم مجاملته في هذا الصدد فاعتبرت ثناءه على بعض المقطوعة بارقة طيبة فصرت أنتهز الفرص للانفراد به لأعرض عليه بعض المقطوعات لأنه شديد السخرية لاذع النقد لما لا يعجبه؛ فلذلك كنت حريصًا على عدم وجود من يسمع ويرى ولكنه شجعني أخيرا وتلطف علي جزاه الله خيرًا”. ويرسم الاستاذ نزار بن عبيد مدني ببساطة وبعيدا عن تعقيدات الدبلوماسية وتحفظاتها تفاصيل دقيقة في كتابة ذكريات دبلوماسي من طيبة عن معيشتهم وكيف كانت وعلاقته بعمه أمين مدني وابنائه حيث يقول: “يحتل البيت الذي ولدت فيه مكانة مرموقة وأثيرة ليس في حياتي فحسب وإنما في حياة الأسرة برمتها فلقد شهد ذلك البيت مولد جميع إخوتي ومولد أبي وجدي لأبي وما زلت احمل في ذاكرتي صورًا ناطقة معبرة له أكاد أرى فيها بوضوح تام كل درجة من سلالمه وكل غرفة وكل قاعة كان الاسم المتعارف عليه في الأسرة لهذا البيت بيت السوق وكان يعد في ذلك الزمن من البيوت الكبيرة الفاخرة ولم يكن يضاهيه سوى بيوت عدد محدود من أعيان المدينة ووجهائها كانت تقطن في بيت السوق عائلتان تتكونان من أب وزوجته وأبنائه وعمي أمين مدني رحمه الله وزوجته وابنائه وقد نشأت وتربيت في ذلك البيت مع أبناء عمي إياد وأيمن باعتبار تقارب السن بيننا نحن الثلاثة كنا نستذكر دروسنا سوية ونلعب ونلهو وأحيانا نتشاكس ونتعارك، كانت مطالب الحياة محدودة ومعيشتنا بسيطة وملابسنا جميعًا نظيفة ومأكلنا معتدلًا، لم نر فيمن حولنا عيشة خيرًا وأفضل من معيشتنا. كان البرنامج اليومي محددًا ويكاد يكون روتينيًا وكان الاهتمام بالدراسة واستذكار الدروس وإعداد الواجبات المدرسية والحث على القراءة الحرة والاطلاع من الأساسيات التي لاتهاون فيها ولا تخاذل بل شدة وحزم اذا اقتضى الأمر او استدعت الحاجة وكان أخي غازي هو المشرف على هذا الجانب كان يدعونا اذا حان وقت الاستذكار ليحدد لنا وقتًا معينًا لإنهاء الفروض والواجبات فإذا أتينا اليه بعد حين لإخباره أننا فرغنا من ذلك طلب منا العودة والاستمرار في الاستذكار والمراجعة لأن الوقت المخصص لم ينقض بعد ويستمر الحال على هذا المنوال مهما تأففنا او تبرمنا الي ان يأتي الفرج ويسمح لنا بالانصراف لممارسة ما نريد ممارسته قبل الخلود الى النوم. اما بالنسبة للفسحة واللهو اليومي والذي كان يخصص لها عادة مدة ما بعد صلاة العصر وحتى اذان المغرب فقد كان المكان المحبب إلينا اوالمتاح لنا هو ان نطلع السطوح للاستماع الي الاذان بأصوات كانت تأسر نفوس الناس في المدينة وتسمو بأرواحهم وتفتح للخشوع في القلوب الابواب والنوافذ وكنا نستطيع من “الطيرمة” ان نشاهد بوضوح تام وعن قرب منطقة القبة الخضراء والمنائر الثلاث المحيطة بها. ويتواصل حديث الاستاذ نزار بن عبيد مدني عن ذكريات عائلته فيقول: اما الاستثناء من قاعدة الطلوع للسطوح فقد كان يتثمل في المناسبات التي كان يقرر عمي فيها ان يصحبنا للطوع الي “البلاد” ولفض البلاد في قاموس اهل المدينة آنذاك يعني البستان او بلفظ ادق المزرعة، كان هذا الاستثناء يمثل لنا فرحة بهجة لا توصفان فهو يتيح لنا اولًا الخروج من البيت وهذا في حد ذاته يمثل لنا فسحة كما انه يمثل