تحاول المخابرات السورية منذ بداية الأزمة أن تلمع الصورة السوداء للنظام، رغم أنها مصدر هذه الصورة. فالانتهاكات البشعة والمشينة لحقوق الإنسان باتت الصورة الأكثر وضوحا للنظام على المستوى الدولي. ويعتمد النظام السوري على استراتيجية «الانفصال بين المسارات»، بمعنى أن العمليات العسكرية في المدن السورية، منفصلة عن مزاعم الإصلاح ومنفصلة عن مطالب المجتمع الدولي، وعن قبول النظام بأية مبادرة دولية لحل الأزمة. هذه الاستراتيجية جعلت النظام يخلط الأوراق لتضيع الحقائق على أرض الواقع، وتختلط على مراقب الأحداث. وعلى سبيل المثال ما يدعيه النظام من الإفراج عن المعتقلين في السجون منذ بداية الاحتجاجات. فيروي الناشطون على الميدان ل «عكاظ» حقيقة «تمثيلية» الإفراج عن المعتقلين، ويؤكدون أن النظام لا يفرج عن كل المشاركين في المظاهرات السلمية. موضحين أن هؤلاء المفرج عنهم هم أصلا ليس لهم أية علاقة بالتظاهرات. ويضيف الناشطون، أن عناصر المخابرات السورية وخاصة المخابرات الجوية تجول شوارع المدن مدعمة بقوات من الجيش النظامي، وتحتجز وبشكل همجي وعشوائي كل من يسير في الشوارع. ويسرد الناشطون في روايتهم ل «عكاظ»، أن المخابرات والجيش يجولون في المدن بشكل مرعب ومخيف، ويتلفظون بأبشع العبارات على المدنيين بعد اعتقالهم. ومن ثم يتم احتجازهم أياما في السجن، لتأتي بعد ذلك كاميرا التلفزيون الرسمي وتنتزع الاعترافات أنهم من الجماعات المسلحة. وتطلق سراحهم.. لتكون هذه رسالة من النظام إلى العالم الخارجي على أن الدولة تتعرض لعمليات تخريب موثقة. ويبين الناشطون أن هذه الممارسات والمناورات من النظام، عادة ما تأتي قبيل زيارة المبعوث الدولي إلى سورية أو خلال زيارته. مشيرين إلى أن ذلك حدث أكثر من مرة خلال مهمة رئيس لجنة المراقبين العرب إلى سورية محمد مصطفى الدابي، وكذلك قبيل إحدى زيارات كوفي عنان.. منوهين إلى احتمال تكرار هذه العملية قبيل زيارة المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي. وخلال عمليات الاعتقال هذه يؤكد الناشطون وقوع عمليات ابتزاز مادي «خرافية» لعائلات المعتقلين.