يتزايد الإقبال على شراء السواك حول الحرم النبوي في المدينةالمنورة بعد كل صلاة مكتوبة في رمضان، الموسم الذي يعتبر مكسبا للباعة في ظل توافد الزوار الراغبين في إهدائه لأهاليهم في الأوطان، إضافة للتأسي بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والسواك شجرة طيبة هي شجرة الأراك والتي تنبت في المناطق الجنوبية للمملكة مثل جبال أبها وجازان والساحل الجنوبي والحجرة والشواق والوسقة وغيرها، ويؤخذ السواك أيضا من شجر الإسحل والبشام والضرو، ولكن يعد الأراك أفضلها. ينشط سوق السواك في موسم شهر البركة، ويكثر معه التنافس بين التجار الذين يتمركز بعضهم حول أبواب الحرم المهمة، والتي من جهة البقيع تكون أكثر قابلية ومن جهة أهل البلد خصوصاً، والجدير بالذكر أن أكثر الباعة من المستفيدين من الضمان الاجتماعي كمصدر آخر للدخل اليومي بما أن الضمان لا يصرف إلا في أول الشهر وتتراوح أعمارهم ما بين 20 سنة إلى 75 سنة في تفاوت عمري يبث في النفوس حب العمل وكسب الرزق. يقول العم سعد: أفرح عندما أنتهي من البسطة وقد بعت كل ما حضرت به، لأن السواك أجر وأنا ابتاعه بمبلغ زهيد أن الطلب في الغالب يكون على النوع الحار وهو ما يعرف عند العامية ب «أبو حنش»، ويقل الطلب على السواك البارد لاعتقاد معظم الزبائن أن السواك الحار أفضل للأسنان، حيث يعمل على زيادة بياضها ويزيل رائحة الفم لاحتوائه على مادة عطرية، رغم توضيحنا المستمر للمشتري بتشابه النتائج والأنواع، مضيفا أن الإقبال الكبير الذي يعجل ببيع الكمية في أوقات مبكرة، ما يدفعهم لجلب المزيد منها لعرضه عقب صلاة التراويح، وهي الفترة التي يكثر فيها الطلب على السواك. وأشار إلى أن التجار يوفرون في المخازن أعدادا كبيرة من السواك إلى حلول الشهر الفضيل، فيتم توزيعها حسب الطلب والحجز المسبق للباعة ليتم تجهيز طلبياتهم قبل حلوله، ولا يوجد أسعار معينة لبيعه، فالكل يرفع السعر ويخفضه حسب حركة السوق اليومية. فيما يقول العم فهد أحد الباعة الذي يجلب البضاعة من اليمن عن طريق صديق له يأتي للحرم على مدى 35 سنة من العمر، أنا لم أعرف مهنة سوى بيع السواك، وقد أخذت تصريحا من الإمارة والبلدية لكي لا يضايقني أحد في رزقي، ولكني أحلم بمحل مستقل وليس ببسطة صغيرة، وعن أسعار جملة السواك حينما يشتريها قال أنا آخذ الحزمة من السواك ب450 ريالا، وتتنوع أماكن الجلب لها، حيث رفيقي في اليمن وأخي في الليث، مؤكدا تذمره من مزاحمة العمالة الوافدة لهم في هذه المهنة. ونوه العم فهد إلى أن الغش طال السواك مثله مثل إي سلعة أخرى متداولة، فبعض المساويك جودتها متدنية ولها طعم غريب، إذ يشتريها البائع ثم يضعها في برميل ويغمرها بالماء والزنجبيل أو بعض المواد الحارقة لمدة ثم تخرج، ويمكن تمييز السواك الجيد من خلال قشرته، فإذا كان بها طعم تراب فهذا مسواك منقوع في ماء لمدة طويلة.