لنا مجالًا ارحب لممارسة ما نرغب من العاب ربما كان من بينها “النبيلة” من النبل فنصطاد بها العصافير التي كانت تحط فوق اغصان الاشجار وكذلك ركوب البسكليت؛ حيث انه كان محرمًا علينا امتطاء صهوة الدراجة في شوارع المدينة وازقتها باعتبار ذلك عملًا لايليق بأبناء اسر الاعيان والوجهاء بالاضافة الي تناول الخضروات والفواكه الطازجة مثل الخيار والقثاء والعنب وما قد نلتقطه من نبق تحت السدرة الكبيرة التي كانت تحتل قلب المزرعة والتي ربما كانت هي السبب وراء تسمية البلاد او المزرعة ب “أم شجرة” وكان مما لا يمكن ان أنساه كلما نطلع لأم شجرة وبخاصة عندما كنا نقضي فيها أيامًا او أسابيع في فصل الصيف هو صوت ماكينة ضخ المياه من البئر الموجودة في المزرعة 'طبيعة الوضع في الاسرة ويتطرق الدبلوماسي المدني الي جانب آخر من ذكرياته فيقول: كان بيتنا يموج بالحركة والنشاط في معظم أيام الاسبوع فمن زائرين رجال وهؤلاء كان يخصص لاستقبالهم الدور الثاني من البيت والذي يضم غرفتين رحبتين هما بمثابة الصوالين في بيوت هذه الأيام ويطلق عليها اسم المجلس الكبير والمجلس الصغير ومن نسوة زائرات لاستقبالهن مجلس في الدور الثالث، ويضيف: كان بيتنا يقع في قلب سوق القماشة وكان يسميه البعض جوة المدينة او سويقة حيث يعد قلب المدينة النابض عندما تدخل لذلك السوق الذي لايتجاوز عرضه 3 او 4 أمتار فإنك تشعر بالنسمات الندية المنبعثة من أرضه المبلطة بالحجارة وتحس بالعبق التاريخي للسوق والذي يقال ان تاريخه الي عصور الاسلام الاولى.. طول السوق كان محدودًا للغاية فإذا ما خرجت من المدخل الرئيسي لبيتنا الواقع في قلب السوق وانعطفت يمينًا فإنك سوف تسير مسافة حوالي كيلو متر لكي تصل الى باب السلام وهو النهاية الشرقية للسوق وأحد الابواب الرئيسية للمسجد النبوي الشريف اما اذا انعطفت يسارًا فإنك سوف تسير مسافة كيلو متر آخر او اكثر بامتار قليلة لكي تصل الي باب المصري وهو النهاية الغربية للسوق، فور تخطيك عتبة باب المصري تنتقل الي سوق الحبابة وقد سمي بهذا الاسم لوجود الحوانيت المتخصصة في بيع الحبوب على جانبيه وان كان ايضًا يضم بعض حوانيت “العطارة” وحيث انني كنت كثيرًا ما أعبر “سوق الحبابة” في طريقي الى مبنى البلدية الذي يقع في نهايته لنستقل السيارة من هناك في معية عمي (وكان رئيسًا للبلدية في تلك الايام) كلما اردنا الطلوع للبلاد. تزامن انتهائي من مرحلة الدراسة الابتدائية وبداية دخولي الى مرحلة الكفاءة ومن ثم التوجيهية او الثانوية العامة واللتين اكملتهما في مدرسة طيبة الثانوية مع تطور آخر احدث نقلة نوعية في حياتي وهو انتقال سكنانا من بيت السوق الى فيلا جديدة في منطقة سلطانة خارج المدينة انتقل عمي مع اسرته الى مسكن جديد بناه في منطقة “باب الشامي” وانتقل ابي مع اسرته الي مسكنه الجديد في منطقة سلطانة ومع ان الفيلا وهو الاسم الذي أصبح متعارفا عليه بيننا لهذا المسكن الجديد كانت تبعد عن المسجد النبوي الشريف حوالي 5 كم تقريبًا وتقع في منطقة كانت في تلك الايام نائية وخالية من المساكن وايضًا مختلفة في تصميمها اختلافًا جذريًا عن تصميم بيت السوق