حقيقة العيد خارج الوطن لا طعم له ولا ذائقة، لأن العيد لا يلتئم إلا بتمام كل محبيه وأحبابه وجلهم إن لم يكن كلهم في أرض الوطن، نشتاق لهم ولمعايدتهم كثيرا، مشاعر شوق واشتياق متبادل وأمل بأن يحقق الله غاية هذه الرحلة من غربة واغتراب بأن تتوج بالعطاء وسكون التضحيات. أهنئ مولاي خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة الجليلة وأسأل الله أن يجعلنا سنده وذخره وعيده الذي يفرح به كل يوم بمثل ما بادرنا بصدق مشاعره وعطائه الذي لن يجازيه عليه إلا الله سبحانه، وأهنئ أيضا والديّ الغاليين على قلبي وأدعو الله أن يمدهم بموفور الصحة والعافية فكل عام وهم بخير .. كما أهنئ المسلمين قاطبة .. فأسأل الله أن يعيد علينا رمضان وعيده .. حبا وأجرا .. نعم، كنت ولا زلت (ولله الحمد) أذهب مسافرا لصلاة العيد في غربتي إلى المدن الكبيرة لأجتمع مع أكبر عدد ممكن من المسلمين، وأفرح بفعالياتهم التي يقومون بها بعد كل صلاة عيد، وقد صليت العيد من قبل في أكبر مساجد نيويورك وشيكاغو ودالاس وأخطط لغيرها بإذن الله. أكبر مشاعر أزفها لوطني هي الدعاء بأن يديم الله عليه أمنه وأمانه واستقراره ونعمته، فوالله ما زادتني أيام الغربة إلا تعظيما لكل شبر من زوايا وطني ومن يترعرع فيه، ووالله لا وطن يعدل وطني ولا أهل يوازون أهلي.. أسأل الله أن يجمعني بهم في أفراحهم .. وأتراحهم .. يسألني أصدقائي الأمريكان عن عادات مجتمعي وعن سر تقديس المسلمين للعيدين بينما هم لديهم ما يزيد على 14 عيدا وقد لا يصل التقديس والاهتمام بأي منها كما يفعل المسلمون في أعيادهم، ويثير اهتمامهم ملابس العيد التي تلفت أنظارهم كثيرا وقد سبق أن وصاني أعز صديقين لي بأن أجلب لهم شيئا من ملابسنا (مثل الشماغ والمشلح والعباءة النسائية المطرزة) وقد فرحوا كثيرا بذلك. في تصوري مظاهر العيد أمر واجب على المبتعث أن يظهره، لأن فيه نصرة للعقيدة والاعتزاز بالوطن وموروثه .. لأن المبتعث سفير .. ومن واجب السفارة عكس كل ما هو إيجابي ومفرح، وما العيد إلا أكبر فرصة لذلك .. كل عام وأنتم بخير . * طالب دراسات عليا في ويسترن ميتشغن بأمريكا.