على رغم افتقاد المغتربات خارج الوطن للجلسات العائلية و قضاء العيد مع الأهل والأصدقاء؛ نظرا لتواجدهن للدراسة في بريطانيا، إلا أنهن تمكن إلى حد ما من التأقلم مع العيد في أجواء الغربة وطقسها البارد، إلا أن الأمر كان صعبا على المغتربات اللواتي يقضين العيد خارج حدود المملكة للمرة الأولى، وقلن ل «عكاظ» إنهن يفضلن الذهاب إلى المساجد الكبرى المركزية مثل مسجد «ريجينت بارك» الشهير ومساجد أخرى في مدينتي برمنجهام ومانشستر. تقول طالبة الماجستير إسراء قاري: بعد أن أدينا صلاة العيد في المسجد الكبير، عدت إلى المنزل لمشاهدة بعض القنوات العربية التي يمكن استقبال بثها. وأشارت إلى انتشار العديد من المطاعم اللبنانية التي تقدم أصنافا من الحلويات الشرقية، كعك العيد، والمشروبات المعتاد تقديمها في العيد، وأضافت أن عددا من المغتربات السعوديات اللواتي أقمن لمدة طويلة في مدينة لندن يقمن بإعداد الأصناف المحلية المعتادة كالدبيازة، بالإضافة إلى الحلويات الخاصة كالمعمول والكنافة بالإضافة إلى القهوة العربي. وحول الرجوع إلى أرض الوطن تقول قاري: إن الأغلبية هنا يريدون الرجوع إلى المملكة ولكن ظروف الدراسة والالتزامات الأخرى تحتم على الجميع قضاء العيد في لندن، مضيفة أنه سوف تتمكن جميع المغتربات السعوديات من الاجتماع للاحتفال في أكاديمية الملك فهد. «أغلبية المساجد توجد في العاصمة لندن أما من يسكنون في الضواحي فيوجد عدد قليل جدا من المساجد» ، هكذا قالت نعمة داغستاني التي تدرس الأدب الإنجليزي في جامعة مانشستر، وأضافت: المغتربون السعوديون يفضلون صلاة العيد في مساجد معينة ليشعروا و كأنهم في السعودية، بالإضافة إلى تنظيم الفطور الجماعي الذي يقوم به عدد كبير من المتطوعين مما يقوي علاقة المسلمين هناك مع بعضهم البعض مما يزيد من فرحة العيد ويبدد من إحساس الغربة لديهم خصوصا بالنسبة لمن قدموا للمرة الأولى إلى بلاد الغربة. «لم أكن الطالبة المغتربة السعودية فقط التي تبحث عن إفطار العيد الجماعي» كما تقول، وأشارت أن العديد من المغتربات من جنسيات مختلفة يتقاسمن مشاعر الغربة والبعد عن الأهل، وهذه المشاعر المختلطة والثقافات المختلفة هي ما تضيف لعيد الفطر تميزه وروحانيته في الغربة. وتقول إن مشاهدتنا للقنوات السعودية ونقلها لصلاة العيد من الحرمين بالإضافة إلى التواصل مع الأهل والأصدقاء عن طريق الهاتف أو الرسائل الإلكترونية للمعايدة والتهنئة هي مايخفف قضاء العيد في الخارج. وقالت الطالبة ابتسام شاكر والتي تدرس تخصص إدارة الإعمال في جامعة لندن مع أخيها: على الرغم من افتقاد المغتربين لصلاة العيد في بيت الله الحرام وبالإضافة طبعا إلى الجلسات العائلية، إلا أن الاختلاف الأكبر هو في برودة الطقس الشديدة وتطبيق ساعات الدوام العادية فلا إجازات رسمية. كما أكدت الدكتورة هناء محمد خوجة التي تدرس مع زوجها في بعثة علمية بأن العودة إلى المملكة في أيام العيد ليست بالأمر السهل، حيث واجه زوجها العديد من المشاكل في الحجوزات الناتجة عن الازدحام والإقبال الشديد على الرحلات، وتشرح: في العام الماضي اضطررت للتوقف في مدينة دبي وصولا إلى مدينة جدة وتحملنا عناء كبيرا لرغبتنا في قضاء العيد مع الأهل. أما طالبة الماجستير سهى قزاز تدرس التاريخ الإنجليزي أوضحت أنها لم تتمكن من إنهاء ارتباطاتها الدراسية والسفر إلى الوطن لتمضية العيد مع أسرتها في جدة كما فعلت العام الماضي، وقالت إن الطالب السعودي ليس الوحيد الذي لايمكنه ترك دراسته والعودة لقضاء العيد مع الأهل،بل إن كثيرا من الطلاب من جنسيات مختلفة يعانون من هذه المشكلة.