الا اننا بالرغم من ذلك سرعان ما ألفنا وتعودنا على هذه الحياة الجديدة وبخاصة قد واكب ذلك الانتقال الاخذ ببعض وسائل المدنية الحديثة كإدخال الكهرباء عن طريق ماكينة او موتور خاص واقتناء ثلاجة كانت تعمل بالغاز وأثاث جديد وتلفون وما إلى ذلك.. تضافرت ظروف وعوامل عدة في تلك المرحلة لتضفي على حياتي جوًا جديدًا مغايرًا الى حد ما للأجواء التي الفتها في “بيت السوق” حيث لم يعد البيت يضم تلاميذ أوطلبة يمرحون ويلعبون ويستذكرون سوية ويكونون تكتلًا متميزًا في داخل التشكيلة الأسرية القائمة، فبعد انتقال ابني عمي " إياد وأيمن” الى مسكن منفصل وبعد سفر أخي غازي إلى القاهرة لتلقي التعليم الجامعي هناك اصبحت التلميذ الوحيد الموجود في البيت كان هذا يتطلب من جهة تحملًا للمسؤولية بشكل غير مسبوق وكان لابد ان يقتضي من جهة اخرى نضوجًا في الشخصية يتسق مع المرحلة العمرية الجديدة. -------------------------- امين مدني أول رئيس تحرير لصحيفة ساهم في صدور مجلة المنهل من مظاهر الحياة الثقافية التي تدفقت بقوة وتميز في المدينةالمنورة في عهد الملك عبدالعزيز الصحافة، حيث لم تكن شروط العمل الصحفي ولا أدواته قد توافرتا، ولا الوفرة المالية التي تدفع إلى المغامرة بمشروعات غير مأمونة، فبعد عشر سنوات من دخول المدينةالمنورة في المنظومة السعودية بلغ الحراك الثقافي لدى بعض المثقفين أن تطلعوا إلى إصدار صحيفة ومجلة توازي ما يصدر في العواصم العربية الكبيرة، وخاصة القاهرة، التي كانت صحفها ومجلاتها تصل بأعداد محدودة وبعد مدة من صدورها، إلى أفراد يتداولونها، ويناقشون في مجالسهم ما يكتب فيها، ولربما تحمّس بعضهم فأرسل مقالة أو قصيدة أو تعليقاً فنشر فيها،فازدادت حماستهم لهذه الصحافة، وأخذوا يفكرون جدياً بإصدار دورية مشابهة لإحدى الدوريات التي أعجبوا بها، دون أن تكون لديهم خبرة النشر وتكاليفه، وكل ما يملكونه طموح (هاوٍ يصدر لإشباع هوايته ولا يتطلع إلى الربح المادي). وبقدر ما كانت ولادة هذه الصحافة مغامرة فردية وريادة جريئة كانت أيضاً نتاج تطلع جماعي ودعم قوي ومشاركة ثقافية ومادية من المثقفين، في سنة واحدة، ومن بين أسنان مطبعة واحدة، وبفارق زمني لا يتجاوز الشهرين ولدت مجلة المنهل وجريدة المدينةالمنورة لتكونا معلمين ثقافيين كبيرين، تتميز بهما المدينةالمنورة عن سائر مدن المملكة. وقصة ولادة كل منهما هي قصة موجة ثقافية بلغت عرامها وخرجت من خلال رائدها وَمَنْ وراءه. أما المنهل، وهي التي سبقت في الصدور، فصاحبها الأديب الشاب آنئذ عبدالقدوس الأنصاري الذي كان في الثلاثين من عمره، وكانت مشاركاته في المجالس الثقافية بالمدينةالمنورة كبيرة، وكان قد خاض مغامرة النشر، وأصدر حتى ذلك الحين رواية (التوأمان) سنة 1349ه وكتاب (إصلاحات في لغة الكتابة والأدب) سنة 1352ه وكتاب (آثار المدينةالمنورة سنة 1353ه) كانت فكرة إصدار المجلة تراوده وهو على مقاعد الدراسة، وقد ناقشها مع صديقه عبيد مدني ثم مع عدد من شيوخه وأصدقائه وتقدم بطلب رسمي لإصدار المجلة، فصدرت له الموافقة عام 1355ه بكفالة 500جنيه دفعها السيد أحمد ياسين الخياري. كان