أكد عدد من الإعلاميين المصريين، أن العالم الإسلامي في أشد الحاجة إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الدعوة إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، مشيرين إلى أن هذه المبادرة النبيلة تأتي لتعالج الواقع الأليم الذي يتعرض له عالمنا الإسلامي، مطالبين جميع الدول الإسلامية الآن الاستجابة الفورية لهذه الدعوة. علاج الآلام من جانبه، قال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الوفد المصرية السابق وجدي زين الدين: ما زلت عند رأيي أن أحكم قرار اتخذه حاكم عربي خلال السنوات الأخيرة هو قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتأسيس مركز للحوار المذهبي، مبينا أن القرار جاء ليكون بمثابة «روشتة» علاج للآلام العربية التي تتعرض لها الأمة الإسلامية من أدنى الأرض إلى أقصاها، ومن شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، فقد جاء المركز في توقيت تتمزق فيه الأمة العربية والإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل. القضاء على التمزق وأضاف زين الدين: عودتنا المملكة أن تحمل على كاهلها عبء هموم المسلمين ومشاكلهم، فقد حددت الداء الذي يعصف بالأمة الإسلامية، وأطلق خادم الحرمين الشريفين مبادرة العلاج الناجح الذي يقضي على سرطان تمزق الأمة الإسلامية. وقال زين الدين معقبا: إن أعداء الأمة الإسلامية نجحوا في توجيه ضربات متتالية عن طريق الفرقة والتمزق، مستغلين خلاف المذاهب الإسلامية في شكليات، وركزوا بؤر اهتمامهم لتوسيع الرتق في الثوب الإسلامي، حتى أضحت هذه المذاهب في حالة اختلاف، بل لا أكون مغاليا إذا قلت في حالة صراع شديد، والهدف من ذلك هو إحداث الفتنة بين الأمة الإسلامية، عن طريق صراع داخلي داخل كل دولة عربية، وانتقال هذا الصراع إلى مستوى الدول وخطة الصهيونية العالمية، هي إشاعة نار الخلاف والتصارع داخل كل دولة بهدف تقسيم الدول العربية الإسلامية الواحدة إلى دويلات صغيرة، وبذلك تتشتت الأمة العربية الإسلامية، ويصبح تواجدها على الخريطة العالمية ليس فيمن حضر أو غاب، موضحا أن مخططات القضاء على الهوية الإسلامية عن طريق التناحر والتصادم بين التيارات المذهبية، تمهيدا لما هو أخطر وأشد، وجاء قرار خادم الحرمين الشريفين في الوقت المناسب تماما لوأد كل المخططات التي تحاك ضد الأمة الإسلامية، مؤكدا أن ذلك ليس غريبا على المملكة وقادتها الذين يظهرون وقت الشدة. لا تناحر مذهبي وطالب زين الدين بضرورة مناصرة الحوار المذهبي الذي دعا إليه الملك عبدالله، وتقويته من خلال الدراسات الواسعة من كل الدول العربية والإسلامية، لدحض كل من تسول له نفسه أن ينال من الأمة الإسلامية التي قال عنها الله تبارك وتعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، والأمة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بهذا الوصف لا يمكن أن تتناحر أو تختلف مذاهبها، بل يجب أن يكون الاتحاد هو شعارها ورايتها المرفوعة. وقت مناسب فيما اعتبر مسؤول الشؤون الخارجية في صحيفة الجمهورية المصرية هشام البسيوني، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية جاء في وقته، مشيرا إلى أن المملكة ستكون القاطرة التي تجر العمل الإسلامي المشترك، خاصة أنها تحتضن أشرف بقاع الأرض ويزورها سنويا ملايين المسلمين عبر بقاع الأرض باختلاف ألوانهم وألسنتهم. وأكد بسيوني، أن الخطوة مهمة على طريق التقارب بين مختلف طوائف المسلمين، وهي ليست جديدة على المملكة في دعم العالم الإسلامي باعتبارها أحد أعمدة الأمة الإسلامية، وتدعم التضامن الإسلامي، وتوحد صفوف المسلمين، وتنبذ الفرقة والفتن، وتنشر مبادئ التسامح والاعتدال، الذي يحرص عليه الملك عبدالله منذ توليه المسؤولية وحمل الأمانة في المملكة. وأوضح بسيوني، أن المركز سيكون لبنة حقيقية في جدار التلاحم الإسلامي، وخطوة مهمة على طريق