للأفراح والأعياد طعم خاص في جدة، ولأنها تقع في منطقة الحجاز، لا تخرج عن الفلكلور الحجازي الذي يتسم بالرقصات الشعبية المشهورة وهي المزمار كرقصة فلكلورية شعبية يعود تاريخها لأيام الحكم الفاطمي بالحجاز، وازدهرت في أحياء ومدن الحجاز الرئيسية؛ مكة والمدينة وجدة. وكان المزمار -وهو لون تصاحبه أغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية- مسرحا لاستعراض البطولات وتصفية الأحقاد. إلا أنه انتهى ليكون حفلا طربيا ملتصقا بالمناسبات الفلكلورية والاجتماعية. وإذا تحدثنا عن المزمار كرقصة نجده يتم على شكل صفين متقابلين وهم وقوف، وبأيديهم العصا (الشون)، وفي وسط الحلبة توقد نار يدور حولها الراقصون، وتمتد فيه الأيادي بالعصا في شكل متناغم مع الإيقاعات السريعة، حيث وتلزم الرقصة بلباس محدد، وهو الثوب، والعمامة الحجازية الألفي -البرتقالية اللون-، ويوضع على الكتف المصنف اليماني أو الحلبي والحزام البقشة العريض على الوسط. يصاحب لعب المزمار إيقاعات لآلات شعبية حجازية مثل، العلبة وهي مزهر جلدي بإطار خشبي كبير دائري يوقع عليه العازف بكلتا يديه وهو جالس، والمرد وهو دف كبير، والنقرزان، وهي طبلة مجوفة من الصفيح تضرب بعصاتين رشيقتين، والصدم وهو دف مستطيل الشكل. كما يصاحب المزمار غناء معروف بالزومال. والعيد فرح للكبار والصغار ولكنه يمثل بعدا آخر عن الصغار، فهو له أهازيج وأغانٍ شعبية اعتاد الأطفال الترنم بها، أثناء لعبهم وتناولهم الطعام، كما لم تغب عن قصصهم، الفرحة بقدوم العيدين سواء الفطر أو الأضحى.