عمل الأنصاري مغامرة جريئة تحمَّل أعباءها في الإعداد والتمويل والتوزيع ثم متابعة الإصدار، وكانت مشاركات زملائه المثقفين في الكتابة للمجلة والإسهام في تحريرها وتوزيعها وخاصة محمد حسين زيدان وعلى حافظ وعبدالحميد عنبر وعبيد مدني، وطبع العدد الأول في (مطبعة طيبة الفيحاء) الصغيرة والوحيدة بالمدينةالمنورة، التي يملكها الاخوان عثمان وعلي حافظ، ويروي عثمان حافظ في ذكرياته أنه اتفق مع الأنصاري على طباعة ثلاثمائة نسخة من كل عدد، بمعدل عشرة أعداد في السنة وبتكلفة إجمالية قدرها 600 جنيه سنوياً فقط بمقدار خمسين جنيهاً كل شهر وصدر العدد الأول في ذي القعدة وأما جريدة المدينة فقد بلغت تطلعات الشباب المثقفين في إصدارها درجة جعلتهم يجتمعون لدراسة السبل العملية لإصدارها، ويروي عثمان حافظ أن اجتماعاً تاريخياً عقد للبحث في موضوع الجريدة، وكان هذا الاجتماع بدار الأستاذ عزيز ضياء بالسيح، وكنت محور الرحى في هذا الاجتماع، إذ كنت مكلفاً بتقديم بيان ما تحتاجه مطبعة طيبة الفيحاء من لوازم طباعية لإصدار جريدة عليها، ويبدو أن الذين شجعوا عبدالقدوس الأنصاري على إصدار المنهل شاركوا في فكرة إصدار جريدة المدينة، وربما كانوا مخططوها الأوائل، فقد كان ممن حضر ذلك الاجتماع التاريخي (ضياء الدين رجب، والسيد ماجد عشقي وعبدالحق النقشبندي، ومحمد حسين زيدان، وعبدالحميد عنبر، ومحمد أحمد كردي، وصلاح الدين عبدالجواد، وفهمي الحشاني، وياسين طه، وعلي حافظ...). وطبيعي أن تجد الرغبة الجماعية لشريحة المثقفين بالمدينة منفذها في الأخوين عثمان حافظ وعلي حافظ لأنهما الوحيدان اللذان يملكان وسيلة إصدارها (مطبعة طيبة الفيحاء)، يقول عثمان حافظ وكنت أشعر أننا نتحمل أكبر قسط من المسؤولية الأدبية عن تأخر إصدار الجريدة بالمدينة لأننا نزاول مهنة الطباعة التي هي الدعامة الأولى لإصدار الجريدة بالمدينة. وقد اجتهد عثمان حافظ في تقدير تكلفة إصدار الجريدة وقدمها لزملائه وكانت تبلغ مئة وعشرة جنيهات، وهو مبلغ أعجز المجموعة المتحمسة رغم أنه أقل من التكلفة الحقيقية بكثير، ولكن هذا العجز تحول إلى تصميم عند عثمان حافظ وأخيه علي، فواصلا جهودهما لإصدار الجريدة، وحصلا على الترخيص اللازم واشتريا مطبعة أكبر من مصر وحصلا على إعفاء جمركي، وشكلا أسرة تحرير يرأسها السيد أمين مدني ويشارك فيها ضياء الدين رجب ومحمد حسين زيدان وعلي حافظ، ونجحا في إصدار العدد الأول من الجريدة في السادس والعشرين من محرم 1356ه. ولقيت الجريدة ترحيباً حاراً من المثقفين ورجال الأعمال حتى إن أحدهم دفع عشرة أضعاف قيمة الاشتراك تشجيعاً ودعماً للجريدة، وأسهم آخر بقرض قدره تسعون جنيهاً ذهبياً . كانت الجريدة على حداثتها وضعف مواردها معرضاً للحراك الثقافي أو لجانب منه على الأقل في المدينةالمنورة، فقد كانت تنشر إضافة إلى الأخبار القليلة والمتأخرة عن وقت حدوثها بحسب بعد مكانها وزمن وصولها، المقالات الاجتماعية والفكرية والأدبية والقصائد الشعرية، وكانت معرضاً لخلافات وخصومات حول قضايا يثيرها بعض المحررين من وقت لآخر. واستمر صدور الجريدة رغم العقبات المادية وقلة