أكد الشيخ عبدالعزيز بن محمد اليحيى ان العيد هو بمثابة فرح وسرور يتبادل فيه الناس على مختلف أشكالهم وأعمارهم وعاداتهم المحبة وغسل النفوس إذا كان فيها وظر، كذلك فإن العيد يوحي إلى النفوس بالراحة واجتماع الأحبة بعد فراق، مستعيداً ذكرياته مع مظاهر العيد وكيف كانت سابقاً وحاضراً من حيث العادات والتقاليد السائدة من أهازيج وتبادل للزيارات وتقديم الأطعمة فقال مسترجعاً ذكرياته الجميلة في الاحتفالية بتلك الأيام التي عاشها ويتعايش معها وكيف كان ذلك العيد راسماً الفرحة في النفوس التي تعطي الانطباع الحقيقي لهذه الشعيرة فقال: المظاهر والبهجة هي تحمل ذلك المسمى الجميل العيد السعيد وإذا ذكر ذلك الاسم عند الجميع الصغير والكبير فإنه يتبادر للذهن النشوة السعيدة لهذا الحدث المفرح. كانت سابقاتنا في الاستعداد ليوم العيد في تهيئة الملابس التي نتحلى بها في هذا العيد ونتزين بها في تجمعاتنا التي تكاد تكون في العام مرة أو مرتين وذلك لانشغال الناس بمصاعب الحياة ولا يمكن أن يجمعهم إلا ذلك العيد واضافة لانشغالهم فإنهم يفتقدون للمركبة التي توصلهم إلى مكان تجمع العيد إلا ما ندر ذلك حيث لا تتوفر وسائل النقل مما يضطر إلى الانتقال بأي وسيلة وفي مرحلة الاستعداد لذلك اليوم يضيف العم عبدالعزيز بعد أن يتم المبيت في المدينة أو المكان المراد الجلوس فيه للعيد نكون قد وضعنا استعدادنا لأداء الصلاة جماعة، وارتداء الملابس البيضاء وفي هذه الاثناء نكون كذلك قد أدينا الصلاة في مسجد العيد الذي يكون عادة قريبا من المنازل ويكاد يكون ذلك العدد من الناس محدودا جداً والمكان يكون مرتفعاً كأعلى أرض في الديرة أو القرية آنذاك وذلك لامكانية تلافي مياه الأمطار المتساقطة في نفس اليوم. وفي هذه الاثناء للأطفال الصغار وقفة حيث يرتدون ملابسهم الجديدة ويلبسون الطاقية «المزركشة بالزري» ويطوفون المنازل ويطرقون الأبواب بطلب «العيدية» التي عادت ما تكون من حلاوة «الملبس» يطلقون عليه «الحقاق» في ترديد بعض الأناشيد الشعبية بأصوات مرتفعة لايحاء من بداخل المنازل. بعد انقضائهم من مهمتهم تكون صلاة العيد قد انتهت وتجمع الأهالي كل على حسب عادته المتبعة فمنهم من يذهب إلى كبير العائلة وتناول وجبة العيد لديه ومعايدة أقربائه المتواجدين عند ذلك الشيخ الكبير وعادة ما يقدم طعام العيد «الجريش». هذا خلاف ما يتم من عرض كل انتاج أسرة في الشوارع المحيطة بالمكان المتواجد فيه العيد بمختلف الأطعمة سواء الجريش الذي يأتي في المقدمة أو القرصان والرز والعصيدة وخلاف ذلك. ويشير اليحيى إلى انه كان في السابق الجميع يتمتع بنكهة العيد والفرحة به لا تزال عالقة والزيارات تتواصل فيه ويحس الجميع طوال أيامه بالسعادة وذلك لأن الجميع لا تربطهم مناسبات أخرى غير ذلك العيد بعكس اليوم الذي نشاهد فيه البعض وقد انشغلوا في حياتهم وأعمالهم الخاصة حتى يوم العيد لم يعطوا ابناءهم وأهلهم وحتى أقاربهم فرصة المشاركة والتفرغ لهذه المناسبة والشعيرة الكبيرة بل راحوا في انشغال وعدم التفريق بين العيد وغير العيد اضافة إلى انشغال البعض بالنوم. واليوم ولله الحمد والشكر وبعد أن فرغ الجميع من الصيام والقيام الذي اسأل الله لهم القبول من العزيز الحكيم يأتي عيد الفطر المبارك لترتسم الفرحة على شفاه الجميع ويتبادل الصغير والكبير التهاني في جو مفعم بالحب والسعادة والابتهاج، وما أجمل امتداد تلك العادات والتقاليد التي تضيف بعض الذكريات الجميلة عما كان يفعله آباؤنا وأجدادنا التي كادت ان تندثر إلا ما ندر أما الأرياف فإنها تكاد تكون متصلة حتى الآن وذلك بوضع طعام العيد في الشوارع بأشكاله المختلفة وألوانه وما أجمل إذا وضعت الصحون بالأزقة الكبيرة ليأكل منها القوي والضعيف والصغير والكبير حتى إذا انتهى يوم العيد. رأيت الجميع وقد غادر المدينة في رحلة استجمامية قد تكون في البراري نحو التخييم وقضاء أوقات الاجازة. وفي هذه المناسبة يشرفني ان أرفع أجمل عبارات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وإلى الأسرة المالكة وإلى الشعب السعودي بهذا العيد السعيد وأن يعيده الله على الجميع بالخير والسعادة إن شاء الله.