طويل لقطع الطريق على من يريدون استغلال بعض الاختلافات غير الجوهرية بين أبناء الأمة، لتمزيقها وتشتيت شملها، ومحاولة الصيد في الماء العكر لتحقيق مصالحهم ومطامعهم الخاصة في ثروات المنطقة. وأشار البسيوني إلى أن المملكة مدت يديها وعلى الآخرين التقاط الخيط والبناء على هذه الخطوة المهمة بوضع الاقتراحات وترجمتها عمليا على الأرض والاستفادة من التجارب الأخرى، مشيرا إلى أن التقارب نوع من الثقافة ينبغى اكتسابها وتعزيزها وترسيخ قيمها فما بالنا بالدين الإسلامي الذي يدعو لهذه القيم النبيلة القائمة على التسامح والحوار والتفاهم وقبول الآخر. مبادرة طال انتظارها أما مدير تحرير صحيفة الوفد المصرية سحر ضياء الدين فقالت: لقد أحدثت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية ردود أفعال كبيرة في دول العالم قاطبة وعلى الأخص دول العالم الإسلامي، وهي مبادرة طال انتظارها نظرا للأهداف السامية التي قامت من أجلها، وكانت الأمة الإسلامية في أشد الحاجة إليها، وهي الوصول إلى توحيد العالم الإسلامي، ولم شملها ومحاربة الفتن بين المذاهب، مكافحة الإرهاب والفتن والغلو اللذان هما من أهم الأسباب وراء عدم الاستقرار الذي ينتشر في عدد من دول العالم. وأضافت ضياء الدين: إن من بين أهداف مبادرة الملك عبدالله الوقوف صفا واحدا في محاربة الفتن التي بدأت تستشري في الجسد الإسلامي الواحد حتى استفحل العداء بين المسلمين أنفسهم على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، ومنذ عدة سنوات ظهرت نبرات اتهامات للإسلام بالإرهاب والمغالاة على الرغم من أن هذه الأمة أمة وسط والدين الإسلامي دين اعتدال فلا مكان فيه للغلو. بناء الأمة وقالت ضياء الدين معقبة: إن الحل هو إعادة بناء هذه الأمة على الطريق السليم وفق الأسس والمناهج المعتدلة التي جاء بها الإسلام وتجنب استخدام الطائفية والمذهبية لخدمة السياسات وأهدافها، بدلا من المفروض وهو العكس وهو استخدام السياسة لخدمة الدين، فالواقع اليوم مفزع وأليم وتلاشت فيه القيم، وكثر الظلم، وكثرت فيه الفتن، وبات فيه العالم الإسلامي مهددا بالتشتت والتنافر، واستفحل العداء بين المسلمين أنفسهم. واختتمت ضياء الدين حديثها قائلة: إن العالم الإسلامي كان في أشد الحاجة إلى هذه المبادرة النبيلة التي رصدت الواقع الأليم الذي يتعرض له عالمنا الإسلامي وأخذت على عاتقها إعادة بناء الأمة الإسلامية على الطريق السليم حتى تواجه تحديات العصر. الحوار الحر إلى ذلك، يوضح المحرر في صحيفة الوفد المصرية عبدالمنعم البراشي أن الخلاف العقدي بين المذاهب الإسلامية أمر واقع، وآلية التعامل مع هذه الظاهرة هو الحوار الذي يعد الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات، فهو (أي الحوار) من وسائل الاتصال الفعالة حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. استشعار المسؤولية وبين البراشي أن هذه الدعوة جاءت نابعة من قناعة خادم الحرمين الشريفين بأهمية الحوار؛ لأنها تحمل في طياتها بذور الخير والنماء، وتضع العالم الإسلامي في مكانه الصحيح وتخلق حوارا بريئا من التعصب بعيدا عن المشاحنات، فهي تجسد المسؤولية التي يستشعرها خادم الحرمين الشريفين تجاه الأمة الإسلامية، وتضاف إلى الدعوات الكريمة التي وجهها للحوار بين أتباع الديانات والثقافات على مستوى العالم، وتأتي في إطار حرصه الدائم على مصلحة الإسلام ونبذ الفرقة ومحاربة الفتن ونشر مبادئ التسامح والاعتدال؛ لذا فإن هذه المبادرة لا يمكن أن تصدر إلا عن رجل مخلص لربه ناصح لأمته، وعلى جميع الدول الإسلامية الآن الاستجابة الفورية لها. وأشار البراشي إلى أن المملكة دأبت منذ زمن طويل على وحدة المسلمين وتضامنهم، وقد دعا الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه إلى أول مؤتمر إسلامي عام 1926م، وهو أول مؤتمر إسلامي حضره 62 مندوبا من الدول الإسلامية.