في ملامحه سطرت التجاعيد حكايات وقصصا، تقرأ بعضها بوضوح، جموح نحو الكفاح لإيجاد «لقمة العيش» الكريمة، العم علي الشهري. تجده يفترش الأرض بائعا للخيزران والسواك والعصي، في المنطقة التاريخية بجدة، منذ 30 عاما، اختار العم علي تلك المهنة، بعد ترك العمل لدى والده في مزرعته جنوب المملكة، وانتقل إلى جدة بحثا عن الحضارة. وقال «كنت أساعد والدي في المزرعة قديما، وبعدها قررت الرحيل الى مكة، وجدة نضرا لتوفر أعمال أقل مشقة من الزراعة، وأكثر ربحا، وما إن وصلت إلى مكة عملت مع أحد التجار في بيع السواك والعصي، وبعد أن اتقنت المهنة، اتجهت الى جدة ومنذ ذلك الحين وانا ابيع هذه المنتجات» مشيرا إلى أنه أضاف بعض البضائع إلى السواك، والخيزران والعصي . وبين الشهري، أن أفضل السواك، يأتي من الساحل الجنوبي للمملكة العربية السعودية اما الخيزران والعصي او كما يدعونها أهالي مكة (العكاز) فهي غالبا تأتي من مصر، مبينا أن الزبائن الذين يستهوون شراء العصي والخيزران مختلفون فهناك كبار السن تساعدهم العصي على المشي، وهناك الشباب الذين يستخدمونها أثناء أدائهم لفلكلور شعبي، وهناك شباب يضمرون الشر، مؤكدا أنه أصبح معتادا عليهم، ولكنه يرفض بيعها لهم ولو دفعوا ضعف سعرها. من جهة ثانية تحفظ العم علي الشهري على الخوض في حياته الخاصة، مكتفيا بقوله «أنا سعيد في حياتي رغم بساطتها» واختتم «قديما كنت ابيع بضاعتي بعدد قليل من القروش، وكانت فيها البركة، وتكفيني وأسرتي، أما الان فرغم مبيعاتي التي تصل الى الآلاف في بعض الاحيان الى انه ليس هناك بركة في هذه الايام».