يستعيد ذعار بن ثامر بن هليمه من أهالي الخرمة من أقاصي ذاكرته مظاهر الاحتفاء بالعيد ويقول أن الأطفال كانوا يطرقون الأبواب لطلب العيدية التي كانت غالبا ما تكون من الحلوى والحمص التي يطلق عليها الحقاق. وبين أن الاحتفال بالعيد في السنين الخوالي هو بمثابة فرح وسرور يتبادل فيه الناس على مختلف أشكالهم وأعمارهم وعاداتهم المحبة وغسل النفوس إذا كان فيها مشاحنات، كذلك فإن العيد يوحي إلى النفوس بالراحة واجتماع الأحبة بعد فراق، مستعيدا ذكرياته مع مظاهر العيد وكيف كانت سابقا وحاضرا من حيث العادات والتقاليد السائدة من أهازيج وتبادل للزيارات وتقديم الأطعمة فقال مسترجعا ذكرياته الجميلة في الاحتفالية بتلك الأيام التي عاشها ويتعايش معها وكيف كان ذلك العيد راسما الفرحة في النفوس التي تعطي الانطباع الحقيقي لهذه الشعيرة فقال المظاهر والبهجة هي تحمل ذلك المسمى الجميل العيد السعيد وإذا ذكر ذلك الاسم عند الجميع الصغير والكبير فإنه يتبادر للذهن النشوة السعيدة لهذا الحدث المفرح. كانت سباقاتنا في الاستعداد ليوم العيد في تهيئة الملابس التي نتحلى بها في هذا العيد ونتزين بها في تجمعاتنا التي تكاد تكون في العام مرة أو مرتين وذلك لانشغال الناس بمصاعب الحياة ولا يمكن أن يجمعهم إلا ذلك العيد وإضافة لانشغالهم فإنهم يفتقدون للمركبة التي توصلهم إلى مكان تجمع العيد إلا ما ندر ذلك حيث لا تتوفر وسائل النقل مما يضطر إلى الانتقال بأي وسيلة وفي مرحلة الاستعداد لذلك اليوم ويضيف بعد أن يتم المبيت في المكان المراد الجلوس فيه للعيد نكون قد وضعنا استعدادنا لأداء الصلاة جماعة، وارتداء الملابس البيضاء وفي هذه الأثناء نكون كذلك قد أدينا الصلاة في مسجد العيد ويكاد يكون ذلك العدد من الناس محدود جدا كما أن للأطفال الصغار وقفة حيث يرتدون ملابسهم الجديدة ويلبسون الطاقية المزركشة بالزري ويطوفون المنازل ويطرقون الأبواب لطلب العيدية التي عادة ما تكون من الحلاوة وبعض الحمص والتي يطلقون عليه الحقاق بترديد بعض الأناشيد الشعبية بأصوات مرتفعة لإيحاء من بداخل المنازل. بعد انقضائهم من مهمتهم تكون صلاة العيد قد انتهت ويجتمع الأهالي كل على حسب عادته المتبعة فمنهم من يذهب إلى كبير العائلة وتناول وجبة العيد لديه ومعايدة أقربائه المتواجدين عند ذلك الشيخ الكبير وعادة ما يقدم طعام العيد «الأرز» هذا خلاف ما يتم من عرض كل إنتاج الأسر بمختلف الأطعمة ويشير إلى أنه كان في السابق الجميع يتمتع بنكهة العيد والفرحة به لا تزال عالقة والزيارات تتواصل فيه ويحس الجميع طوال أيامه بالسعادة وذلك لأن الجميع لا تربطهم مناسبات أخرى غير ذلك العيد بعكس اليوم الذي نشاهد فيه البعض وقد انشغلوا في حياتهم وأعمالهم الخاصة حتى يوم العيد لم يعطوا أبناءهم وأهلهم وحتى أقاربهم فرصة المشاركة في الأفراح.