صدرت الأزمة السورية إلى دول الجوار هموم اللاجئين الفارين من شراسة نظام الأسد على المدنيين، وحظيت الأردن بحصة الأسد من هذه الأزمة، إذ تدفق السوريون بكثافة إلى هذا البلد ذي الإمكانيات الاقتصادية المتواضعة. وفي هذا الإطار أكد عضو المجلس الوطني السوري عبدالسلام بيطار، حيث يقيم في الأردن في تصريح ل «عكاظ» أن عمان لم تتوان عن تقديم العون للاجئين السوريين من ناحية تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، موضحا أن عمان استوعبت أعدادا كبيرة منهم، رغم أنهم شكلوا عامل ضغط كبير على إمكانياته البسيطة، منوها بموقف الشعب الأردني المتعاطف مع الشعب السوري. وقال إن الكم الهائل من اللاجئين السوريين في الأردن، يتطلب تظافر الجهود العربية والدولية لدعم هذه الدولة الصغيرة وذات الإمكانيات الاقتصادية المتواضعة، وتمكينها من استمرار مساعدة الشعب السوري، داعيا في الوقت ذاته الحكومة الأردنية إلى التنسيق مع المجلس الوطني السوري لتلبية احتياجات اللاجئين، مشيرا إلى أن المجلس الوطني يملك إمكانيات جيدة فيما يتعلق بالعمل الإغاثي. وأضاف أن المجلس الوطني السوري، باتت لديه الخبرة في العمل الإنساني على مدار أكثر من عام، مبينا أهمية التنسيق المشترك بين المجلس والحكومة الأردنية لتغطية كل مايحتاجه اللاجئون، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الجمعيات الأهلية الخيرية الأردنية التي تقدم المساعدات، إلا أن غياب التنسيق مع الحكومة الأردنية، يقلل من جدوى الدعم. وأوضح بيطار أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ حوالى 170 ألف لاجئ، في عمان والرمثا وإربد، وأن هناك أربعة مخيمات تستوعب الفارين من سورية، لا فتا إلى الظروف السيئة التي يعيشها مخيم تل الزعتري، بسبب طبيعة المنطقة الصحراوية وعوامل الطقس. هذا وانخفض عدد اللاجئين السوريين العابرين للحدود الأردنية في اليومين الماضيين، مقارنة بأعدادهم في الأسابيع الأخيرة، حيث عبر الخميس 506 لاجئين، جراء القصف العنيف الذي تتعرض له المدن الحدودية السورية والمستمر منذ أيام، وفقا لمفوضية الأممالمتحدة للاجئين. وأفاد ممثل المفوضية لدى الأردن أندرو هاربر أن أغلبية النازحين في اليومين الأخيرين قدموا من محافظة درعا والمناطق المحيطة بها، مثل الحراك والكرك. وتم إيصال الكهرباء إلى حوالى 50 في المئة من منطقة المخيم أول من أمس، وفقا للمسؤول الأممي. بدوره، أشاد السفير البريطاني لدى الأردن بيتر ميليت بكل من خدمات القوات المسلحة الأردنية، ومفوضية الأممالمتحدة للاجئين والمنظمات الخيرية، واصفا ما يقدمونه للاجئين ب «العمل العظيم».