رغم الزحام المحيط بهم واختلاطهم بمئات المسافرين وضجيج الرحلات المغادرة والقادمة من وإلى مطار الملك عبدالله الإقليمي في جازان، إلا أن المعاناة تجدها مرسومة على محيا العشرات من موظفي الخطوط السعودية في جازان، نتيجة بعدهم عن أسرهم وتخلفهم عن أداء صلاة العيد مع جموع المصلين. ورغم هذا تجدهم حريصون على أداء عملهم من وراء «كاونتر» الحجوزات وعند بوابات «التدقيق» والمغادرة ومتابعة الركاب أثناء صعودهم الطائرة أو في تنسيق الحجوزات وإركاب المتعلقات الخاصة، هذه العوامل جميعها تكون في نظرهم بمثابة التعويض الذي ينسيهم مشاركة الأسرة فرحة العيد وحرمانهم من تناول إفطار العيد الجماعي مع أسرهم وذويهم وأقاربهم، على حد قولهم. وفي خضم زحمة العمل يلجأ موظفو مطار الملك عبدالله الإقليمي في جازان، إلى إفطار جماعي يضم عشرة أو أقل قليلا من الزملاء، يعوضون من خلاله ولو جزء بسيط من الاحتفالية خارج أسوار المطار، عبر إحضار بعض الأطباق المعروفة في مثل هذه المناسبات والإفطار جماعة في جو يسوده روح التعاون والمحبة. وقال المشرف في الخطوط السعودية في مطار الملك عبدالله الإقليمي في جازان علي حربي، أن العمل يتم على فترتين صباحية ومسائية، وتشمل كل فترة عشرة موظفين، بالإضافة إلى المشرف. وأضاف: تبدأ الفترة الصباحية من الخامسة والنصف وتمتد إلى ما بعد الثالثة عصرا تعقبها الفترة المسائية، وقال: يعيش موظفو الخطوط السعودية معاناة البعد عن أسرهم وأطفالهم أثناء العيد، فهم يشاهدون جموع المصلين بكامل زينتهم وهم يتوجهون إلى أماكن الصلاة، فيما يجدون أنفسهم يتجهون إلى المطار لأداء عملهم. وزاد: لمحت ذهاب مئات المصلين صوب مصلى العيد بنظرة مكسورة وحزن عميق، حيث انساب الدمع من عيوني في أول يوم دوام لي في العيد، بعد أن شاهدت المصلين يسيرون في الشوارع بملابس العيد ووجهتهم مصلى العيد لأداء الصلاة والاحتفاء مع الأهل والأقارب والأصدقاء. وتابع: عند دخولي لمقر عملي نتبادل التهاني فيما بيننا وفي البداية ثم نوزع العمل والرحلات الصباحية، ويضيف: نوزع على ركاب الرحلات الصباحية حلاوة العيد، ونتابع سير عملنا عقبها نجتمع سويا على مائدة إفطار جماعي نحضرها من منازلنا. وقال موظف الحجز في الخطوط السعودية أحمد بريك: أن سير العمل في الفترة المسائية تبدأ من بعد صلاة العصر، حيث يكون وطأة العمل أخف ضغطا في الغالب، فيما تحدث موظف الخطوط أحمد أبو طالب عن زيارته للأهل والأقارب بعد انتهاء فترة دوامه في الفترة المسائية، في حين بين كمال الدين حكمي عن مدى فرحته بخدمة المسافرين في أيام العيد حيث تلمح في وجوههم البهجة وتجدهم يبادلونك التهاني والتبريكات بالعيد. وأوضح كل من رامي مكرد وعبدالله هاشم برهان، أن العيد مناسبة وفرحة كبيرة والخطوط السعودية تكافئ موظفيها العاملين في العيد باحتساب أوقات العمل الإضافي، وقال: أخصص يوما في الخمس الأولى من أيام العيد للتنزه وقضاء وقت استجمام والذهاب لمدينة الألعاب مع الأسرة وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء. وأضاف: المرابطة في العيد لم تؤثر في أداء عملنا رغم حرماننا من مشاركة الأهل والأقارب فرحة دخول العيد، وقال: لا نشعر بالملل فالمتعة حاضرة حين تشاهد مسافر يتلهف للوصول إلى «كاونتر» موظف الحجز لإنهاء إجراءات سفره وحصوله على صعود الطائرة، خاصة أن المطار يشهد ضغطا كبيرا مع قرب انتهاء إجازة العيد حيث يكتظ المطار بالمسافرين خاصة الموظفين والطلاب الدارسين خارج المنطقة والأسر التي تقصد مدينة جازان لقضاء إجازة العيد.