وسط مخاوف دولية من امتداد تداعيات الأزمة السورية إلى لبنان، قتل أربعة لبنانيين في غارة شنها الطيران الحربي السوري أمس على تجمع لمقاتلين من الجيش السوري الحر في قرية جوسيه السورية الحدودية مع لبنان، وأفادت مصادر أمنية أن ثلاثة من القتلى من بلدة عرسال والرابع من مدينة الهرمل في البقاع الشمالي. وارتفع عدد قتلى الاشتباكات بين المسلحين العلويين والسنة في مدينة طرابلس اللبنانية إلى 12 على الأقل أمس في ثالث أيام المعارك التي وصفت بأنها من أعنف الاشتباكات منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين 1975 1990. وأصيب أكثر من 100 شخص آخرين بجراح في المعارك التي كانت بدأت مساء الاثنين الماضي على أساس طائفي بين مسلحين من حي باب التبانة السني وخصومهم العلويين في منطقة جبل محسن، وقال أحد سكان طرابلس كان من المفترض أن يبدأ وقف إطلاق النار بعد ظهر أمس لكن ذلك لم يحدث، بينما أفاد شهود عيان أنه بعد فترة هدوء اهتزت طرابلس بنحو 20 انفجارا في الفترة ما بين الساعة الثانية والساعة السادسة صباح أمس نجمت فيما يبدو عن قذائف صاروخية، واستخدم المقاتلون ايضا أسلحة آلية. وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان عن تخوفه من انتقال الصراع الدائر في سوريا إلى لبنان، وقال خلال اجتماع دوري لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط أمس «في الوقت الذي يزداد فيه تدهور الوضع في سورية، أصبح الوضع في لبنان خطيرا، وازدادت الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي للحكومة وقوات الأمن اللبنانية». وأضاف «تنتشر الاضطرابات الناجمة عن التطورات الداخلية في أنحاء لبنان»، مشيرا إلى أن التطورات في سورية تساهم في تأجيجها.