أكدت مجلة «إيكونوميست» التزام السعودية رفع طاقتها الإنتاجية من النفط، ودعم استقرار سوق النفط العالمية، مشيرة في تقرير خاص إلى أن تشغيل حقل النفط العملاق (خريص) يرفع فائض الطاقة الإنتاجية لمنظمة «أوبك» 8 في المئة، فضلاً عن زيادة الطاقة السعودية أكثر من 12 مليون برميل يومياً. واعتبرت «ايكونوميست» أن تشغيل حقل خريص على رغم أهميته، لن يؤثّر كثيراً في ارتفاع أسعار النفط التي اخترقت سقف 70 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ تشرين الأول (اكتوبر) 2008 في رد فعل على ما يبدو تجاه ما أوردته شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) من انخفاض حاد لاحتياطات النفط العالمية بنحو 3 بلايين برميل العام الماضي، في ظل انتعاش ضئيل للطلب على الخام. وتقدر الطاقة الانتاجية لحقل خريص ب 1.2 مليون برميل يومياً، كما ان تشغيله يأتي كآخر حلقة من ضمن خطة ارامكو السعودية لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 12.5 مليون برميل يومياً بنهاية السنة الحالية. اما الخطة التالية لها فتتمثل في تطوير حقل (مانيفا) البحري المقرر دخوله الإنتاج بطاقة مليون برميل يومياً عام 2013، فيما يتم تكرير خامات ثقيلة المنتجة من الحقل من خلال مجمع جديد لتكرير النفط شرعت ارامكو في بنائه بالجبيل الصناعية شرق المملكة شراكة مع «توتال» الفرنسية. ويترقب المقاولون وفقاً ل «ايكونوميست» طرح آرامكو عقوداً لإنشاء مشروع التكرير قيمتها نحو 10 بلايين دولار نهاية حزيران(يونيو) الجاري. وترى «ايكونومست» أن إنهاء شركة آرامكو برنامجها للتوسع في الطاقة الإنتاجية، والتقدم الذي تحقق على صعيدي التكرير في الجبيل وفي حقل كاران لإنتاج الغاز الطبيعي باستثمارات تقدر ببلاين الدولارات، تدحض المخاوف التي ظلت سائدة في شأن تباطؤ الاستثمارات لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط على الصعيد العالمي. الواقع أن انخفاض أسعار المعدات والخدمات المطلوبة للمشروعات التوسعية أدت إلى انتعاش الاستثمارات على الأقل على صعيد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحيث طرح في ابوظبي اخيراً، أول مناقصة لتطوير الغاز بما قيمته 10 بلايين دولار تقريباً. كما طرحت شركة «سوناتراك» الجزائرية وشركاؤها الدوليون، عقود تطوير من حقول النفط والغاز الكبرى للمقاولين خلال الشهرين الماضيين وتتجه مصر لطرح عقودٍ مماثلة. ولا تتوقع «ايكونوميست» استمرار الارتفاع الحالي للنفط خلال النصف الثاني من السنة الحالية، على رغم رفع تقديراتها لمتوسط سعر برميل خام «برنت» إلى 59 دولاراً في 2009 و65 دولاراً في 2010.