تفاعل أهالي مكةالمكرمة مع رقصة المزمار التي أحيتها فرقة شعبية في احتفالات العيد أمس، حيث تعالت أهازيج الجمهور من الرجال والنساء والأطفال بصوت واحد (والليل يا سمبلان)، في فقرة وصفت ب «سيدة» الحفل التي شارك فيها الآلاف، لترسم الفرحة والسرور على ثغور المشاركين والجمهور. والمزمار رقصة شعبية يعود تاريخها لأيام الحكم الفاطمي بالحجاز وازدهرت في أحياء ومحلات مدن الحجاز الرئيسية المدينةالمنورةومكةالمكرمةوجدة، وكان المزمار وهو لون تصاحبه أغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية مسرحا لاستعراض البطولات وتصفية الأحقاد، إلا أنه انتهى ليكون حفلا طربيا ملتصقا بالمناسبات الفلكلورية والاجتماعية. وتكون طريقة الرقصة على شكل صفين متقابلين وهم وقوف، وبأيديهم العصا (الشون) وفي وسط الحلبة توقد نار يدور حولها الراقصون وتمتد فيها الأيادي بالعصا في شكل متناغم مع الإيقاعات السريعة، وتلزم الرقصة بلباس محدد وهو الثوب والعمامة الحجازية الألفي البرتقالية اللون ويوضع على الكتف المصنف اليماني أو الحلبي والحزام البقشة العريض على الوسط يصاحب لعب المزمار إيقاعات لآلات شعبية حجازية مثل العلبة وهي مزهر جلدي بإطار خشبي كبير دائري يوقع عليه العازف بكلتا يديه وهو جالس، والمرد وهو دف كبير، والنقرزان، وهي طبلة مجوفة من الصفيح تضرب بعصاتين رشيقتين، والصدم وهو دف مستطيل الشكل.. كما يصاحب المزمار غناء معروف بالزومال ويكون غالبا مصحوبا بأهزوجة.. وفي الوقت الحالي تحولت الرقصة إلى عرض مسرحي يشد كل الحاضرين.. وبالأمس تجمهرت النساء والأطفال حول فرقة المزمار وهي تردد: والليل يا سمبلان وأنا دياري بعيدة والليل يا سمبلان بين مكة والحديدة والليل يا سمبلان وأنا بلادي بعيدة والليل يا سمبلان، ياسمبلان يا حرامي والليل يا سمبلان يا حضرومي يا يماني والليل يا سمبلان والميت ما يرحمونه. والليل يا سمبلان والدود ياكل عيونه.