ارتفع سعر مزيج نفط برنت قليلا أمس متجاوزا 114 دولارا للبرميل، إذ تواجه خطة أمريكية للسحب من احتياطي النفط الاستراتيجي مقاومة شديدة، لكن الآمال في انتعاش الإنتاج من بحر الشمال حدت من المكاسب. وتراجعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعدما قال مصدر إن البيت الابيض يدرس احتمال السحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لمنع تكاليف الطاقة المرتفعة من تقويض نجاح العقوبات على إيران. وقالت اليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى رئيس وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة، إنه لا يوجد ما يستدعي السحب من المخزونات الأمريكية لوقف ارتفاع أسعار البنزين. وارتفع خام برنت في العقود الآجلة تسليم أكتوبر 55 سنتا إلى 114.26دولار للبرميل بحلول الساعة 0636 بتوقيت جرينتش، بعدما هبط أكثر من دولارين يوم الجمعة، وسط توقعات بأن تستخدم الولاياتالمتحدة بعضا من احتياطياتها. وزاد الخام الأمريكي الخفيف 48 سنتا إلى 96.49 دولار للبرميل. من جهة أخرى أشار تقرير اقتصادي لوكالة الطاقة الدولية إن التزام المملكة بتلبية الطلب المتزايد على النفط والغاز من الأسواق العالمية سيكون محركاً رئيسياً في الجهود الرامية إلى إنعاش النمو الاقتصادي العالمي. وفقاً للمديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية ماريا فان دير هوفن، في دراسة بحثية أعدت بعنوان «التقرير: المملكة العربية السعودية 2013» الذي يعد الإصدار السادس يتناول النشاط الاقتصادي والفرص الاستثمارية في المملكة، إن قدرة شركة أرامكو السعودية على توفير 2.5 مليون برميل في اليوم فوق مستويات الإنتاج الحالية يشكل أهمية إضافية في ظل المناخ الاقتصادي الحالي. وشرحت هوفن لطالما تبوأت المملكة المكانة الرائدة في إنتاج النفط والغاز العالمي، وقد أثبتت المملكة أنها شريك موثوق ومورّد رئيسي، ويسعدني إعادة التأكيد على هذه الحقائق مجدداً. وسلطت فان دير هوفن الضوء على توجيه الاستثمار في المملكة إلى المشاريع الرئيسية الأمر الذي يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على معدلات الإنتاج، وقالت من المقرر أن ينطلق الإنتاج في حقل «مانيفا» البحري الجديد والكبير في مطلع عام 2013، بالإضافة إلى ذلك سيبدأ إنتاج الغاز من «كاران» أول حقل بحري كبير في المملكة بحلول نهاية 2012. ومع تصاعد القلق حول إمكانية أن يؤدي النمو القوي للمملكة لاستهلاكها جزءاً كبيراً من إنتاجها النفطي الخاص بحلول منتصف العقد المقبل، حرصت «فان دير هوفن» على الإشارة إلى جهود التنقيب في البلاد. وقالت من المؤكد أن المملكة لا تقف في مكانها بدون تقدم، فقد استكشفت بنجاح حقول غاز إضافية في منطقة الجنوب الشرقي وتتابع الاستكشاف في المنطقة الشمالية الغربية والمناطق البحرية في البحر الأحمر. وأضافت هوفن بأن المملكة مؤهلة أيضاً لتلعب دوراً رئيسياً في تطوير تكنولوجيات الطاقة المستدامة عن طريق البحث العلمي وقالت تمتلك المملكة ميزة طبيعية في الطاقة الشمسية، وتشير التجارب في أماكن أخرى من المنطقة إلى أن المملكة يمكن أن تستفيد من النظم الكهربائية الضوئية ومن تطوير مشاريع طاقة شمسية أكبر ونحن سعداء في الوكالة الدولية للطاقة بمستوى التعاون مع المملكة ومعجبون بخططها في مشاريع الطاقة. وسيشكّل إصدار التقرير تتويجاً لأكثر من 10 أشهر من البحوث التي تم إجراؤها على أرض الواقع من قبل فريق من محلل أكسفورد يقدّم معلومات عن الفرص المتاحة للاستثمار الأجنبي المباشر في اقتصاد المملكة، وسوف يشكّل مرجعاً لجوانب اقتصادية عديدة في البلاد مثل الاقتصاد الكلي، والبنية التحتية والتطورات القطاعية والمصرفية. يتضمن التقرير دليلاً تفصيلياً للمستثمرين الأجانب يشمل كافة القطاعات، إلى جانب مجموعة واسعة من المقابلات مع أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية والتجارية مثل وزير الاقتصاد التركي ظافر كاجليان، والمفوض التجاري للاتحاد الأوروبي كارل دي غوشت، ورئيس الوزراء الباكستاني السابق شوكت عزيز.