التجهيزات ونفاد الحبر والورق أحياناً، وحظيت بمساعدة حكومية واشتراكات تشجيعية، أعانتها على تجاوز الكثير من العقبات، ومرت بظروف اضطرت للتوقف وخاصة ظروف الحرب العالمية الثانية حيث توقفت ست سنوات، ولكنها كانت تستعيد نشاطها فور تجاوزها للعقبة التي أوقفتها، وقد تطورت الكتابات فيها واستقطبت إبداعات ثقافية من المدينة وخارج المدينة وظلت تصدر أسبوعياً وفي بعض الحالات صدرت مرتين في الأسبوع. --------------------------
امين مدني أول رئيس تحرير لصحيفة ساهم في صدور مجلة المنهل من مظاهر الحياة الثقافية التي تدفقت بقوة وتميز في المدينةالمنورة في عهد الملك عبدالعزيز الصحافة، حيث لم تكن شروط العمل الصحفي ولا أدواته قد توافرتا، ولا الوفرة المالية التي تدفع إلى المغامرة بمشروعات غير مأمونة، فبعد عشر سنوات من دخول المدينةالمنورة في المنظومة السعودية بلغ الحراك الثقافي لدى بعض المثقفين أن تطلعوا إلى إصدار صحيفة ومجلة توازي ما يصدر في العواصم العربية الكبيرة، وخاصة القاهرة، التي كانت صحفها ومجلاتها تصل بأعداد محدودة وبعد مدة من صدورها، إلى أفراد يتداولونها، ويناقشون في مجالسهم ما يكتب فيها، ولربما تحمّس بعضهم فأرسل مقالة أو قصيدة أو تعليقاً فنشر فيها،فازدادت حماستهم لهذه الصحافة، وأخذوا يفكرون جدياً بإصدار دورية مشابهة لإحدى الدوريات التي أعجبوا بها، دون أن تكون لديهم خبرة النشر وتكاليفه، وكل ما يملكونه طموح (هاوٍ يصدر لإشباع هوايته ولا يتطلع إلى الربح المادي). وبقدر ما كانت ولادة هذه الصحافة مغامرة فردية وريادة جريئة كانت أيضاً نتاج تطلع جماعي ودعم قوي ومشاركة ثقافية ومادية من المثقفين، في سنة واحدة، ومن بين أسنان مطبعة واحدة، وبفارق زمني لا يتجاوز الشهرين ولدت مجلة المنهل وجريدة المدينةالمنورة لتكونا معلمين ثقافيين كبيرين، تتميز بهما المدينةالمنورة عن سائر مدن المملكة. وقصة ولادة كل منهما هي قصة موجة ثقافية بلغت عرامها وخرجت من خلال رائدها وَمَنْ وراءه. أما المنهل، وهي التي سبقت في الصدور، فصاحبها الأديب الشاب آنئذ عبدالقدوس الأنصاري الذي كان في الثلاثين من عمره، وكانت مشاركاته في المجالس الثقافية بالمدينةالمنورة كبيرة، وكان قد خاض مغامرة النشر، وأصدر حتى ذلك الحين رواية (التوأمان) سنة 1349ه وكتاب (إصلاحات في لغة الكتابة والأدب) سنة 1352ه وكتاب (آثار المدينةالمنورة سنة 1353ه) كانت فكرة إصدار المجلة تراوده وهو على مقاعد الدراسة، وقد ناقشها مع صديقه عبيد مدني ثم مع عدد من شيوخه وأصدقائه وتقدم بطلب رسمي لإصدار المجلة، فصدرت له الموافقة عام 1355ه بكفالة 500جنيه دفعها السيد أحمد ياسين الخياري. كان عمل الأنصاري مغامرة جريئة تحمَّل أعباءها في الإعداد والتمويل والتوزيع ثم متابعة الإصدار، وكانت مشاركات زملائه المثقفين في الكتابة للمجلة والإسهام في تحريرها وتوزيعها وخاصة محمد حسين زيدان وعلى حافظ وعبدالحميد عنبر وعبيد مدني، وطبع العدد الأول في (مطبعة طيبة الفيحاء) الصغيرة والوحيدة بالمدينةالمنورة، التي يملكها الاخوان عثمان وعلي حافظ، ويروي عثمان حافظ في ذكرياته أنه اتفق مع الأنصاري على طباعة ثلاثمائة نسخة من كل عدد، بمعدل عشرة أعداد في السنة وبتكلفة إجمالية قدرها 600 جنيه سنوياً فقط بمقدار خمسين جنيهاً كل شهر وصدر العدد الأول في ذي القعدة وأما جريدة المدينة فقد بلغت تطلعات الشباب المثقفين في إصدارها درجة جعلتهم يجتمعون لدراسة السبل العملية لإصدارها، ويروي عثمان حافظ أن اجتماعاً تاريخياً عقد للبحث في موضوع الجريدة، وكان هذا الاجتماع بدار الأستاذ عزيز ضياء بالسيح، وكنت محور الرحى في هذا الاجتماع، إذ كنت مكلفاً بتقديم بيان ما تحتاجه مطبعة طيبة الفيحاء من لوازم طباعية لإصدار جريدة عليها، ويبدو أن الذين شجعوا عبدالقدوس الأنصاري على إصدار المنهل شاركوا في فكرة إصدار جريدة المدينة، وربما كانوا مخططوها الأوائل، فقد كان ممن حضر ذلك الاجتماع التاريخي (ضياء الدين رجب، والسيد ماجد عشقي وعبدالحق النقشبندي، ومحمد حسين زيدان، وعبدالحميد عنبر، ومحمد أحمد كردي، وصلاح الدين عبدالجواد، وفهمي الحشاني، وياسين طه، وعلي حافظ...). وطبيعي أن تجد الرغبة الجماعية لشريحة المثقفين بالمدينة منفذها في الأخوين عثمان حافظ وعلي حافظ لأنهما الوحيدان اللذان يملكان وسيلة إصدارها (مطبعة طيبة الفيحاء)، يقول عثمان حافظ وكنت أشعر أننا نتحمل أكبر قسط من المسؤولية الأدبية عن تأخر إصدار الجريدة بالمدينة لأننا نزاول مهنة الطباعة التي هي الدعامة الأولى لإصدار الجريدة بالمدينة. وقد اجتهد عثمان حافظ في تقدير تكلفة إصدار الجريدة وقدمها لزملائه وكانت تبلغ مئة وعشرة جنيهات، وهو مبلغ أعجز المجموعة المتحمسة رغم أنه أقل من التكلفة الحقيقية بكثير، ولكن هذا العجز تحول إلى تصميم عند عثمان حافظ وأخيه علي، فواصلا جهودهما لإصدار الجريدة، وحصلا على الترخيص اللازم واشتريا مطبعة أكبر من مصر وحصلا على إعفاء جمركي، وشكلا أسرة تحرير يرأسها السيد أمين مدني ويشارك فيها ضياء الدين رجب ومحمد حسين زيدان وعلي حافظ، ونجحا في إصدار العدد الأول من الجريدة في السادس والعشرين من محرم 1356ه. ولقيت الجريدة ترحيباً حاراً من المثقفين ورجال الأعمال حتى إن أحدهم دفع عشرة أضعاف قيمة الاشتراك تشجيعاً ودعماً للجريدة، وأسهم آخر بقرض قدره تسعون جنيهاً ذهبياً . كانت الجريدة على حداثتها وضعف مواردها معرضاً للحراك الثقافي أو لجانب منه على الأقل في المدينةالمنورة، فقد كانت تنشر إضافة إلى الأخبار القليلة والمتأخرة عن وقت حدوثها بحسب بعد مكانها وزمن وصولها، المقالات الاجتماعية والفكرية والأدبية والقصائد الشعرية، وكانت معرضاً لخلافات وخصومات حول قضايا يثيرها بعض المحررين من وقت لآخر. واستمر صدور الجريدة رغم العقبات المادية وقلة التجهيزات ونفاد الحبر والورق أحياناً، وحظيت بمساعدة حكومية واشتراكات تشجيعية، أعانتها على تجاوز الكثير من العقبات، ومرت بظروف اضطرت للتوقف وخاصة ظروف الحرب العالمية الثانية حيث توقفت ست سنوات، ولكنها كانت تستعيد نشاطها فور تجاوزها للعقبة التي أوقفتها، وقد تطورت الكتابات فيها واستقطبت إبداعات ثقافية من المدينة وخارج المدينة وظلت تصدر أسبوعياً وفي بعض الحالات صدرت مرتين في الأسبوع.